غضب مغربي واسع .. يوقف برنامج كاميرا خفية تونسي يمس بالثوابت الوطنية

 

أعلن معدو برنامج الكاميرا الخفية الرمضاني التونسي يدعى « الملك «، تبثه قناة «حنبعل « التونسية الخاصة مساء السبت الماضي عن قرار توقيف بث هذا البرنامج نهائيا، و ذلك بعد ردود الأفعال المدينة و المنددة لمحتوى حلقاته التي انطلق بثتها منذ أول أيام شهر رمضان الحالي، حيث أوضحت القناة، من خلال تدخل تلفزيوني لمعده « الإعلامي» وليد الزريبي، أن حلقة أول أمس الأحد ستكون الأخيرة في مشوار هذا البرنامج، الذي لم تتوضح أسباب نزوله في هاته الظرفية بالذات لدى الكثير ممن تابعوه، فيما ستكون بقية حلقاته ال 21 في خبر كان..
و جاء هذا التوقيف الإضطراري بعد ردود الفعل الغاضبة و الساخطة ..، التي تواصلت لأيام عديدة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي تجاهه..، حيث انبرى العديد من النشطاء المغاربة، و التونسيين و العرب.. لشجب ما تضمنه هذا البرنامج من استهزاء تجاه المغرب و المغاربة من خلال « تعييب « بعض التقاليد الملكية المغربية الأصيلة و كذا المس بالثوابت الوطنية العريقة، حيث تقوم فكرة المقلب المدعو « الملك « على إبرام عقد مع فنان مقابل المشاركة في كاميرا خفية تدور حول التعامل مع ملك و ولي عهد.. تعامل مصحوب بالتهكم و السخرية.. من بروتوكولات و تقاليد ملكية..، و هو ما اعتبرته الكثير من هؤلاء النشطاء و كذا هيئات و نقابات فنية مغربية .. أن المقصود به هو المؤسسة الملكية المغربية ..، معتبرين أن هذا الفعل الشنيع يضر بالعلاقات العربية – العربية و المغربية- التونسية بخاصة في هذا الظرف العربي الحساس و الدقيق ، الذي يحتاج فيه الجميع إلى التضامن و التكافل و التآزر ولم الشمل بدل الاختلاف و التخاذل و التصادم و التفرقة بين الشعوب العربية، بل ذهبت بعض التعليقات و التغريدات أن ما يتضمنه البرنامج المذكور من إيحاءات.. في هذا الظرف بالذات يخدم أجندات خارجية ضد المغرب و المغاربة..
و تفاعلا مع هذا الحدث غير المهني..  كانت النقابة المهنية لمبدعي الأغنية المغربية، قد طالبت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري التونسية ( الهايكا ) من خلال بيان نشرته وكالة الأنباء التونسية من توقيع عضو المكتب التنفيذي للنقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية و رئيس الاتحاد العام المغربي للنقابات الفنية توفيق عمور، بإيقاف بث البرنامج المذكور، و مطالبة القناة التلفزيونية بتقديم اعتذار للشعب المغربي، احتراما لعلاقات الأخوة و الجوار بين البلدين ، موضحة أن فكرة الكاميرا و مضمونها يتضمنان إيحاءات مقصودة تمس المغرب و مقدساته و تقاليده العريقة من خلال « تصرفات مجانية و مشينة و مسيئة للمملكة المغربية و لمؤسساتها و لتقاليدها المتجذرة في عمق التاريخ «، مشيرة إلى أن فريق إعداد البرنامج وضع على غلاف شروط العقد الذي يقدم لضيوفهم ، صورة توحي بشكل مباشر للمؤسسة الملكية ..
و في السياق ذاته عبرت العشرات من الخرجات الإعلامية و التدوينات و التغريدات.. المنددة بهذا التصرف التلفزيوني المشين عبر حملة على البرنامج منها « خرجة « الفنانة التونسية الاستعراضية نرمين صفر التي أكدت أنها رفضت بث حلقتها في الكاميرا الخفية « الملك « دون تواجدها أثناء عملية توضيب حلقة مشاركتها فيه، مؤكدة أنها ستقوم برفع قضية أمام القضاء التونسي ضد مقدم و منتج الكاميرا الخفية، ورد الفعل نفسه أكدته الفنانة التونسية الاستعراضية زازا .. ، ومنها أيضا على سبيل الذكر لا الحصر، تدوينات وتغريدات عديدة من ضمنها تدوينة مواطن مغربي (ج.ب) مقيم بالديار التونسية، الذي طالب الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري التونسية بحذف هذا البرنامج الاستفزازي من خريطة برامج القناة «، موضحا أن « قناة « حنبعل « وهيئة الإنتاج فيه « أساءت إلى المملكة المغربية و الشعب المغربي، و مسّت بالمؤسسات الدستورية الوطنية عندما اتخذت من البروتوكولات و تقاليد المملكة، بالإضافة إلى رموزها موضوع سخرية و إساءة دون سبب و خارج إطار البروتوكول و التاريخ «، فيما ذهبت تدوينة أخرى على الانستغرام من لدن (ح.ف) قائلة إن هذا العمل « يمس بالملك و ولي العهد، و هما بالضبط خط أحمر، و لن نسمح لكم بالمس بكرامتنا أو كرامة ملكنا..»
و في ظل هاته الحملة الغاضبة و الساخطة مغربيا، تونسيا وعربيا، على هذا المنتوج التلفزيوني الرمضاني الشنيع، و التي لازالت مستمرة في أكثر من مكان للتعبير بمواقع التواصل الاجتماعي، انبرت قناة « حنبعل» التونسية للدفاع عن نفسها وتوضيح موقفها من» برنامجها «، قبل اتخاذ قرار التوقيف النهائي للبرنامج غير المأسوف عليه، حيث دونت على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك « أنها « حريصة على متانة العلاقات التونسية المغربية و صفائها، و أنّها لا تقبل بأيّ حال من الأحوال أن تكون أداة للإساءة إلى العادات و المؤسسات المغربية التي يجب أن تظل فوق كل المزايدات « .


الكاتب : جمال الملحاني

  

بتاريخ : 05/05/2020