في اختتام المؤتمر 39 لصحفيي الضفتين بإسبانيا .. الإشادة بموقف الدولة الإسبانية الثابت و الداعم للحكم الذاتي بالصحراء المغربية

كأس العالم 2030 سيعزز القيم الرياضية و الإنسانية المشتركة ببن البلدين

الصحفي الورداني يتسلم جائزة الراحل الصحافي الإسباني جون موركان تقديرا لمساهمته الإعلامية

 

عبر الوفد الصحفي المغربي الإسباني المشارك في في فعاليات المؤتمر 39 لصحفيي الضفتين عن الارتياح التام لمستوى العلاقات الممتازة التي أصبحت تربط مدريد بالرباط سياسيا اقتصاديا واجتماعيا، مع الإشادة بموقف الحكومة الإسبانية الثابت بدعم مقترح الحكم الذاتي كحل واقعي لفض النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
ودعت التوصيات الصادرة عقب اختتام أشغال المؤتمر بطريفة الإسبانية‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬‭ ‬الاهتمام‭ ‬بإفريقيا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإعلامي، ‭ ‬هذه‭ ‬القارة‭ ‬ التي أكد المشاركون في ورشات المؤتمر على أنها ‭ ‬تعرف‭ ‬استنزافا‭ ‬لثرواتها وحان الوقت لوسائل الإعلام المغربية و الإسبانية للتطرق لمثل هاته الممارسات التي تعطل المسار التنموي في هذه القارة .
وثمن المؤتمرون خلال اختتام هذه الدورة التي تزامنت مع حدثين هامين، الأول يتمثل في تخليد الذكرى الثلاثين لانطلاق اللقاءات الثنائية المثمرة والأخوية بين «الجمعية المغربية للصحافة» و»جمعية صحفيي جبل طارق»،ويتمثل الحدث الثاني في الاعلان عن الاحتضان المشترك لكأس العالم 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال الذي يعد تتويجا لأواصر التقارب والتعاون وحسن الجوار التي ظلت تربط المغرب بجيرانه في الضفة الشمالية للمتوسط، خاصة مع إسبانيا،(ثمن) عاليا الموقف المتضامن لإسبانيا شعبا وحكومة مع المغرب في زلزال الحوز.
و سجل المشاركون في فعاليات المؤتمر بكل اعتزاز و فخر التنظبم المشترك لكأس العالم 2030 بين المغرب و إسبانيا و البرتغال الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التقارب بين الجانبين من خلال القيم الرياضية و الإنسانية المشتركة .
و من ناحية أخرى اتفق الطرفان على أن الوسيلة الفعالة و الممتازة لمواصلة تعزيز العلاقة بين المغرب و إسبانيا يمر بالتبادل الأكاديمي ،و في هذا الصدد فإن صحفيي الضفتين يعلنون التزامهم بمواصلة البحث عن صيغ للمساهمة في تعزيز و إثراء التعاون القائم بين الجامعات بالضفتين سيما جامعة عبد المالك السعدي بتطوان التي أعلنت عن شراكة مع الجمعيتين .
كما أشاد المشاركون في هذا المؤتمر المنظم من طرف الجمعية المغربية للصحافة و جمعية صحفيي منطقة جبل طارق تحت شعار «العلاقات الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا من المنظور الإعلام «،بالدور الهام والحيوي الذي تلعبه وسائل الاعلام المغربية والإسبانية في تعزيز وتجويد علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، والدعوة إلى تجاوز كل الصور النمطية والسلبية في تناولها للقضايا المشتركة. و في هذا السياق شدد المشاركون على ضرورة تقديم معلومات صادقة و موثقة بعيدا عن المزايدات التي لا تخدم مصالح البلدين سيما في مجال الهجرة ،و التركيز على نشر الأخبار الإيجابية بكل أنواعها و خاصة تلك التي تؤثر على وحدة الشعبين ثقافيا وسياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا .
