«لوبي الاحتكار» يصر على تأزيم أوضاع الأسر بتعمد رفع الأسعار في أول أيام رمضان

على عكس ما بشرت به الوعود الواردة في أكثر من تصريح رسمي 

تواصل أسعار مختلف المواد الغذائية والاستهلاكية ارتفاعها، متسببة في أزمة ببعدين اقتصادي واجتماعي لفئات عريضة من المواطنين، الذين اكتوت «جيوبهم» بألسنة لهيبها التي لم تخمد رغم التعهدات الحكومية بضمان استقرارها خلال شهر رمضان الأبرك. واتسعت دائرة الانتقادات لغلاء الخضراوات بكافة أنواعها، خاصة منها البصل والطماطم والبطاطس، إضافة إلى أنواع أخرى، ونفس الأمر بالنسبة للحوم الحمراء التي يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد للحم البقر ما بين 85 و 90 درهما في حين أن الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم تجاوز عتبة المئة درهم، ونفس الأمر بالنسبة للأسماك التي لم تعد في متناول فئات عريضة من المغاربة.
وضعية جد مقلقة، تسببت في تقليص حجم مقتنيات الكثير من الأسر التي باتت تعاني الأمرّين من أجل مواجهة تكاليف الحياة اليومية التي تعرف تصاعدا بشكل قياسي، في الوقت الذي يظل الدخل هو نفسه، إما ضعيفا أو منعدما لشريحة واسعة من المغاربة التي تعتمد على البعد التضامني للتعامل مع مناسبات خاصة ، كما هو الحال بالنسبة للشهر الفضيل.
ويرى الكثير من المواطنين أن لجان المراقبة المختلطة التي تم تشكيلها على صعيد عمالات الأقاليم والمقاطعات، لم تفلح في كبح جماح الغلاء، لأن أدوارها التقنية ظلت مقتصرة، وفقا لتوجيهات وزارة الداخلية، «على مراقبة مدى توفر العرض الكافي من المواد الأساسية وضمان انسيابية مسالك التوزيع وفرض إشهار الأسعار وزجر الغش»، هذا الأخير الذي يهدد صحة وسلامة المستهلكين ، والذي يتم اللجوء إليه من طرف البعض من خلال ترويج منتجات منتهية الصلاحية أو عدم تخزينها وفقا للشروط والمواصفات المطلوبة أو القيام بخلطها بمواد ضارة ، كما هو الشأن بالنسبة للتوابل وغيرها من الممارسات، التي تزيد من محن المستهلكين.
ارتفاع في الأسعار يؤكد على أن المضاربات تواصل تحكمها في أسواق المملكة، وبأن «النفس الاحتكاري «يحضر بقوة عند عدد من منعدمي الضمير، الذين يرون في مناسبات من قبيل رمضان فرصة لمزيد من الربح المادي والاغتناء على حساب آلام ومعاناة فئات عريضة من المواطنين، إذ ورغم الوصول إلى عدد من المخازن التي تم حجز أطنان من المنتجات والمواد الغذائية المخزّنة فيها من أجل بيعها لاحقا بأثمان مرتفعة، إلا أن الكثير منها يظل خارج رادارات المراقبة، وهو ما يؤدي إلى استمرار موجة الغلاء التي تواصل مدّها المرتفع متسببة في كثير من التداعيات الثقيلة على أكثر من صعيد.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 23/03/2023