عزل بودريقة عن رئاسة مقاطعة مرس السلطان يخلط أوراق الرجاء الرياضي

تسود حالة من الدهشة صفوف منخرطي الرجاء الرياضي، بعد قرار المحكمة الإدارية بالدار البيضاء بعزل محمد بودريقة من رئاسة مقاطعة مرس السلطان.
وجاء قرار العزل، صباح أول أمس الاثنين، بطلب من عامل عمالة مرس السلطان الفداء، نتيجة طول فترة تغيب بودريقة.
وسبق لوزارة الداخلية أن وجهت إنذارا إلى بودريقة من أجل استئناف مهامه على رأس المقاطعة، خاصة وأن فترة الغياب فاقت ثلاثة أشهر، وعطلت مصالح المرتفقين بشكل كبير.
وتغيب بوديقة، رئيس الرجاء الرياضي، عن مقاطعة مرس السلطان منذ تاريخ 10 يناير 2024، حيث عقدت الدورة العادية لمجلس المقاطعة، الأمر الذي دفع سلطات الوصاية إلى دعوته، بتاريخ 16 أبريل الماضي، إلى تبرير هذا الغياب، مع منحه أجل سبعة أيام لاستئناف عمله، وهو ما لم يتحقق.
ورغم التبريرات التي قدمها بودريقة، والتي تجلت في نسخة من الملف الطبي، وتخطيط طبي، وتقرير طبي، وقرص يتضمن تقارير طبية، فإن سلطات الوصاية لم تقتنع، وفعلت مسطرة العزل.
واستغربت العديد من المصادر كيف أن الرئيس الرجاوي لا يتوانى في التأكيد على أنه في فترة نقاهة بعد العملية الجراحية التي خضع لها بلندن، ويسجل في المقابل حضورا مكثفا بمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة عندما يتعلق بشؤون الفريق الأخضر.
ومن شأن هذا المستجد أن يعزز الشكوك حول موعد عودة الرئيس الرجاوي، في ظل تردد أخبار متواترة تدفع كلها في اتجاه استحالة العودة في الوقت الراهن، بفعل وجود مشاكل وصعوبات كبيرة للرجل في حياته المهنية.
وكان بودريقة، البرلماني التجمعي، قد أدين غيابيا، بحبس موقوف التنفيذ لمدة سنة وغرامة مالية بقيمة 232.500 درهم، على خلفية إصدار شيكات بدون رصيد، كما سبق له أن حوكم بالتهمة نفسها بأربع سنوات موقوفة التنفيذ وغرامة مالية تناهز 800 مليون سنتيم.
ورغم كل هذه الشكوك، فإن صمت الحزب الذي يقود الحكومة، باعتبار أن بودريقة من بين أبرز كوادره على مستوى جهة الدار البيضاء، ويمثله داخل مجلس النواب، بفتح باب الكثير من التأويلات، سيما وأن الرجل راكم كثيرا من المهام، تجمع بين السياسة والرياضة، وفرض نفسه داخل المشهدين في ظرف قياسي، بعدما برز في الواجهة سنة 2012، وقدم نفسه على أنه صاحب العصا السحرية التي ستخرج الفريق الأخضر “من الظلمات إلى النور”، وأعلن عن توفره على مشروع رياضي كبير، وقاد حملة على الرؤساء السابقين، انتهت باستقالة عبد السلام حنات، وتراجع الحكماء إلى الوراء، بعدما رفع في وجههم شعار “باسطا”، قبل أن يغادر ويترك الفريق غارقا في ديون غير مسبوقة.
وحسب العديد من المصادر الرجاوية فإن الغث من السمين سيتبين مع ختام الموسم الكروي الجاري، إذ يتعين عقد جمعين عامين، أحدهما عن فترة الرئيس السابق عزيز البدراوي، وكان مقررا مطلع يناير الماضي، قبل أن يتأجل بسبب سفر بودريقة للعلاج (!)، والثاني عن الموسم الجاري، ما يعني أن مصالح الفريق الأخضر أصبحت على المحك، لأنه مقبل على خوض دوري عصبة الأبطال في الموسم المقبل، ويتعين عليه القيام بانتدابات جديدة، وتصفية النزاعات والأحكام، وأي تأخير في الأمر سيعيده إلى الوراء.


الكاتب : إ - العماري

  

بتاريخ : 08/05/2024