في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر 21 لاتحاد المعلمين العرب الذي تستضيفه النقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) .. تضامن مع الشعب الفلسطيني وتشريح لواقع التعليم بالوطن العربي وتكريم الصادق الرغيوي

 

تحت شعار «بالعلم والمعرفة نبني الوطن»، تم زوال يوم الاثنين 22 أبريل 2024 ، افتتاح أشغال المؤتمر 21  ل»اتحاد المعلمين العرب»، في دورة الفقيدين هشام مكحل وفرج المرتضى، الذي تستضيفه النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية، وتحتضنه مدينة الرباط طيلة أيام 22، 23، 24 أبريل2024 .
أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي أشرف على تسييرها الصادق الرغيوي، نائب الأمين العام لاتحاد المعلمين العرب والكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (ف  د ش)، عرفت حضور الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، نيابة عن وزير التربية الوطنية وبعض المسؤولين بالهيئات الدبلوماسية العربية المعتمدة بالرباط، حيث حضر كل من سفير  دولة فلسطين، ونائب سفيرة السودان والقنصل العام لدولة ليبيا الشقيقة، بالإضافة إلى حضور ممثلي المنظمات النقابية العربية الأعضاء باتحاد المعلمين العرب، والكتاب العامين للنقابات التعليمية بالمغرب، وكذا حضور بوبكر لاركو، نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان (الرئيس السابق للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان)، وحضور ممثلين عن التضامن الجامعي المغربي، ورئيس الفدرالية الوطنية لآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب والعديد من المسؤولين والمناضلين النقابيين بالنقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش)،
وافتتحت أشغال المؤتمر المذكور بالاستماع إلى النشيد الوطني المغربي وكذا الاستماع إلى رسالة المؤتمر، عبر من خلالها المؤتمرات والمؤتمرون عن الامتنان والتقدير والشكر  لجلالة الملك محمد السادس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وتميزت الجلسة الافتتاحية بكلمة وزير التربية الوطنية، ألقاها بالنيابة عنه الكاتب العام للوزارة، رحب من خلالها بضيوف المغرب، ومؤكدا في نفس الوقت على «الالتزام الثابت للمغرب بقيادة جلالة الملك رئيس لجنة القدس على دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن مقدساتها، في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث عنيفة»، وعلى مستوى قطاع التعليم تطرق المسؤول التعليمي إلى تجربة المغرب في  مأسسة الحوار الاجتماعي سواء على المستوى المركزي  أو على المستوى القطاعي، بالاعتماد على المنهجية التشاركية مع النقابات التعليمية التي أفضت إلى تحقيق نتائج مهمة لصالح أسرة التعليم خاصة في ما يتعلق بإخراج نظام أساسي جديد ومعالجة قضايا الشغيلة التعليمية المتراكمة، وكذا تحسين الأوضاع الاجتماعية للعاملين بقطاع التعليم، مشيرا إلى الإصلاحات التي تعرفها المنظومة التربوية بالمغرب من أجل الارتقاء بجودة التعليم وتحقيق نهضة تربوية لبناء أجيال المستقبل، ومؤكد على «أهمية الدورة الحالية للمؤتمر، لما تشكله من فرصة سانحة لتبادل الآراء والأفكار وتعميق النقاش حول القضايا التي تهم الشأن التعليمي والتربوي بوطننا العربي، الذي يواجه تحديات متعددة تتعلق بجودة التعليم، في سياق التحولات والطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم».
أما سفير دولة فلسطين، فقد تطرق في كلمته إلى  «الأحداث الأليمة التي يشهدها قطاع غزة جراء الهجوم الصهيوني الوحشي الذي دمر البنيات الصحية والمدارس والمساجد… وأدى إلى تقتيل العديد من الفلسطينيين وتشريد الآلاف منهم ولم تسلم من هذه الآلية الهمجية، تضيف كلمة سفير فلسطين، لا البنيات التحتية لقطاع غزة ولا الأطفال ولا الشيوخ ولا النساء، يحدث ذلك أمام صمت العالم وانحياز الدول الغربية للمخطط الصهيوني الرامي إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم أو تقتيلهم، في غياب تطبيق القانون الدولي الإنساني، لتستمر المعاناة مع الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني للشهر  السابع على التوالي «، منوها في نفس الوقت «بالمجهودات المستمرة والاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس للقضية الفلسطينية من خلال الدعم والتضامن الذي ما فتئ  يقدمه للشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة،» ومثنيا على مواقف «اتحاد المعلمين العرب» في دعم والتضامن مع القضية الفلسطينية، ومؤكدا أن « المعلمين العرب هم من يصنعون أجيال المستقبل، وأجيال المستقبل هم من سيساهمون في صناعة تكتل عربي لمواجهة المخططات الصهيونية الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني وتقتيله».
