في بحث «الأطفال والشباب المغاربة على الأنترنيت، السلوكيات والمخاطر الرقمية»

20 في المئة شاهدوا أشخاصا يتقاسمون خبرتهم في تعاطي

المخدرات و32 % تلقوا رسائل جنسية

 

مكن بحث تم إنجازه مؤخرا بمناسبة احتفال المغرب باليوم العالمي للانترنيت، من دراسة وتحليل مختلف السلوكيات الخطرة بين مستخدمي الانترنيت مغاربة، من بينهم 1293 طفلا وشابا متراوحة أعمارهم ما بين 8 و 28 سنة.
البحث، الذي أنجزه المركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار بشراكة مع جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، مجلس أوروبا و جمعية” ابني”، و، AUSSIM بعنوان ” الأطفال والشباب المغاربة على الإنترنت: السلوكيات والمخاطر الرقمية” ، كان هدفه فهم استخدام الإنترنت والسلوك الخطير للأطفال والشباب المغاربة مستخدمي الإنترنت من خلال دراسة تحليلية رائدة عن عينة صغيرة جدا، واختبار وتكييف النهج المنهجي والرياضياتي المناسب للحصول على قاعدة بيانات ضخمة بهدف تعميمها على مستوى جميع المناطق.
وتوزعت نسبة المستجوبين خلال هذا البحث على الفئة العمرية من13و 17 سنة بنسبة 51 في المئة، والفئة العمرية بين 8 و 12 سنة، بنسبة 27 في المئة، أما الشباب بين سن 18 و 28 سنة فبلغت نسبتهم 22 في المئة، وتألفت عينة المسح من 55 في المائة من الفتيات و 45 في المائة من الفتيان ، توزع مستواهم الدراسي على الشكل التالي: 22 في المئة يتابعون دراستهم بالجامعة، 36 في المئة بالمدارس الثانوية،41 في المئة بالمدارس الابتدائية. استنادا إلى النتائج، التي توصل إليها البحث، فإن 40% من الأشخاص المستجوبين يستطيعون أحيانا الربط بالانترنيت عندما يشعرون برغبة في ذلك، و25 في المئة غالبا ما يفعلون ذلك و 19 في المئة لديهم دائما هذا الاحتمال فيما 15 في المئة لا يملكونه. بالنسبة للأطفال والشباب فإن استخدام الانترنيت شائع جدا بينهم، إذ بلغت النسبة 50 في المئة يستطيعون استخدام الانترنيت بصورة متكررة بينما 20 في المئة لا تستطيع الربط به.
وكشف البحث أن 39 في المئة من الأطفال والشباب، الذين شملتهم الدراسة يستخدمون الانترنيت من المنزل و 5 في المئة من المدارس و 4 في المئة لا يستفيدون منه، ويعتبر الهاتف الذكي هو أول وسيلة للربط بالانترنيت بنسبة 48 في المئة، تليه الأقراص بنسبة 15 في المئة والحاسوب المحمول بنسبة 11في المئة، هذا ورغم انتشار خدمات الاتصال بالانترنيت فإن بعض الشباب لا يمكنهم الوصول إليه ويرجع 37 في المئة ذلك إلى العديد من الأسباب، و 34 في المئة لأن والديهم لا يسمحون لهم بذلك، و8 في المئة يواجهون مشكلة في الربط بالانترنيت بسبب ضعف الشبكة و 6 في المئة يجدون أن الأجهزة باهظة الثمن كما أنهم لا يستطيعون دفع فاتورة الأنترنيت، فيما يشعر 3 في المئة أن الإنترنيت لا يوفر لهم جميع الإجابات لاحتياجاتهم و2 في المئة أكدوا أن ليس لديهم الوقت الكافي للاتصال.

عماذا يبحث الأطفال والشباب بواسطة الانترنيت

توصل البحث إلى أن 37 في المئة من المستجوبين الشباب والاطفال يستخدمون الانترنيت للقيام بواجباتهم المدرسية و28 في المئة يستخدمون الإنترنيت مرة واحدة على الأقل أسبوعيا، فيما يستخدمه 19 في المئة مرة في الشهر للعثور على أهم الأحداث والأخبار التي تحدث في محيطهم بينما 32 في المئة يلجؤون إلى خدمات الانترنيت للبحث عن معلومات جديدة و21 في المئة يبحثون عن معلومات خاصة بصحتهم و56 في المئة يحمّلون تطبيقات مفيدة لهم، أما بالنسبة لاستخدامه كوسيلة اتصال فتحتل الرسائل الفورية المركز الأول بنسبة 51 في المئة، 58 في المئة من المستجوبين صرحوا أنهم يستخدمون الانترنيت للاستماع إلى الموسيقى، وبحث 41 في المئة عن البرامج والأفلام، و15 في المئة استعملوا الانترنيت للتسوق.

