فجأة، بين قوسين

1-بين قوسين
إنه المساء أحيانا. في الغرفة، طائر من ورق بجوار المشكاة، يَؤُزُّ تحت الدرج. النوافذ تتجَعَّد، والسقف يقْطُرُ نُدًفاً زرقاء. أمَّا الحوذي، يتأوَّه في وجه العابرين. والدم يصوم واقفا.
إنها موجة خصوصية أو شَطٌّ مُبَلَّط. حيث بينه وبين الشبح، قوسان على مرمى حجر. وفجأة، كلاب تنبح في سوادٍ أبيض. لذلك، تعلَّمَ كيف يموت حسب بطنها، لا أيُّ بطن أو أيُّ مسارِ دمٍ مُرَقَّطٍ (!).
إنها معادن رصاص على مرمى كَنَفٍ. وفي المربَّع، كما لو عيناه تعتقلان ذباب الخوارج. هيئات ثقيلة الظل، ليس إلا. ثم، استمر. ثم سقط. ثم صاح. لسانه استرسل في موجتين. لذلك، كانت له رغبة في أكل السماء، ورأسه محبرة، ليس إلا! عجبا، رأى القناص يضع الفصول في حائط. عجبا، رأى الألقاب تحتدم وتستمني. عجبا، حاوَلَ. الأبواب المزركشة في حاجة إلى رقم وعنوان.
إنه حزام معكوس. أو مَسْكَةُ ذراع. هكذا يمارس سياسة البَسُوس على نفسه. وكأنه يتحمل تبذير العالَم بين قوسين. ثم، قرَّر. ثم رسم وجه سَبِيبَةٍ ثورية على طريقة غيمة.
عموما، فضَّلَ أن يعيش في ماء رَجُلٍ تحت سماء خُضُوعٍ ! ثم، هناك، قرب حمامة غرناطة حيث الروح مغارة، كَفَّ عن كُلَّ قريحة ممكنة …!

2 -الصورة ترعى الخيانة:
في بوادر النهار الأولى،
يبحث عن لسانه.

*******
النار أمامه شبه فراغ
في أكشاك حجر من جير أسود.
حيث،
الكتلة خَبَلٌ ينهمك في كتف السماء.
لا يخافون. لا يرددون إلا أمام ظلالهم.

*******
كان يتعقب النهار بعناد،
لما من البأس
تهدل رأسه حيزا للجوع.

*******
المَفَاخِرُ غرفةٌ
يحرسها كلب عقلاني،
لأن البهيمة مُعَصَّبَة في الجهة الأخرى.
« الرَّجُل يواصل أبيض على أسود «.

*******
من يد إلى أخرى تعبر المواضيع،
حيث الصمت واجب وطني،
أو جبهة حراسة في مستوصف لا باب له.
هيا،
تكوَّمْ في العاصفة أو في بطن المُتْرَفين.
أكيد،
نوافذ الليل تشحذ سكين السراب.

*******
في الداخل،
صوت « النفري « يغازل امرأة غجرية،
في الداخل،
ركن سرير، شرشف أحمر/ شفيف، موكيط من صنع صيني،
إنه جدار الغرفة، يميل نحو قطن الذكريات.

*******
لماذا هذا الفندق
يجاور السكة الحديدية؟
ربما جثة « يعقوب « تكتب رسائل بدون عنوان،
أو بدون محطة لا مدخل لها.
ها جامعة الغائبين تشعبت في مياه الحب.
ها جملة، حيث لا تبدو، تتمرن على الرقص.

*******
رأسا إلى البحر،
مُكَاءُ بشرٍ.
رأسا إلى تخوم الخيانة،
رأى العالم يرقص في صدره.


الكاتب : احساين بنزبير

  

بتاريخ : 16/09/2022