فرق إطفاء من حوالي 780 فردا و11 شاحنة و3 طائرات كنادير : أزيد من 300 هكتار من غابات إقليم خنيفرة تدمرها الحرائق وتعزيزات بشرية ولوجيستيكية مهمة لمحاصرتها

 

تمكنت أجهزة الإطفاء، بإقليم خنيفرة، من كبح زحف الحرائق التي اجتاحت، منذ الثلاثاء 2 غشت 2022، ولمدة ثلاثة أيام، مساحات غابوية واسعة بجماعات كروشن والقباب ولهري، وأتت على أزيد من 300 هكتار من الغابات، غالبيتها من شجر البلوط الأخضر والعرعر والأعشاب اليابسة، دون تسجيل أي خسائر بشرية، وفي كل لحظة يتم فيها الإعلان عن تمكن فرق الإطفاء من السيطرة على هذه الحرائق يقابله ما يؤكد انبعاثها مجددا من البؤر الخامدة بدرجات متفاوتة، إلى حين النجاح بصعوبة في محاصرتها واحتوائها، فيما ظلت الجهود متواصلة لإخماد تهديدات البؤر، والحيلولة دون عودتها للاشتعال أو وصولها للمناطق الآهلة بالسكان.
ووفق مصادر عليمة، فقد تم دعم أجهزة الإطفاء بحوالي 780 فردا من القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية ومصالح المياه والغابات والسلطات المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة والإنعاش الوطني وبرنامج أوراش، مع تعزيز ذلك ب 5 شاحنات صهريجية و6 سيارات إطفاء للتدخل السريع تابعة للوقاية المدنية، إقليميا وجهويا، فضلا عن الاستعانة ب 3 طائرات من نوع «كنادير» التي لم تتوقف عن مهامها، وتنفيذ ما يزيد عن 12 طلعة إطفائية جوية، رغم ما لقيته من صعوبات بسبب شح مياه البحيرات والسدود القريبة، فيما حل مسؤولون من الجيش والسلطة الإقليمية والمياه والغابات بالمنطقة لتفقد تطورات الحريق.
ومن أجل تأمين سلامة ساكنة الدواوير المجاورة لأماكن الحرائق، وتحسبا للمخاطر المحتملة لتوسع رقعة النيران، أكد بلاغ في الموضوع إقدام السلطات المحلية، وبشكل استباقي، على نقل 29 شخصا، يشكلون 7 عائلات، من مساكنهم بدوار «امرهان»، جماعة كروشن، بعيدا عن أماكن الخطر، فيما أفاد ذات البلاغ قيام عامل الإقليم، في دوار امساعد جماعة لهري، بترأس اجتماع تم عقده في إطار «مركز القيادة الميداني»، حضره رؤساء المصالح الأمنية والعسكرية المعنية والمدير الجهوي للمياه والغابات، وذلك بغاية مسايرة وضعية الحريق وما يحتاجه من تدابير وخطط للسيطرة على زحف ألسنته.
وبينما لا تزال أسباب وظروف الحريق مجهولة، تجري السلطات المختصة تحرياتها وتحقيقاتها في سبيل تحديد المسؤوليات، دونما استبعاد موجة الحر أو العامل البشري وراء ذلك، مع ما شكلته رياح الشركي والحرارة المرتفعة، ووعورة التضاريس والمسالك الجبلية، في تأخير محاصرة ألسنة النيران التي لم تجد صعوبة في الانتشار السريع، وقد استنفرت الكارثة مختلف السلطات المحلية والإقليمية والدرك الملكي والقوات المسلحة وفرق الإنقاذ ومسؤولي المياه والغابات، في حين لم تتوقف مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام عن متابعة مستجدات الحادث المروع، وكذا التعبير عن آرائها من خلال مجموعة من الملاحظات والمقترحات والانتقادات.
وفي الوقت الذي كانت فيه سحب الدخان متصاعدة ومنتشرة من المواقع المحترقة، عاشت منصات التواصل الاجتماعي على أسماء الكثير من هذه المواقع الواقعة بين جماعات القباب وكروشن ولهري، انطلاقا من غابات توجكالت إلى امرهان وأبيغلان، مرورا بتكلمامين وأيت لحسن والشرفاء وجبل عمار تسكارت وبويدار قبل أن يكتفي الجميع بحدود كارثة الحريق والمناداة بجعلها «ناقوس إنذار» لأجل القيام بما يلزم من مسالك غابوية وتجهيزات إطفائية ونقاط مائية، ومن زجر للمخالفات المرتبطة بالتفحيم وعدم الترخيص لها في الفترات الصيفية، مع ضرورة تعزيز الحراسة الغابوية بمشاركة السلطات والجماعات والمياه والغابات.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 09/08/2022