رئيس اتحاد المعلمين العرب خلف الزناتي ذكر من خلال كلمته « بأن اتحاد المعلمين العرب كان مبادرة لتوحيد المعلمين العرب في الوطن العربي، تم إطلاقها سنة 1956، وتحققت هذه المبادرة بتأسيس هذه المنظمة النقابية سنة 1961 ، وهي منظمة نقابية مهنية عربية قومية لها الأهلية الكاملة لمزاولة نشاطها وتحقيق أهدافها» و «تهدف إلى تحقيق وحدة الحركة النقابية للمعلمين العرب وتوثيق الروابط بين المنظمات الأعضاء وتطوير التعليم والبحث العلمي في مختلف الجوانب تلبية لحاجات التنمية والتقدم في الأمة العربية جمعاء.»
ويحرص اتحاد المعلمين العرب، وفق ما جاء في كلمة رئيسه «على حماية العمل التربوي في الوطن العربي والعمل على تقريب المناهج للوصول إلى منهج عربي موحد يخدم مصالح الشعب العربي وداعما للبناء والتنمية من المحيط إلى الخليج».
كما تطرق إلى التحديات والمشكلات التي تهم التعليم والمعلمين سواء ما يتعلق بحاجاتهم المهنية وظروفهم العملية، أو ما يتعلق منها بتضييق أو تعسف يحول دون قدرتهم على ممارسة أعمالهم النقابية. وإلى مشكلات التعليم بمختلف الدول العربية والحاجة المستمرة إلى تطوير المناهج للارتقاء بالتعليم إلى النظم العالمية الحديثة»، خاصة بالبلدان العربية التي تعرضت لأحداث كانت سببا في تدمير بنيتها التحتية و استهداف مدارسها ومساجدها…وهو ما يفرض على اتحاد المعلمين العرب دعم البنية التعليمية في الوطن العربي، وخاصة في البلدان التي نالت الحروب من مؤسساتها وأصبحت في حاجة إلى الدعم والمؤازرة، وتكليف المعهد العربي لتوفير آليات مناسبة ومنصات داعمة لتلامذتها وطلابها من أجل الاستمرار في التعليم» .
وعلى هامش افتتاح أشغال المؤتمر تم تكريم الصادق الرغيوي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، من خلال تقديم هدايا تذكارية له من طرف رئيس اتحاد المعلمين العرب، ومن طرف الوفد الفلسطيني اعترافا لما قدمه ويقدمه من خدمات ومساهمات جليلة خدمة للقضايا التعليمية بالوطن العربي ودفاعا عن المعلمين العرب.
وكان الرغيوي، نائب رئيس اتحاد المعلمين العرب، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) قد رحب في بداية أشغال الجلسة الافتتاحية بالأشقاء العرب،  ضيوف المملكة المغربية الشريفة، مذكرا بالمسار الذي عرفه الحوار القطاعي وبالمنهجية التشاركية التي اعتمدتها الوزارة في تفاوضها مع النقابات التعليمية  للوصول إلى التوقيع على اتفاق يضمن تحقيق نتائج مهمة لصالح موظفي القطاع لتحسين أوضاعهم الاجتماعية وإخراج نظام أساسي جديد موحد ومحفز  للمساهمة في النهضة التربوية بالمغرب، ومؤكدا على  اعتزاز المغرب بالثقة التي حظيت بها النقابة الوطنية للتعليم من طرف الأمانة العامة للاتحاد ومن طرف المؤتمرين من أجل استضافة المؤتمر 21 لاتحاد المعلمين العرب بمدينة الرباط، بعد القرار الذي اتخذته في هذا الشأن الهيئة التشاورية لاتحاد المعلمين العرب التي انعقدت مؤخرا بالقاهرة، والقاضي بعقد المؤتمر 21 بالمغرب.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عقد مؤتمر لاتحاد المعلمين العرب بالمملكة المغربية،  الذي يشارك فيه عدد مهم من المؤتمرات والمؤتمرين يمثلون مختلف الهيئات النقابية الأعضاء باتحاد المعلمين العرب بكل من البلدان العربية: مصر ، اليمن، فلسطين، ليبيا، السودان، موريتانيا، تونس، الجزائر، سوريا، لبنان، العراق، بالإضافة إلى المغرب، وستتواصل أشغال المؤتمر على مدى ثلاثة أيام القادمة، سيتم خلالها مناقشة العديد من القضايا والمشاكل التعليمية بالوطن العربي، وإيجاد السبل الكفيلة للمساهمة في تطوير التعليم به ومواجهة التحديات التي يفرضها التطور التكنولوجي على مجال التعليم.
«اتحاد المعلمين العرب» هو منظمة نقابية عربية مستقلة تأسست سنة 1961، مقرها هو القدس الشريف وتضم  12 بلدا عربيا من ضمنها المغرب ممثلا بالنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش)، ويسعى الاتحاد لتحقيق أهدافه في تطوير التربية والتعليم والبحث العلمي، وحماية العمل التربوي باعتباره عملاً إنتاجياً، والمساهمة في تحسين التعليم وتطوير كفاءة ومردود المعلمين في حقول التربية والتعليم في الوطن العربي.


الكاتب : بوشعيب الحرفوي 

  

بتاريخ : 24/04/2024