عبد الصمد القبلي يعد من أبناء جيل تشبع بأغاني الفن الجميل وأغاني المجموعات الموسيقية كناس الغيوان والسهام والمشاهب..محيطه ساعده على ذلك أيضا، سواء الأسري أو العائلي، إلا انه لم يبرز كفنان نظرا لغياب التوثيق لمساره الشخصي فبصمته تذوب وسط أهمية المجموعات الفنية بالنسبة إليه، والتي كان له الحظ أن يكون عضوا بها، مثل المشاهب5 و عبدو وبنات المشاهب..
اليوتوب يحفل بمشاركاته المتعددة في عدة تظاهرات فنية مهمة، لكن مع ذلك فإن الشبكة العنكبوتية تنتقص لما يؤرخ ويوثق لأعماله وتكوينه، ومشاركاته في المشهد الفني المغربي. ومن أجل هاته الأسباب ومن أجل مساهمة الجريدة في تكريس العمل على التوثيق و استمرارية هاته المجموعات الغنائية التي طبعت المشهد الفني المغربي بشهادة فنانين محليين وعالميين كان هذا اللقاء

p من هو عبد الصمد القبلي وكيف كانت البدايات؟

عبد الصمد القبلي من مواليد سنة 1975 بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء، لكنني ترعرعت بمنطقة سيدي عثمان في بيت الجدة.
درست الصولفيج بمعهد الموسيقى بالدارالبيضاء لمدة سنتين، وكنت أستمع كثيرا للأغاني المغربية، الكلاسيكية والفرنسية. فضلا عن ذلك، فقد كان لي الحظ أنني نشأت في محيط يعشق الفن، فالأب كان يغني لفريد الأطرش ويعزف على العود، والأم تغني لعبد الحليم حافظ ونجاح سلام وفيروز ونجاة الصغيرة، أما الأخوال فقد كانوا يعزفون ويغنون أغاني المجموعات: الغيوان، جيل جيلالة، المشاهب.. في الحفلات والأمسيات العائلية.
تكونت أيضا في دور الشباب وكنت أقوم بالمسرح الفردي أو»الوان مان شو».
متمكن من جميع الآلات الإيقاعية، تأثرت بمسرح البساط للفنان المرحوم الطيب الصديقي، فمسرح البساط الذي هو عبارة عن مشاهد تتخللها مقاطع موسيقية، سواء كانت فردية أو جماعية، تتميز بآلة الإيقاع، كمثلا مسرحية «الحراز» والتي كانت تحتضن أعضاء فرقة ناس الغيوان التي أثرت في كثيرا.

p وهل لك اهتمامات فنية أخرى غير الموسيقى والعزف على الألات الإيقاعية؟

n لي موهبة الصباغة، حيث أنني فنان بالغريزة وأرسم لوحات للأصدقاء على الخصوص
كما أنني كاتب كلمات أكتب بالعربية الفصحى و الزجل العامي، لدي ديوان يحمل أكثر من 100 قصيدة، لم ينشر بعد.
من جهة أخرى، فقد كانت لي تجربة في التلحين في إطار فرقة كنت أحد أعضائها لكنها لم تستمر.
بدأت المسار الفني منذ نعومة أظافري، كما سبق وقلت، و أذكر أن أول أغنية أديتها كانت بدار الإذاعة بعين الشق من خلال برنامج «الوقت الثالث»، أما أول مسرحية لي فكانت هي «الحراز» وبعدها «سكين المطعم» لعبد الرؤوف، و أول سهرة حضرتها كانت بالمسرح البلدي بالدارالبيضاء وساهم فيها مجموعات الغيوان المشاهب والثنائي بزيز وباز.

p حسب ما صرحت به فإنك عشقت غناء المجموعات وموسيقاها، ألهذا السبب رسمت لنفسك الاشتغال في إطار المجموعات، ولم تفكر في الاشتغال كموسيقي ومغني منفرد؟