كما تم التأكيد على مواصلة تعزيز وتقوية دور الديبلوماسية الموازية في التقارب بين البلدين الجارين،مع ضرورة مواصلة الانفتاح أكثر على التراث الثقافي والإنساني بين الضفتين، تعزيزا للقيم المشتركة بين الشعبين الجارين.
و تم الاقتراح بأن تقام الدورة الأربعين لمؤتمر صحفيي الضفتين في مدينة الرباط، وتخصيص محور التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 .
هذا و عرف المؤتمر تنظيم عدة ورشات للنقاش شارك فيها خبراء وإعلاميون الذين سلطوا الضوء على العلاقات الاستراتيجية بين المغرب واسبانيا، وذلك على المستوى الأمني والاقتصادي وأيضا على مشكل تداعيات الهجرة غير الشرعية بحوض البحر الابيض المتوسط،
وفي هذا الاطار، عبر رئيس جمعية صحفيي منطقة جبل طارق خافيير مرتينيز ، في كلمة بمناسبة افتتاح المؤتمر عن اعتزازه بالتنظيم المشترك للمغرب وإسبانيا والبرتغال لمونديال 2030 ، معتبرا أن ما حققته كرة القدم في ربط علاقات تابثة يعد حصاد جهود عقود طويلة للعلاقات الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا.
ومن جانبه ، دعا الدكتور مصطفى العباسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة، في كلمة الافتتاح إلى ضرورة اعتماد المقاربة الإعلامية في التعامل مع موضوع العلاقات بين المغرب وإسبانيا بهدف تسليط الضوء على التحديات والفرص التي تواجه البلدين.
أما خوسي أنطونيو سانتوس بيريا عمدة مدينة طريفة فقد تطرق في مداخلته إلى الدور الهام الذي تلعبه اليوم وسائل الإعلام المغربية والإسبانية على مستوى تعزيز وتجويد العلاقات بين البلدين.
وأكد مسؤول مدينة طريفة، أن مؤتمر الضفتين الذي يحتفل بمرور 30 سنة على تأسيسه يعد قيمة مضافة لما راكمه من تجارب ،حيث «يعد اليوم مناسبة لتبادل التجارب والخبرات في مجال الصحافة لأجل تقارب وجهات النظر والعمل بكل مهنية في نقل المعلومة والخبر .»
ويشار أن الدورة الحالية من المؤتمر التي تنظمها جمعية صحفيي منطقة جبل طارق بتعاون مع محافظة مدينة طريفة الإسبانية وبتنسيق مع الجمعية المغربية للصحافة ، طرحت العروض المقدمة من طرف خبراء وإعلاميين وأكاديميين خلال أربع جلسات ، تبادل وجهات النظر على مستوى التجارب والخبرات والتي اعتبرت خارطة طريق لتعزيز التطور الحاصل في العلاقات الثنائية بين المغرب واسبانيا في المجال الإعلامي ودعم القضايا المشتركة.
وفي محور قضايا الهجرة بين المغرب وإسبانيا في إطار العلاقات الاستراتيجية، ومناطق التوتر بالعالم توقفت مراسلة إسبانية في مواقع الأزمات كارمين تشامورو الصحفية المتخصصة في شؤون الهجرة عن وضعية مواطنين أفارقة يواجهون مصيرهم الصعب في طريق الموت ، مذكرة أن العالم يواجه أزمة حقيقية متتالية مرتبطة في النزوح والهجرة بسبب النزاعات الإقليمية والدولية والحرب في أوكرانيا والسودان وبؤر أخرى متفرقة، معتبرة أن الهجرة موضوع صعب ومعقد . كما أشارت في مداخلتها أن على المغرب وإسبانيا أن يلعبا دورهما في التنمية المستدامة التي تهم قارة أفريقيا على مستوى التنمية المستدامة .
