فاس : دعوات لاستفادة المدينة من محطة معالجة المياه العادمة

يعيش المغرب سنوات عجاف بسبب جفاف حاد، نتج عنه تراجع حقينة السدود المغربية وأدى إلى ندرة مياه الشرب في أغلب الحواضر والقرى المغربية، مما دعا وزارة الداخلية إلى إصدار دورية لولاة وعمال عمالات الأقاليم والمقاطعات تقضي بمنع غسل السيارات وسقي الأحواض والحدائق العمومية.
ومن المعلوم أن فاس تتوفر على عدد هام من الحدائق العمومية، في طليعتها حديقة جنان السبيل وعلى ملعبين لرياضة الكولف، كما تتوفر على أحواض مزهرة على امتداد شارع الحسن الثاني الذي يعد أطول شارع على المستوى الوطني وهو القلب النابض للمدينة الجديدة. ونتيجة لتطبيق الدورية الوزارية ذبلت الأزهار الموسمية وتدهورت جمالية البساط الأخضر الذي يعطي رونقا رائعا لأشجار النخيل الباسقة.
وأمام هذا المشكل المتعلق بالمحافظة على مياه الشرب، وجهت مقاطعة اكدال خلال الدورة العادية الماضية استدعاء لمديرة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء قصد تسليط الضوء حول عدم استغلال المياه العادمة والحلول المقترحة، خاصة وأن فاس تتوفر على محطة لهذا الغرض والتي تصب في وادي سبو دون الاستفادة منها، غير أنها اعتذرت وأنابت عنها المهندس المسؤول عن مياه التطهير السائل بالوكالة، هذا الأخير الذي أشار إلى أن الوكالة تقوم بدراسة شاملة للمشكل مع البحث عن مصادر التمويل.
وسبق لجلالة الملك محمد السادس أن قام بتدشين المحطة في 14 نونبر سنة 2014، التي أقيمت على ضفاف نهر سبو بجماعة عين بوعلي إقليم مولاي يعقوب على مساحة 14 كلم، والتي تعد من أهم المحطات على المستوى الوطني والقاري، وتعمل على معالجة المياه العادمة بفاس، إذ تعد الحلقة الأساسية في منظومة التطهير السائل للمدينة بالإضافة على المحافظة على البيئة وتحسين الموارد المالية للفلاحين الذين يعيشون على المجالات السهلية والهضبية لنهر سبو والذين يقدر عددهم بـ 5 مليون نسمة، كما أنها تحمي الموطنين من الأمراض الناتجة عن تلوث المياه انطلاقا من إقليم مولاي يعقوب وتاونات وسيدي قاسم والقنيطرة . وقد تم تمويل هذا المشروع البيئي الكبير بفضل منحة من الدولة في إطار المخطط الوطني للتطهير السائل وقرض من طرف الأبناك الوطنية إضافة إلى وتمويل ذاتي للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء باستثمار يفوق 1.1مليار درهم.
وتقوم المحطة بتصفية المياه العادمة لفاس قبل صبها في وادي سبو مما ساهم في معالجة الإشكالات المتعلقة بالتدبير المندمج للموارد المائية وتفادي توقف محطتي معالجة المياه الصالحة للشرب بقرية ابا محمد ومكناسة والقضاء على الروائح الكريهة وتقليص انبعاث الغازات المتسببة في الانحباس الحراري، معتمدة على آخر التكنولوجيات في مجال معالجة المياه العادمة، زيادة على كونها تتوفر على مختبر يتيح اختبار مختلف المشاكل المتعلقة بالماء، كما أنها تنتج نصف ما تحتاجه من الطاقة الكهربائية الخاصة بعمليات المعالجة ويبلغ صبيب المياه المعالجة 155الفا و400 متر مكعب في اليوم .


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 21/06/2023