n أولا العمل الفردي يتطلب إمكانيات مادية لا أتوفر عليها واحتضان من طرف شركة من أجل المواكبة والدعم، وثانيا، صحيح أن تأثري بفن المجموعات وبرسالتها الهادفة هو ما دفعني لهذا الاختيار.
أما عن كوني عضو في فرقة «عبدو وبنات المشاهب»، فلأنه نودي علي لخوض هاته التجربة . ففكرة تأسيس هاته المجموعة كانت للمرحوم الشريف العلوي لمراني قبل أن يتوفى، وحققها عبدو بورقيبة وهي لازالت مستمرة بالرغم من كونها تتوقف من حين لأخر.
وعبدو فنان سابق في صفوف مجموعة المشاهب وهو صديق وابن الحي الذي أنتمي إليه وله تكوين غربي، أي تشبع بالموسيقى الغربية، ولكن شغفه هو المشاهب، وبالتالي فكر في ضرورة تركيزه على هذا النوع الغنائي، وهذا اهتمام يعكس الرغبة في الحفاظ على الموروث الثقافي. وحقيقة أنه في وقتهم كان هناك حراك ثقافي ودعم للشباب وكان جيلا يهتم بالأغنية الملتزمة الهادفة التي تدوم جيل بعد جيل، وليس كهاته الفترة التي أصبح نازع البوز هو السائد، وحيث بعض الفنانين يحبون فقط الظهور وأغانيهم عبارة عن ضجيج منظم، والأدهى أن نسبة الاستماع والمشاهدة لديهم، عبر قناة اليوتوب، عالية.
في فرقة «عبدو وبنات المشاهب» نؤدي قطعة لنا، و نعيد أداء قطعة للمشاهب بتوزيع جديد واستعمال لآلات أخرى، ومن خلال هذا النظام شاركنا في عدة ملتقيات وتظاهرات فنية وثقافية.
من بين التظاهرات والألبومات التي تشرفت بالمساهمة فيها:
ألبوم «الصحراء» سنة 2008
ألبوم سنة 2003 في إطار مجموعة المشاهب 5 تحت رئاسة الفنان محمد البختي العضو السابق بمجموعة المشاهب.
أما التظاهرات فمنها، تجربة غنائية مع محمد حمادي عضو سابق هو الآخر بمجموعة المشاهب وكانت عبارة عن سهرة بمدينة أبي الجعد، وب»ربيع المعاريف بمدينة الدارالبيضاء سنة 2016، وبموازين ، وخلال الايام الثقافية لسيدي عثمان بمسرح مولاي رشيد وكان ذلك سنة 2017، كما حضرت تكريم الفنان مولاي عبد العزيز الطاهري سنة 2017، وكانت السهرة تتضمن أداء فنانين آخرين مثل «تاشنوويت ولرصاد الغيوان و السهام ومسناوة، و أيضا ساهمت في تكريم الفنان الشهير محمد شهرمان سنة 2012 والفنان محمد حمادي سنة 2016، فضلا عن مساهمتي باليوم العالمي للموسيقى، وبالأعياد الوطنية، وبمهرجان الركادة بالسعيدية ،وسنة 2008 بطنجة إكسبو»وكنا رفقة الفنان المرحوم رويشة والفنانين القديرين لطيفة رأفت ومحمود الإدريسي..ومعظم هاته السهرات موثقة على «اليوتوب».
صحيح كانت هناك تغييرات في أعضاء الفرقة وتوقفات من حين لآخر، ويرجع ذلك لأسباب شخصية لدى البعض خاصة منها الفتيات أو لأخذ مهلة للتفكير في المسار الجديد للمجموعة وتصحيح المسار، لكن مع كل هذا فتبقى أن هاته المجموعات هي امتداد للرسالة الغيوانية والمشاهبية، بحيث نقدم أعمال نضالية ومجتمعية من العمق المغربي والواقع المعيشي نستقي مواضيعنا من قضايا الوطن وهموم الشعب وقضايا العروبة.

p ماهي علاقة الفنان عبد الصمد بالشبكات العنكبوتية؟

n لدي حساب بالفيسبوك لكن لا أنشر به كتاباتي للأسف، ومن بين استراتيجيتي المقبلة أن أعمل على تغيير ذلك ومشاركة أصدقائي إبداعاتي

p ما هي رسالتك من خلال منبرنا؟

n نحن نحمل المشعل ونحاول الحفاظ على الرمز المجموعاتي ولكن على المؤسسات المعنية دعمنا مثل الإعلام والصحافة المكتوبة ووزارة الثقافة..، بحيث أن تكون هناك بحوث أكثر حول ظاهرة المجموعات ، هذا مع العمل على مساندة الفنان الذي يشتغل في إطارها والذي يعاني في ظل الظروف الحالية التي تختلف على الظروف التي نشأت فيها المجموعات قبلا والتي تميزت بمحيط يحب الفن الرفيع والهادف وبشباب يندفع نحو هاته المجموعات ويعشقها ويدخل سهراتها، الأن الفنان يغني ليكسب قوت يومه وهذا الأخير لا يتوفر بشكل كبير دائما، كما ان الفنان ومنتجاته معرضة لإكراهات كثيرة منها القرصنة ونقص في شركات الإنتاج التي تدعم المجموعات وكذلك الشأن بالنسبة لمنظمي المهرجانات الذين يسعون للربح المادي فقط.