كما أثارت كارمن مسألة هجرة مواطني افريقيا نحو السنغال كنقطة عبور لينتهي بهم المطاف نحو جزر الكناريس وهي معادلة صعبة بتعبيرها لأجل الوصول إلى أوروبا حيث المسألة عندهم رهان ومغامرة محفوفة بالمخاطر . وسجلت المتحدثة أن الهجرة السرية بالمغرب نحو الفردوس المفقود (الضفة الجنوبية ) ليست لها علاقة بالفقر وانعدام الأمن، حيث توقفت عند إحصائيات تشير إلى كون غالبية الشباب المغربي الذي يرغب بطرق مختلفة للهجرة ينتمي للطبقة المتوسطة، إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بالعلاقات العائلية ومحاولة اللحاق بأقاربهم المتواجدين بإسبانيا.
على صعيد آخر ، صرح الصحافي المغربي د. مصطفى العباسي المتخصص في العلاقات الدولية و العلاقات المغربية الإسبانية التنسيق الأمني لمحاربة الجرائم بين الحدود، أن العلاقات المغربية الإسبانية من الناحية الاستراتيجية هي «علاقة قارة ومستقرة، وإن كانت تعرف بين الفينة والأخرى كبوات، لكنها لا يمكن أن تصل حد القطيعة الطويلة، رغم انتكاسة 2021 التي وصلت بالبلدين للباب المسدود الذي سرعان ما فتح مجددا وعلى الواسع كما يقال.»
كما كشف العباسي في عرضه ما يجمع أهداف التقارب والتعايش المغربي الإسباني في تحالف البلدين (المغرب وإسبانيا) هو في الأصل محاربة «الجريمة المنظمة العابرة للحدود بالأساس، وعلى رأسها محاربة الإرهاب، تهريب المخدرات والهجرة غير النظامية.
لقد استطاع المغرب بحكم خبرته وحنكته في تفكيك الجماعات المتطرفة الإرهابية أساسا، من أن يساعد إسبانيا كما عدد من الدول الأخرى، في هذا المجال «
وأضاف العباسي أن من ثمار هذا التعاون على المستوى الأمني أنه جنب عدة بلدان أوروبية من» حمامات دم كانت لتقع لولا التنسيق الأمني مع المغرب، خاصة مع إسبانيا، والذي أصبح نموذجا يقتدى به، وتساءل العباسي عن أي مستقبل يمكن أن نتوقعه بين المغرب وإسبانيا ؟ وقال الخبير المغربي مصطفى العباسي إنه بعد «الاعتراف الصريح والواضح بمصداقية الطرح المغربي في تدبير الحكم الذاتي لأقاليمنا الجنوبية كحل أمثل، جاءت الموافقة على الاحتضان الثلاثي لكأس العام في 2030 وهو قرار ما كان ليكون، لولا ايمان المنظمة الكروية العالمية الفيفا، بالاستقرار السياسي والدبلوماسي في العلاقات بين هاته البلدان…»
كما أوضح العباسي في هذا الاطار أنه مهما اختلفت «القيادات السياسية المسيرة، والحكومات المتعاقبة، فإن قرار إسبانيا واعترافها بالحكم الذاتي، امر لن يتغير بل سيعرف دعما أكبر..»
من جهة أخرى، توقفت في مداخلتها، السيدة لولا ألفاريز الأستاذة الجامعية ومديرة سابقة لوكالة الأنباء الإسبانية إيفي ، عند ما يعيشه العالم من تغيير في وسائل الإعلام وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى القراءة ومتابعة الأخبار من طرف المجتمع.
كما اعتبر ت أن مواقع التواصل الاجتماعية التي كان من المفترض أن تساهم في التأثير على الرأي العام بشكل ايجابي ، لكن في المقابل ، نجدها ساهمت في التفاهة وأصبح الكل يقرأ العناوين ولا يتعمق فيما تنشره .
