بمناسبة شهر التراث نظمت المحافظة الجهوية لللتراث بشراكة مع جمعية الفضاء التواصلي للتربية و الثقافة و البيئة و التنمية (فرع بني ملال ) و بتعاون مع جمعية أباء و أولياء تلاميذ ثانوية يوسف إبن تاشفين التأهيلية، ورشات في الفنون التشكيلية فضلا عن زيارة دراسية لفائدة التلاميذ و الطلبة بمعلمة قصبة الزيدانية بأولاد عبد الله .
افتتح النشاط بجولة إستكشافية و دراسية للقصبة، تم ورشة لتلاميذ في درس رسم المنظور و بالضبط رسم قصبة الزيدانية من تأطير الفنانين و الفنانات حيث أبدع التلاميذ في رسم لوحات جميلة على إيقاع فرقة گناوة التي كانت ضمن الفقرات الموسيقية.
واختتم النشاط بورشة إحترافية للفنانين و الفنانات من بينهم:  حفيظ زعواطي، هبة طعيم، أهمو عبد الله، نورة صنهاجي، صباح اسبيلي، عبد الرحيم الحريري، إذ أبدعوا في رسم القصبة والطبيعة المجاورة لها ونهر أم الربيع. وكلها لوحات تم عرضها يوم الاربعاء 11 ماي الماضي بدارالثقافة ببني ملال.
و في حديث مع الفنان عبد الحفيظ زعواطي، رئيس جمعية الفضاء التواصلي فرع بني ملال، وضح هذا الأخير بأن فكرة هاته التظاهرة الفنية والثقافية قد راودتهم، كمنظمين، وتم الإعداد لها منذ شهور، غير أنه لكونها تزامنت مع شهر التراث، قرروا أن يقيموها بهاته المناسبة، فكان إذن التنسيق مع المحافظ الجهوي، السيد شكري، لإخراج الفكرة لحيز الوجود. واسترسل قائلا بأنه قام بمعية حسن بلكبير، أحد المنسقين وعضو في الجمعية، بزيارة أولية قصد دراسة المكان الذي يبعد عن مدينة بني ملال بحوالي 20 كلم، كما التقيا بمدير الثانوية و جمعية أباء و أمهات و أولياء التلاميذ.
وأضاف حفيظ زعواطي، بأن الهدف من هذه التظاهرة هو الزيادة في التعريف بالقصبة كمعلمة تاريخية، وأيضا بمنطقة أولاد عبد الله جهة بني ملال، المعروفة بموسم الرمان وبجودة هذا الفاكهة إذ خلال هذا الموسم يتم الإحتفال بتلك «الغلة»، من خلال تنظيم حفلات التبوريدة وغيرها..
أما بخصوص الورشات، يقول دائما الزعواطي، الذي يعمل أيضا كأستاذ للفنون التشكيلية، فكانت الأولى لفائدة تلاميذ ثانوية يوسف إبن تاشفين، و الهدف من هذه الورشة «توعية هؤلاء التلاميذ بأهمية التراث و المحافظة عليه و كذلك الحوار معه عبر الريشة و الألوان بالإضافة إلى التعريف بأهمية الفن في المجتمع و دور التربية الفنية».
و الورشة الثانية كانت ورشة احترافية في رسم المنظور و بالضبط رسم معالم القصبة و الطبيعة المجاورة لها من خضرة و حقول الرمان الى ابعد من ذلك جبال بني ملال مرورا بلون المياه.. ف»كل فنان رسم حسب نظرته للمكان و جعل ريشته تحاكي الزمان لتذهب بالمتلقي إلى عالم الأحلام» .. والجميل أنه تم في الأخير عرض كل تلك اللوحات سواء المرسومة من طرف الأساتذة، أو التلاميذ (بحيث تعد سابقة بالنسبة لهم)، جنبا لجنب لمعرض للصور الفوتوغرافية الذي نظمته أستاذة للماستر شعبة المادي واللامادي، بالمديرية الجهوية لبني ملال.
وفي ختام حديثه مع الجريدة، أصر الفنان حفيظ الزعواطي على شكر كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه التظاهرة.
من جهته عبر الفنان عبد الله أهمو عن فرحته بمشاركته في هاته التظاهرة، قائلا بأنه تشرف بالمشاركة مع زملائه الفنانين والفنانات من خلال تأطير ورشات، منها ورشة فنية لرسم المعلمة الميدانية الاثرية، مع تلاميد ثانوية يوسف بن تاشفين، وكذلك ورشة للفنانين المشاركين في نفس الموضوع، و سر بعرض الأعمال المنجزة بمعرض بدار الثقافة ببني ملال حيث مر ت جميع مراحل هدا النشاط في اجواء رائعة نالت استحسان الجميع.
أما مدير الثانوية، عبد اللطيف بوحوتى، فقد صرح قائلا بأنه تمت المشاركة في يوم الاحتفاء  بشهر التراث بالقصبة الزيدانية بأولاد عبد الله ، الذي نظمته المحافظة الجهوية للتراث الثقافي لجهة بني ملال-خنيفرة و جمعية الفضاء التواصلي فرع بني ملال، وذلك في إطار انفتاح  المؤسسة على محيطها السوسيوثقافي ، وأضاف السيد بوحوتي بأنها كانت فرصة لإشراك التلميذات و التلاميذ في الأوراش التي تنمي قيم الانتماء و الاعتزاز بالهوية الثقافية المغربية و بالموروث الحضاري المتجدر في التاريخ ، و تنمي لديهم الحس و الذوق الفني، وشكر في هذا الإطار ومن خلال منبرنا، الفنانات والفنانين التشكيليين الذن أطروا هاته الورشات،على حد تعبيره، بكل حرفية و إبداع .
بدورها عبرت هبة طعيم، بصفتها فنانة تشكيلية من مدينة بني ملال، عن سرورها جراء المشاركة مع مجموعة من الفنانين التشكيليين لإحياء المعلمة التاريخية «القصبة الزيدانية» المتواجدة بمنطقة اولاد عبدالله باقليم الفقيه بن صالح. واسترسلت موضحة بأها قامت رفقة فنانين أخرين، بتاطير ورشة رسم حول المنظور، لفائدة مجموعة من تلاميذ ثانوية يوسف ابن تاشفين، حيث لاحظوا مدى اهتمامهم و شغفهم بالفن. وتلتها ورشة أخرى، لفائدة الفنانين المشاركين ، حول نفس الموضوع . و عبر خلالها كل فنان برسوماته عن نظرته للقصبة. لكي يتوج في الأخير هذا العمل بمعرض اللوحات بدار الثقافة ببني ملال و التي نالت إعجاب الزوار.