فاطمة الزهراء كريم رسامة موهوبة تبدع الجمال في لوحات ومنحوتات بمواد مختلفة

 

علكة، بن، كركم، رصاص وحبر، أدوات وغيرها تداعبها أنامل الرسامة فاطمة الزهراء كريم لصنع الجمال، لتجسيد الواقع والافتراضي والتعبير عن مخزون المشاعر حزنا وفرحا…
موهبة تفتقت في سن مبكرة وهي تحاول محاكاة أحد أقاربها، عندما أخذت الألوان تنساب بين أناملها لترسم منظرا طبيعيا أو لتجسد شخصية كرتونية انبهرت بها فحفظتها ذاكرتها الطفولية، وجدت في الرسم متعة مارستها في المدرسة وفي المنزل سرا وعلانية، لم تجد سبلا لصقل موهبتها بعدما اعتبرت أسرتها رسوماتها مجرد «تخربيق» وخربشات أطفال، غير الاعتماد مع مر السنين على نفسها في البحث والتكوين وأخذ النصح من أصحاب الاختصاص لتطوير أعمالها، وبالتالي إيجاد موقع قدم لها في الساحة التشكيلية.
وجدت ابنة مدينة وجدة ذاتها في الرسم التعبيري الهادف وانتقلت من قلم الرصاص إلى قلم الحبر فالصباغة المائية والزيتية، وشكلت مواقع التواصل الاجتماعي بوابة لفنانتنا المغمورة للانطلاق نحو الشهرة، حيث استغلت هذه المنصات في التعريف بأعمالها وعرض موهبتها خصوصا في رسم «بورتريهات» المشاهير بدقة عالية، وبورتريهات لضحايا أحداث مؤلمة وقعت سواء على المستوى الوطني أو الدولي كتعبير عن الألم والتضامن مع عائلات الضحايا، وأيضا بورتريهات لشخصيات خلقت الفرح والسعادة كما هو الحال بالنسبة للفريق الوطني لكرة القدم خلال كأس العالم الأخير… وهكذا تواكب فاطمة الزهراء الأحداث وتترجمها بطريقتها وبأدواتها المختلفة في لوحات تارة تحمل عنوان الفرح، وتارة أخرى عنوان الحزن والأسى.
«زمن كورونا» وخلال الحجر الصحي، بدل استعمال قلم الرصاص والحبر والصباغة المائية كما اعتادت في رسوماتها لجأت الفنانة إلى استغلال مواد من مطبخ منزلها، فجربت البن حيث رسمت بواسطته بورتريهات أثارت الإعجاب لشخصيات معروفة، وبعد أن استنفذت البن توجهت صوب الكركم «الخرقوم» فاستغلت هذه المادة أيضا في لوحات لا تقل جمالا عن سابقتها، وهي تشرب عصير الشمندر، راودها فضول استغلاله أيضا في لوحة أبدعت فيها أيما إبداع… لم يتوقف إبداعها عند هذا الحد بل تفتقت قريحتها وهي تلوك العلكة أن تطلق صرخة توجع داخلها، ليس في لوحة بريشتها أو قلمها بل منحوتة صغيرة بالعلكة الممضوغة، كما أبدعت في صنع تمثال صغير من نفس المادة لبطل فيلم «The Lord of the Rings: Gollum»، وهو العمل الذي حظي بالتفاتة على القناة الأولى المغربية في برنامج للمواهب في تلك الفترة.
مواقع التواصل الاجتماعي فتحت الآفاق أمام الفنانة فاطمة الزهراء كريم، فشاركت في معارض جماعية بمعية فنانين تشكيليين شباب بكل من وجدة والدار البيضاء، كما شاركت ببعض أعمالها في معارض افتراضية عن بعد بكل من مصر وفرنسا، وتسعى إلى تنظيم معرض فردي تعرض فيه أعمالها المختلفة بعدما كسبت متتبعين أوفياء بينهم رياضيين وفنانين مغاربة وأجانب…


الكاتب : سميرة البوشاوني

  

بتاريخ : 10/10/2023