عودة مهرجان الموسيقى الروحية لفاس بعد أن غيبته الجائحة

سيعود مهرجان الموسيقى الروجية العالمي إلى استئناف دورته 26 ، بعد أن غيبته الجائحة مدة سنتين عن رواده ومتتبعيه من المغاربة و الأجانب..
وتتميز الدورة المقبلة، التي سوف تعقد في شهر يونيو المقبل، من 9 إلى 12 من شهر يونيو المقبل بالعاصمة الروحية للمغرب، بشعار متميز « المعمار و المقدس «.
و حسب رئيس المهرجان عبد الرفيع زويتن في تصريح لجريدة « الاتحاد الاشتراكي «، « فإن مهرجان فاس للموسيقى الروحية للعالم هو لحظة راقية لحوار الثقافات و الديانات، و الانفتاح على الآخر، و ذلك منذ ثلاثة عقود، هذه القيم هي في قلب إنسانيتنا، فيجب الدفاع عنها خاصة في ظرف الأزمة التي يعرفها العالم «، يقول رئيس المهرجان في ندوة احتضنتها مجلس الشيوخ الفرنسي، بحضور عدد من الشخصيات الفرنسية من عالم السياسة و الفن، منهم رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية – المغربية بمجلس الشيوخ الفرنسي كريستيون كامبون، بالإضافة إلى عدد من النواب ورشيدة الداتي وزير العدل السابقة و عدد من الفنانين و محبي هذا المهرجان.
وأضاف أن هذه الدورة هي « فرصة للسفر عبر العالم الروحي و المعمار، لنكتشف كيف يعمل الناس من مختلف المعتقدات من خلال المعمار للتعبير عن الجانب الروحي..، اكتشاف البنايات الدينية من بين الأهم في العالم، التي تحثنا على الحوار الطويل و الغني للناس مع الروحي، حيث أن الكنيس، الكنائس و المساجد و المعابد البوذية..، ليست فقط تجسيدا للمعتقدات، بل هي كذلك هي شهادة مادية على الحركات التاريخية الكبرى مثل الهجرة، الفتوحات و التطورات المعمارية و الفنية.
و أكد رئيس مهرجان فاس للموسيقى الروحية أن المغرب بصفته مملكة عريقة بالعالم تجسد بامتياز هذه الفلسفة. و تاريخه تميز ببناء و بإنشاء بنايات جميلة للعبادة مثل المسجد الكبير للحسن الثاني بالدار البيضاء، القرويين بفاس، مسجد تازة الكبير و مسجد تنميل.. لكي لا نتحدث إلا عن هذه المساجد فقط من العدد الكبير الذي يعرفه المغرب.
أما المدير الفني للمهرجان برونو ماسينا فقد صرح ل» الاتحاد الاشتراكي « أن هذا المهرجان سيكون عبارة عن سفر روحي و معماري عبر العالم، ينطلق من فاس، و بعد جولة عبر العالم، نحو آسيا، مرورا بأفريقيا و يتوقف في البحر المتوسط، الذي ربط قرونا بين الشرق و الغرب عبر الموسيقى و العمران..، ليعود إليها في الأخير مثل رحلة ابن بطوطة. و سوف نستضيف- يقول – فنانين لأول مرة مثل الفنان إبراهيم معلوف، فنان الجاز الشرقي، لنرى الجانب المقدس للاحتفال، من السنغال ستكون الفنانة سيني كمارا بالإضافة الى مقامات من آسيا الوسطى، و من شمال الهند للأخوات روحاني و أوروبا للفنان ميشيل ليفيناس و سيمون بيير باستيون، بالإضافة إلى بعض اللوحات من الموسيقى التي تتقاسمها شعوب البحر الأبيض المتوسط من كورسيكا.»
و أكد أنه « رغم أن الاشكال الموسيقية التي يستضيفها المهرجان ستكون متعددة، لكنها هناك ترابط بين موسقى الشرق و الغرب، وهي تحكي التاريخ عبر الزمن و الديانات الثلاثة للكتاب التي تشكلت حولها أشكال متعددة للموسيقى الروحية التي تتغنى بها مختلف شعوب المنطقة .»
و أضاف « أن هذا هو جو الاحتفال بالموسيقى الروحية الذي سوف تشهده مدينة فاس في شهر يونيو المقبل، هو سلوك لإحياء الأمل بعد سنتين من الجائحة، و هو أمل لعودة الحياة الثقافية و كذلك إكمال لحوار الديانات و الثقافات في ظل الحجر و حالة الحرب التي يعرفها جزء من العالم.».
وأبرز في تصريحه « أن الموسيقى تنقش في الزمن كما ينقش المعمار الفضاء «.
مهرجان فاس للموسقى الروحية، يقول رئيسه عبد الرفيع زويتن، جاء في ظروف خاصة يعرفها العالم، و قال « إن تنظيم هذه الدورة بمجلس الشيوخ هو تجسيد للصداقة المغربية – الفرنسية و « هي مناسبة لإبراز حوار الثقافات و حوار الديانات و الانفتاح على الآخر التي يجسدها بلدنا بشكل متميز «.
وقال إن « هذا البرنامج سيكون لإبراز ثقافتنا المادية و غير المادية، و سيكون المهرجان فرصة للجمع بين الموسيقى و المعمار، خاصة أن المغرب يضم بنايات تاريحية متميزة تجمع بين الديني و المقدس.»
هذه الندوة التي نظمت بفرنسا من أجل الإعلان عن مهرجان فاس العالمي للموسيقى الروحية ستكون دفعة جديدة للثقافة والمهرجانات بالمغرب، و التي تأثرت بظروف الجائحة مدة سنتين، و هي ظروف يسعى الجميع للخروج منها، و مهرجان فاس للموسيقى الروحية، الذي يستضيف فرقا من مختلف بقاع العالم، و يحضره جمهور من كمختلف بلدان العالم ومن المغرب، سيكون مناسبة لطي صفحات الجائحة التي شلت الحياة الثقافية مدة سنتين.


الكاتب : باريس يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 25/04/2022