غُرْبةُ الرَّكضِ والمَكان ..

 

بِخيبةِ جَالسٍ فوْقَ أرْصفةِ مَقاهي
مَدينة هَامِدة،
أعُدُّ أجْسادَ مَوتاها المُصْطفة أمامَ
مَتاجِر توَابيتهَا الحَجرِية.
أجْسادٌ ..
تلهثُ مِن أجْلِ خُلودِ ظِلها الكسِيح فِي
مَرايا جُوع رَأسِها.
تُخبئ ُما تبقى مِنْ،
أحْشاء نَهمِها المُوغِل
فِي البَدانة.

فَهُنا .. مَا بينَ شهْوةِ السُّباتِ
وَاليقظة،
ترَعْرع لامَعْنى البَقاءُ بِلا
أثرْ..
تلاشتْ رَغبةُ المَوتِ بِلا
صَوْت..

وَهنا أيْضا،
يَصعُب فكُّ شَفرةَ أسئلةٍ عَاريةٍ
رُبَّما، منْ كلٍّ معنى ..
هلْ يَموتُ الإنْسانُ
مِثلُ حَجرِ بِئرٍ مَنسِي؟
حينَ تنفجرُ منْ بيْنِ مَفاصِلهِ
عُيونُ النهْرِ الجَامِد فِي
ذَاكِرةِ المُدنِ المُتضرِّعة،
بِالدُّعاءِ فقطْ،
بِالخلاصِ
إلى لله…

** **

أنَحْنُ أشباهَ مَوتى أيَّتها الحيَاة
عَلى هَاتهِ الأرْض،
لِنحْيا مِثلُ أشجارِ صُبارٍ مَنسيةٍ
بِلا مَاءْ ..
فمَنْ يَشتهي مِنا العُبورَ إلى مُنتهَى كلِّ الأشياءْ
بِجُمْجُمةٍ مِنْ رَمادْ ..
بِرُوحٍ مسْكونةٍ بِالفراغ.
كلُّ الطرُقِ المُشْرعَة بِجَوازاتِ مُرورٍ زائِفة
تقودُنا إلى عَتْمةِ اللاوُصولْ
تقودُ تِلكمُ الجَماجِمَ العَمياءَ التي،
أضَاعتْ عِصِيَّ صَوْتِها
عِند عَتباتِ الرَّهْبة مِنْ
أوْرِدةِ الحَياة ….

** ** **

فكمْ يُتعِبُني الرَّكضُ
يُتعِبني إلى
حَدِّ الدَّمارْ
خَلف غُيومٍ قادِمةٍ نَحْوي بِلا،
لوْنِ ماءِ عَرقي ..
بِلا أنْفاسٍ يَقِظة تمْلأ
صدْر َأمَلي بِنشْوةِ الانْتظارْ..
ذاكَ الذي،
يَتوَشحُ صَلابَة قلقِ الوَاقفِينَ فوْقَ
لهْفةِ الوُصولِ إلى
لا مَدى الأشياء ..َ
تِلكَ المُبهمَة
بِطلاسيم النِّهايَات..

** ** **

فالوَقتُ هَذا،
يَجُرُّ تلابيبَ الدَّقائِقَ القَصيرَة لِليقظةِ نَحْوَ
مَراتِع النِّسيانْ …
فمَنْ يَخيطُ لِصَبري منْ؟
جُبَّة السَّاهينَ عنِ الوصُول ..
منْ يُضيءُلِي مَنْ؟
أمْكِنة خَرائِطي المُعْتمة بِالذهُول ..
وَأدَّخِرُ مَا تبَقى مِنْ
نبَضاتِ شَراييننهْرِأمَلٍ خامِدٍ
يَتدفقُ بِداخِلي
كلمَا جَفت أوْثارُ نبَراتِ رُوحِي
رُوحِي المُتعَبة.
المُتعبة ..
كثيراً
بِغُرْبةِ الرَّكض،
والمَكانْ ..


الكاتب : حسن حصاري

  

بتاريخ : 13/10/2023