وسلطت الضوء لولا ألفاريز الحاصلة على الدكتوراة في الاتصال من جامعة اشبيلية في عرضها على الدور الذي تقوم به وكالات الإعلام الرسمية ، التي لها اليوم دور مهم في نقل الخبر والمعلومة حيث أن عدة مقاولات إعلامية تواجه أزمة حقيقية نظرا لغياب الموارد المالية والبشرية لتغطية الأحداث من عين المكان، وبالتالي أصبح اليوم للخبر والإعلام ضوابط مهنية ينبغي احترامها لتجنب شيوع الكذب والأخبار الزائفة.
وشددت الباحثة والمسؤولة السابقة في rtve أنه ينبغي على وسائل الاعلام المخضرمة أن تتأقلم مع التكنولوجيا الحديثة التي أثرت على الصحفيين الكبار ، حيث تبقى قاعدة أساسية على الصحفيين احترامها والتقيد بها في تقديم الخبر لأن وسائل التكنولوجيا الحديثة «لايهم جودتها وتقنياتها على مستوى الصوت والصورة بقدر ما يهم هو الطريقة المهنية في تقديم الخبر بكل صدق وتميز لأن «التكنولوجية لاتؤثر في سلبية الخبر «.
على صعيد آخر ، تطرق في مداخلته إبراهيم بن صبيح رئيس المجلس الإقليمي بتطوان عند أهم المحطات المضيئة في تاريخ العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية المشتركة بين المغرب وإسبانيا بحكم قرب الجوار والتاريخ المشترك ، وبصفة خاصة بمنطقة الأندلس ، معتبرا أن الثقافة هي طريق لكل تعاون مشترك في بناء الإنسان الذي يحتاج إلى تقوية البنية التحتية لأجل غد أفضل .
هذا‭ ‬وقد‭ ‬توقفت‭ ‬العروض‭ ‬المقدمة‭ ‬في‭ ‬المداخلات‭ ‬عند‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الإعلام ‭ . ‬وشدد المتدخلون ‬خلال‭ ‬الورشات‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬نقل‭ ‬الخبر‭ ‬الإيجابي ‭ ‬بكل‭ ‬مهنية‭ ‬مع‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬الإشاعات ‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأخبار ‭ ‬الزائفة‭ ‬والدخلاء‭ ‬على‭ ‬الاعلام‭ .
وتميزت‭ ‬فعاليات‭ ‬المؤتمر ‭ ‬بالإعلان ‭ ‬عن‭ ‬الفائز‭ ‬بجائزة‭ ‬جون‭ ‬موركان‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬حصدها‭ ‬الصحافي‭ ‬المغربي‭ ‬المخضرم‭ ‬بإذاعة‭ ‬تطوان‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬الورداني‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬أرفع‭ ‬جائزة‭ ‬يمنحها‭ ‬المؤتمر‭ ‬للمتميزين‭ ‬من‭ ‬الصحفيين‭ ‬الذين‭ ‬حققوا‭ ‬إنجازات‭ ‬معتبرة‭ ‬ولافتة‭ ‬للنظر‭ . ‬والجائزة‭ ‬السنوية‭ ‬هي‭ ‬وفاء‭ ‬لذكرى‭ ‬الصحافي‭ ‬‭ ‬الإسباني ‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬إنجليزي‭ ‬الراحل‭ ‬جون‭ ‬موركان‭ .
والورداني ‭ ‬الفائز‭ ‬بالجائزة‭ ‬صحافي‭ ‬بإذاعة‭ ‬تطوان‭ ‬الجهوية،‭ ‬معد‭ ‬ومقدم‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬وكذا‭ ‬النشرات‭ ‬الإخبارية،‭ ‬وعمل‭ ‬سابقا‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬المكتوبة‭ ‬بالعربية‭ ‬الصادرة‭ ‬وطنيا‭ ‬وجهويا، كما يشغل نائبا للكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بتطوان وكذا عضو المكتب المسير للجمعية المغربية للصحافة.


الكاتب : اسبانيا:ع، المالك الحطري / ج، منصور /ع، الحق رحمون

  

بتاريخ : 14/10/2023