طيور

الوَجهُ حمامةٌ عائدةٌ من طوفان.
القلبُ بومةٌ رَمادية في شَقٍّ صخري.
الروحُ لَقلقٌ مُتوحِّد.
اليدان غُرابان يُرفرفان بخفّة،
ولا يعثُران بالجوار القريب على غُصنٍ يقفان عليه.
القدمان نسران يتأهّبان لِلقفز مِن أعلى الجبل،
نحو أطياف تَمرُق في المُنحدر.
الأُذنان ريشتان تخفقان لِأدنى نَسمة
لِأوهن أغنية تَشرُدُ مِن البحر أو النافذة المفتوحة.
عندما تَهبُّ الريحُ وتتراقَص سُيوفُ العتْمة
بِوَميضٍ خاطِفٍ يَندلِعُ من شُقوقٍ
بَعيدةٍ في الليل،
تَتلاطَمُ الأجنحة مِثلما لَم تَفعلْ أبداً،
وتتكالبُ المخالبُ على بَعضِها، ناثِرةً الرِّيشَ،
مازِجةً الزَّعيقَ بالغُبار، والدَّمَ بالتراب.
يَسْقُط الملاك جَرّاء ذلك،
صَريعَ هَوْلِ أجْنِحَتِه،
وغِنائِه المعقُوفِ، الشَّائكِ، المُنغَرِز
في «دَمِهِ المحدودَب»!


الكاتب : نبيل منصر

  

بتاريخ : 10/11/2023