في اليوم العالمي لداء فقدان المناعة المكتسب : جائحة كوفيد الوبائية قلّصت من تحاليل الكشف عن المرض وعدد المتعايشين معه يصل إلى حوالي 22 ألف مغربي ومغربية

يجمع الخبراء والمهتمون على أن تداعيات الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 التي أصابت بلادنا منذ 20 مارس 2020، طالت مختلف مناحي الحياة اليومية وكافة المجالات، اقتصاديا واجتماعيا، وبالأساس صحيا، إن على المستوى العضوي أو النفسي، حيث تعددت الدراسات التي أجريت في هذا الباب، ووقفت مجموعة من الأبحاث والمعطيات عند الوقع الصحي للوباء، الذي أثّر على مسار الكشف والتكفل بأمراض أخرى، خاصة المزمنة منها، كما هو الحال بالنسبة للسكري والضغط الدموي وأمراض القلب والشرايين، ونفس الأمر بالنسبة للسرطان، وانضاف إلى القائمة داء فقدان المناعة المكتسبة الذي يتم تخليد يومه العالمي في فاتح دجنبر من كل سنة، إذ أشار البروفيسور مهدي قرقوري، رئيس جمعية محاربة السيدا في المغرب، في تصريح له، إلى أنه بسبب كوفيد وعدواه فقد تراجعت التحليلات المنجزة للكشف عن المرض بنسبة 20 في المئة.
وأوضح المتحدث أن عدد المتعايشين مع المرض، الذي بات مزمنا، قد بلغ حوالي 22 ألف مغربي ومغربية، مشددا على إمكانية الحياة مع الداء شريطة الانتظام في استعمال الدواء، مبرزا الخطوات التي تم قطعها في هذا الباب، على مستوى الكشف والفحوصات وتوفير الأدوية من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، مؤكدا في نفس الوقت على البعد النفسي وعلى المبادرات المسطرة لمواصلة الاهتمام بهذه الفئة، خاصة من طرف التنظيمات المدنية التي تعتبر شريكا أساسيا.
وبالعودة إلى البرامج الصحية التي سطّرتها وزارة الصحة، آنذاك، يتبين على أن المغرب قد خصص برامج لمكافحة الأوبئة والأمراض تتكون من 7 محاور، حيث تعتبر استراتيجية مكافحة الأمراض المنقولة، وعلى رأسها فيروس نقص المناعة البشرية أحد محاورها الأساسية. كما تم إعداد خطة وطنية لمكافحة مرض فقدان المناعة المكتسبة 2012/2016 ، التي تنسجم مع سياسة واستراتيجية برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة المكتسبة نحو تحقيق صفر إصابات جديدة بالفيروس وصفر وفيات وصفر تمييز، فضلا عن المخطط الاستراتيجي الوطني لمكافحة السيدا 2017-2021، الذي يهدف إلى تقليص عدد الإصابات الجديدة بالفيروس بنسبة 75 %، والوفيات المرتبطة بالسيدا بنسبة 60%، في أفق نهاية السنة الجارية 2021، إضافة إلى القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشري وداء الزهري من الأم إلى الطفل، والحد من جميع أشكال الوصم والتمييز المرتبطة بالفيروس، فضلا عن تحسين حكامة الاستجابة الوطنية للمرض.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 30/11/2021