المكمّلات الغذائية .. منتجات «دوائية» في مسالك عشوائية

 

عبارة عن فيتامينات ومعادن قد يترتب عن استعمالها مضاعفات صحية وخيمة

أكّد عدد من الصيادلة في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن هناك إقبالا مرتفعا على المكمّلات الغذائية من طرف العديد من الأشخاص، من مختلف الفئات العمرية، الذين يتجهون لاقتنائها من أجل مساعدتهم على مواجهة مجموعة من الوضعيات، الصحية وغير الصحية على حدّ سواء، ولكي تمنحهم «القوة» و «الطاقة» التي يرون بأنهم في حاجة إليها، ولكي تضمن لهم عنصر التركيز، في ارتباط بمهام وأعمال يقومون بها، مكتبية أو غيرها، أو تعلٌّق الأمر بفترات الامتحانات.
إقبال يرى عدد من الصيادلة أنه يجب أن يكون مؤطرا وعقلانيا، وحذروا في هذا الصدد في تصريحاتهم للجريدة من خطورة استعمال المكمّلات الغذائية بشكل عشوائي وتلقائي وفي غياب إشراف صحي، خاصة إذا ما كان المعنيون بالأمر يستعملون أدوية للعلاج من أمراض أخرى، لاسيما منها ذات الصبغة الكيميائية. وشددت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» على أن هناك حالات للتسمم كان عرضة لها أشخاص استعملوا مكمّلات غذائية بكيفية عشوائية وغير منظمة ودون إخبار لا الطبيب المعالج ولا الصيدلاني بسعيهم لذلك، وهو ما ترتبت عنه تداعيات صحية لم تكن بالهيّنة.
ونبّهت مصادر الجريدة إلى أن استعمال المكمّلات الغذائية لا يغني عن نظام غذائي صحي متوازن، خلافا لما قد يعتقده البعض، مشددة على ضرورة التنويع في الأكل الذي يجب أن يتوفر على البروتينات المختلفة وأن يضم الخضر والفواكه. وأكد المتحدثون على أن المكملات يمكنها أن تُصرف في حالات بعينها، لكي تكون مكمّلا لا بديلا عن التغذية، لمنح الجسم ما يحتاجه من فيتامينات وغيرها. وأبرز صيادلة في تصريحات استقتها الجريدة أن المكملات الغذائية هي داعمة للنظام الغذائي، وتُمنح لفئات بعينها وفقا للضرورة، مشددين على أنها تتوفر على فيتامينات قد تكون صالحة في حالات بعينها وضارة في أخرى، كما هو الحال بالنسبة للفيتامين دال والفيتامين ألف، هذا الأخير الذي لا يجب منحه للمرأة الحامل لتأثير ذلك على الجنين.
ويؤكد المختصون أن خطورة استعمال المكمّلات الغذائية تصبح أكبر عندما يتعلق الأمر بمنتجات يتم تسويقها على أنها تتوفر على الفيتامنيات والمعادن كالكالسيوم والمغنيزيوم، والتي تكون خارج الفضاء الصيدلاني، إما على مواقع التواصل الاجتماعي أو في فضاءات أخرى مختلفة بل وحتى على قارعة الطريق في «الفرّاشات»، والتي قد تكون مزيّفة أو منتهية الصلاحية أو غير صالحة للتناول بشكل كلي بسبب ظروف النقل والعرض غير السليمة وغيرها من التفاصيل الأخرى. هذا التداول غير المؤطر جعل موضوع المكمّلات الغذائية يحظى بنقاش كبير في الوسط الصيدلاني، حيث يدعو عدد من المهنيين إلى أن تدخل ضمن خانة التطبيب وأن تصنّف كأدوية، وأن يكون مسارها قانونيا وواضحا ضمن المسلك الصيدلاني، تلافيا لانتكاسات صحية بتبعات مختلفة، قد تكون بسيطة وعابرة وقد تكون وخيمة، التي قد يتعرض لها المقبلون عليها في أية لحظة من اللحظات.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 01/06/2023