سلوكيات الخطر المحتملة

حسب البحث المنجز فإن استخدام الانترنيت لدى الشباب والأطفال يؤثر بشكل سلبي على صحتهم حيث يحرم 43.20 في المئة منهم من الأكل والشرب، كما يؤثر على العلاقات الاجتماعية والعائلية ل 35.67 في المئة من المستجوبين، الذين عاشوا صراعات عائلية
أو مع أصدقائهم فيما انخفضت النقط المدرسية ل41.56 في المئة من الأطفال والشباب المغاربة.
من خلال هذه المعطيات خلص البحث إلى أن لقلة النوم والإهمال وعدم التوازن الغذائي أثار ضارة على الصحة والسلامة وتنمية الأطفال والشباب المغاربة إضافة إلى أن اضطرابات التركيز تؤثر على تعليمهم ومستواهم الدراسي، كما أنه من الناحية الاجتماعية فإن عدم قضاء الوقت الكافي رفقة الأسرة ومع الآخرين يحرم الأطفال والشباب من بناء علاقات سليمة مع محيطهم ومن اكتساب المهارات التي تمكنهم من الاندماج السليم في المجتمع.
وكشف البحث أيضا أن 45 من الشباب والأطفال الذين أجريت معهم الاستجوابات في العام الماضي صادفوا حدثا أزعجهم وجعلهم غير مرتاحين، و 32 في المئة شاهدوا بالفعل طرق إصابة أنفسهم جسديا على شبكة الانترنيت كما شاهد 32 في المئة من الأطفال والشباب طرقا للانتحار، و27 في المئة كيفية فقدان الشهية، وقرأ 32 في المئة رسائل كراهية تهاجم فئات معينة من الناس مثل الفئات ذات الألوان والديانات أو القوميات المختلفة كما تابع 20 في المئة من الأطفال والشباب أشخاصا يتقاسمون عبر الشبكة العنكبوتية خبرتهم في تعاطي المخدرات، وتلقى 32 في المئة منهم رسائل جنسية.
وحسب معطيات البحث دائما وبخصوص التجارب السيئة فقد فضل 43 في المئة عدم الإجابة عن السؤال بينما قال 17 في المئة إن لديهم تجارب سيئة، واعترف 16 في المئة أن شخصا على الشبكة اكتشف موقعهم و 6 في المئة استخدمت معلوماتهم الشخصية بطريقة خاطئة أو أن شخصا ما انشأ صورة معادية أو صفحة معادية لهم ، 7 في المئة قالوا إن جهازهم الذي يستخدمونه يحتوي على برنامج تجسس أو به أحد الفيروسات، وتلقى 31.1 في المئة من الشباب والأطفال المستجوبين رسائل هجومية أو خبيثة، واستبعد 31.1 في المئة منهم من جماعة أو نشاط على الانترنيت فيما تعرض 4.7 للتهديد.
من جهة أخرى أكد 28 في المئة من الأطفال والشباب أنهم تعرفوا على أشخاص لأول مرة عن طريق الأنترنيت مقابل 62 في المئة أنكروا ذلك في حين أحجم 10 في المئة من المستجوبين الأطفال عن الجواب على هذا السؤال.
سلوكات أخرى كشف عنها البحث مرتبطة بشكل أساسي بالجهل الذي يعاني منه الكثيرون في التعامل مع الأنترنيت حيث صرح 40 في المئة من الأطفال والشباب أنهم لا يعرفون كيف يغيرون أوضاع الخصوصية و 59 في المئة يجدون أنفسهم في مواقع لا يعرفون كيف وصلوا إليها، 30 في المئة يجهلون ما يمكن تقاسمه على صفحاتهم و ما لا يمكنهم تقاسمه.
هذه السلوكيات تعرض الأطفال لمخاطر الوصول إلى محتوى غير مناسب لأعمارهم كالمحتوى الجنسي أو العنيف أو تقاسم محتوى غير مناسب على الأنترنيت والتعرض بالتالي للإساءة والاعتداء.


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 16/12/2021