عين عتيق: مداهمة شقة للإجهاض السري

 

تلقت قيادة سرية الدرك الملكي بعين عتيق، التابعة لقيادة عمالة الصخيرات تمارة، خبر ونداء فتاة تطلب الاستشارة والرأي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في محنتها مع جنينها وصغيرها الذي يرقد في بطنها، والذي كان نتاج علاقة غير شرعية من أحد الشبان، الذي أوهمها بما أوهمها به من أحلام، ولتجد الفتاة نفسها أمام سراب وأمام المجهول، فما كان من عمتها إلا التدخل لتحسم الأمر ولتفرض على الشابة ذات 19 عاما الاستعداد لدخول مغامرة التخلص مما في بطنها، وأن لا سبيل أمامها إلا هذا الأمر الذي اعتبرته الفتاة أمرا يستوجب اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لعل الخلاص يأتي منه لينقدها من حالها، انتشر الخبر وذاع كالنار في الهشيم، وبعد أن رتبت العمة كل شيء واتخذت كل الترتيبات أخذت الفتاة إلى مدينة عين عتيق، نحو شقة في إحدى الإقامات، حيث توجد «المختصة»  في إسقاط وإخراج الأجنة من البطون بوسائل تقليدية تعتمد على تناول الأقراص لتهييج الدورة الدموية من أجل إنعاش عملية النزيف في جسد الفتاة، ولترى بأم عينيها وتشاهد حلمها وهو يتحول إلى كابوس، لكنها بمجرد وصولها وعمتها إلى الشقة المجزرة حتى باغتتهما فرقة من قيادة الدرك الملكي بمدينة عين عتيق، وذلك بعد أن تم تفكيك وتحليل وقراءة وبدقة مختلف خيوط نداء واستشارة الفتاة ذات 19 ربيعا، وليكون الإنجاز الدقيق بمثابة الخلاص والنجاة والإنقاذ لها، والذي كان صبيحة يوم الأربعاء الماضي 14 يونيو2023، ولتقتاد «المختصة» في الإجهاض وبمعية العمة إلى التحقيق وتعميق البحث تحت إشراف النيابة العامة وإيداعهما سجن العرجات.
إن هاته « المختصة» في هذا الصنف من الخدمات وذات الخمسين سنة، والتي لم يكتشف أمر عملها إلا بعد أن أقدمت السلطات المحلية على هدم بيتها الصفيحي بتمارة، ولتنتقل على وجه الكراء إلى مدينة عين عتيق بإحدى الإقامات السكنية، والتي تحولت في الآونة الأخيرة إلى مخبأ للمبحوث عنهم، ولمزاولي وممارسي مختلف أصناف الخدمات السريةـ التي لا تكون في الواقع الا علنية، لأن عملهم وخدمتهم يعرفها ويعلمها الداني والقاصي، وأن جل مهنيي وسائل النقل السري والعلني لديهم معرفة كبيرة بكافة التخصصات التي تتواجد سواء بالاقامات أو بالدواوير، فهذا فيه من يعالج الصرع، وفي ذلك أو في تلك الإقامة من يعالج الضيقة، وفي ما بينهما من يعالج التوكال والسحر والرقية والإجهاض واللائحة طويلة، فلم لا يكون هناك رقم أخضر لضحايا الإجهاض تحت الإكراه.


الكاتب : محمد طمطم

  

بتاريخ : 24/06/2023