عماد كانسو: أعتقد أن الإجراء المغربي بإغلاق الحدود هدفه فهم الفيروس والتعرف على درجة خطورته

 

عماد كانساو، طبيب متخصص في الأمراض المعدية في مستشفى أنطوان بيكلير دي كلامار، وهو أحد كبار المتتبعين للوضع الوبائي بفرنسا، في هذه المقابلة يتحدث لنا عن قرار المغرب إغلاق حدوده لمواجهة متحورة «أوميكرون»، وكذلك النقاش الكبير الذي تعرفه أوروبا وفرنسا من أجل مواجهة الموجة الخامسة والانتشار الكبير للوباء مع وصول متحورة «أوميكرون» إلى العديد من البلدان الأوروبية.

– في ما يتعلق بالنقاش حول الالتزام بالتطعيم في فرنسا وأوروبا، هل ستكون إجبارية التلقيح حلا لمواجهة انفجار الموجة الخامسة من الوباء؟
– النقاش حول إجبارية التلقيح أثير في الكثير من البلدان، خاصة في البلدان التي تعطي أهمية لحرية المجتمع بشكل كبير، ما يثير هذا هو الخوف من الجديد ومن تكنولوجيا لقاح الحمض النووي، هذا اللقاح الذي أثار عدم الثقة بين الناس خاصة الفئات المناهضة له، ولكن أيضا هناك البعض الذين يتخوفون من الآثار الجانبية لهذا النوع من اللقاح… إلخ. لذا فإن هذا الخوف يتزايد بعض الشيء في هذه البلدان بفعل التردد في التطعيم. صحيح أن إجبارية التطعيم كانت ستصبح أبسط بكثير بمجرد أن يتم إثبات السلامة، أي فعالية وسلامة اللقاح ضد كوفيد. وكان من الأسهل تجنب أن ينتهي بهم المطاف في موجات من العدوى مع تدفق كبير على المستشفيات.
النقاش مطروح، صحيح أن بلدانا مثل تلك الموجودة في أوروبا، التي هي الأكثر حرية بين قوسين، بدأت بطرح السؤال حول إجبارية اللقاح، ربما هي ليست بعيدة عن ذلك، وسوف تصل إليه قريبا.

– كيف تفسر هذه الموجة الخامسة في فرنسا على الرغم من أن 80٪ من السكان حصلوا على اللقاح ؟
– ظهور هذه الموجة الخامسة في أوروبا، وخاصة في فرنسا، على الرغم من واقع وجود معدل تطعيم مرتفع إلى حد ما، يرجع لعدة أسباب، هناك متحور دلتا كوفيد والذي ينتشر بسرعة وهو معد جدا، وينبغي أن يكون مفهوما أن اللقاح يحمي من الأشكال الخطيرة للمرض، ولكنه لا يحمي أحدا من العدوى نفسها. وهذا يعني أن الشخص الذي تم تطعيمه سيكون معرضا للعدوى مع المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض أو أشكال خفيفة ومعتدلة، ولكننا لن نمنع الإصابة بالوباء من ناحية أخرى. أهمية التلقيح أنه يجنب الوصول إلى العناية المركزة في المستشفى والأشكال الخطيرة بالإصابة، ولكن هناك انخفاض في المناعة حاليا بعد بضعة أشهر من الجرعة الثانية، وهذا الوضع تم التعرف عليه في الواقع، في عدد من البلدان مثل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وكندا ، وهو ما يمكن أن يفسر بالضبط هذا الانخفاض في المناعة، وبالتالي إمكانية الإصابة، وهذا هو أحد الأسباب، هناك أسباب أخرى، منها أننا دخلنا فصلي الخريف والشتاء، هذا الأخير، الذي يعرف بقضاء وقت أكثر في الأماكن المغلقة مع قلة التهوية كما يعرف تجمع العائلات، ومن ثم هناك أيضا تخفيف التدابير الاحترازية، ونذكر أن الناس لم يعودوا حذرين بما فيه الكفاية لأنهم شعروا بالحماية بفضل التطعيم، وهذا الأخير، كما قلت لك، لا يمنع الإصابة بالوباء، لقد خففنا تدابير الاحتياط وارتداء الأقنعة والاحتياطات المتعبة وغسل اليدين واستخدام معقم الهيدروكلوريك، وكل هذا من الواضح أنه ساهم في عودة العدوى بالفيروس وزيادة الحالات، وكذلك، على وجه الخصوص، دخول الأشخاص غير الملقحين للمستشفيات.

-السؤال الأخير عن الوضع في المغرب، ما رأيك في قراره إغلاق حدوده لمدة أسبوعين للتعامل مع الوباء والمتغير الجديد أوميكرون» Omicron»؟
– أعتقد أن الإجراء المغربي بإغلاق الحدود، بما في ذلك البحرية، لمدة أسبوعين، هدفه فهم كيف سيتصرف هذا الفيروس في أماكن مثل أوروبا والبلدان التي ينتشر فيها حاليا، ومعرفة ما إذا كان سينتشر مثل المتحور دلتا، وكذا لمعرفة ما إذا كان له أشكال خطيرة، أو أنه لا يشكل أي خطر على المستشفيات والنظم الصحية في البلاد، لذلك أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب، (أسبوعين )على وجه التحديد، إننا بحاجة لمعرفة القليل من البيانات حول الفيروس، الطفرة، ومقاومة اللقاحات، وكذلك قدرته المعدية وقدرته على إنتاج أشكال حادة من المرض.
لذلك فإن الإغلاق لمدة أسبوعين هو مقياس جزئي لتحديد هذه الخصائص، إذ ستكون لدينا فكرة عما إذا كان يمكننا الحفاظ على هذا الإغلاق أو لا، كما يمكن أن يكون مفيدا للحد من /أو منع الانتشار الكبير للفيروس على أوسع نطاق بين السكان.


بتاريخ : 09/12/2021