عبد الرحمان رحول فاتناً في معرض جديد بباريس

 

هو موسم الدخول الثقافي والأدبي والفني يفتح أبوابه مشرعة في باريس في شهر سبتمبر الجاري. لا تسل عن عدد الإصدارات في جميع الاختصاصات، والندوات، وفي المجال الفني العروض المسرحية والموسيقية والمعارض التشكيلية، لفنانين فرنسيين يدشنون بقوة موسمهم، بعد جمود فرضه الكوفيد اللعين، هم وأجانب شجعان، لا أبالغ منهم فارس مغربي من سادة وأساتذة التشكيل المغربي والعربي الرسام عبد الرحمان رحول.
شدّ رحول الرحال أخيرا إلى باريس ليفتتح معرضه الجديد في رواق La galerie de l’Angle بالدائرة الثالثة غير بعيد عن متحف بيكاسو الشهير في حي Le Marais. هنا وابتداء من 15 من هذا الشهر، قدم الأستاذ في مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، ثم مديرها، وخريج المدرسة العليا للفنون الصناعية والحرفية بباريس، تشكيلة من أعماله المميزة لطريقته التي تمثل مدرسة خصوصية في التشكيل المغربي شقّ بها طريقه الفني بجانب كبار رسامينا الرواد والمجددين محمد المليحي، محمد شبعة، محمد حميدي، وفريد بلكاهية. جاور النتاج الموروث لرحول لوحات جديدة بمثابة تأصيل لصنعته وأسلوبه، وعمله الذي زاوج فيه بين اللوحة والنحت والجداريات أكسبته شهرة عالمية في المعارض والإنجازات التي حقق في عديد بلدان وعواصم، بدءا من المغرب وعواصم عربية منها الكويت، تونس، الرياض، القاهرة، فلسطين.. وفي إسبانيا والبرتغال وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند، وكذا حضور عشرات لوحاته في المتاحف الدولية العامة والخاصة.
زارت «الاتحاد الاشتراكي» عبد الرحمان رحول في رواق معرضه الباريسي وأعرب عن تحيته وشكره لاهتمامنا، وبدا عبد الرحمان كالعهد به خجولا، شديد التواضع، تحسبه يقدم باكورة أعماله، بينما ونحن نطوف وسط الزوار من الفنانين والمختصين نراهم مشدودين إلى النضج العالي لموهبة تكرست مع الأيام بمثابرة وحذق تجاوزت خمسين عاما تتواصل بدأب وعطاء متجدد. هذه خاصية أخرى لدى الرسام البيضاوي العريق، القادم من السبعينات ويمضي في الألفية الثالثة وهو يعدد الأبنية والأشكال، ويلقح الألوان باتساق ومرح، وبقدر ما هو ينتمي إلى مدرسة الأساتذة في التشكيل المغربي والعربي والإفريقي، بقدر ما إن قامته تبقى أطول وأكبر من أن تحبسها الأروقة الضيقة والمواهب المحدودة.
معرض عبد الرحمان رحول الذي يستمر إلى 25 من الجاري خير سفير فني ثقافي لبلادنا في الخارج، نهنئه بهذه السفارية الجديدة، يتحملها بالكلفة الذاتية فقط، رائد صاحبها تعبير الفن وتجسيد الجمال والإتقان، لتربية الذوق وبلوغ الانسجام بريشة خاصة في عالم مفكك. ونرتئي في الأخير وللتعريف، بتوسع، بالعمل التشكيلي لرحول، إعادة تقديم ورقة حاذقة كان القاص والإعلامي صديقنا الراحل إدريس الخوري قد كتبها تقديما لأحد معارضه:


الكاتب : باريس: الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 23/09/2022