في تدخلات ندوة «أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم» بالمحمدية .. كتاب ومفكرون ونقاد يتفاعلون بالنقاش الجدي والمنتج 2/1

في إطار التفاعل الإيجابي مع ما ورد في أرضية ندوة «أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم» التي نظمها يوم السبت 25 فبراير الجاري «الملحق الثقافي» لجريدتنا، والتي عرفت نقاشا خصبا ومداخل متعددة للخروج من نفق الأزمة الحالية، ننشر الجزء الأول من نقاشات الكتاب والمثقفين الحاضرين، رغبة في توسيع دائرة النقاش وفتح آفاق أخرى قد تشكل خارطة طريق وبداية حل

طالع سعود الاطلسي

«دار الفكر » تتجاوز بناية مادية إلى فكرة عميقة في جغرافيا السياسة الثقافية

ثمن الكاتب والصحفي طالع سعود الأطلسي، عاليا، مبادرة الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي بالدعوة الى عقد هذاه الندوة، معتبرا أنها مبادرة هامة للتداول والتفكير بصوت جماعي في واقع ومآلات اتحاد كتاب المغرب ولخلق حالة نقاش في الوسط الاعلامي والثقافي، مشيرا الى أن الملحق له تاريخ حافل في علاقته بمنظمة الكتاب، وهو ما جعل الالتفاف حول هذه المبادرة قويا بعيدا عن أي رغبة في السطو على أجهزة الاتحاد، أو مناقشة شرعيته من عدمها وفي احترام تام لقوانينه. ولفت الأطلسي الى أنه في عز الصراعات السياسية بالبلاد والاختلافات، كانت هذا الاختلافات غير ذات صدى داخل الاتحاد الذي كان يدبرها بشكل ديمقراطي، وهذا مكسب على كل الاعضاء أن يحافظوا عليه.
واعتبر الأطلسي أن ما يحرك الكتاب اليوم هو المستقبل الاتحاد وليس ماضيه، أو ماجرى أو شكل التدبير الذي ساد، داعيا الى مؤتمر استثنائي بدون تقارير مالية أو أدبية وبدون محاسبة، مؤتمر يتجه الى المستقبل. وثمن بالمناسبة أرضية الندوة التي اعتبرها مستوفية لكل تصور للنجاح مستقبلا، سياسيا وثقافيا لأن الوقوف عند المحاسبة سيطيل أمد التعثر، معتبرا أن ما شل الاتحاد وعطل مسيرته هو تخندق كل طرف في موقف معين وتحميل مسؤولية الفشل للطرف الآخر.
إن الجوهري، كما جاء في تدخل الأطلسي، هو أننا نريد اتحاد فاعلا في هذا الوطن الذي تتهدده مخاطر كبرى إضافة الى مشكل الوحدة الترابية، فالمغرب مهدد في وجوده وفي مده الحداثي الديمقراطي والسياسي، وليس مستبعدا أن يتم اختراقه بكل الوسائل لأن التحولات الإيجابية الحاصلة اليوم بالمغرب تزعج الكثيرين ولا تخدم مصالح الجوار الهيمنية.
هذا الوضع اليوم يحتاج فيه المغرب إلى جميع مؤسساته وضمنها اتحاد كتاب المغرب ، قوي وفاعل يقود ديبلوماسية ناعمة.
وبخصوص دار الفكر أشار الاطلسي الى أن الأمر يتجاوز بناية مادية الى فكرة عميقة في جغرافيا السياسة الثقافية للبلاد، فكرة تخرج الاتحاد من مجرد جمعية للكتاب وعقد الندوات الى منارة وطنية ودولية في مجال الثقافة وجامعة لكل الفاعلين في الحقل الثقافي.
خطر آخر لايريد الاطلسي أن يحسب حدوثه على اتحاد كتاب المغرب، وإلا فإنه سيكون مسؤولا أمام التاريخ، ويتعلق بطلب عضوية اتحاد كتاب الكيان الوهمي داخل الاتحاد العام للادباء العرب، والتي ستناقش في مؤتمره القادم في دجنبر، لافتا الى أن مساعي عديدة تتم مع الأمين العام لهذه المنظمة من أجل إرجاع اتحاد الكتاب المغاربة الى هذه المنظمة لوقف هذا الاختراق الذي لو حصل، فسيكون سابقة في تاريخ المنظمات العربية التي لم ينجح الكيان الوهمي في اختراقها.

بنسالم حميش

علينا تجميع
كل التصورات في بنك للمقترحات

دعا الروائي والمفكر بنسالم حميش، إلى تقديم مقترحات عملية لإخراج اتحاد كتاب المغرب من هذه الأزمة التي يعيشها، وشدد حميش في مداخلته، على إنشاء بنك للمقترحات في هذا المجال.
كما شدد على أن يكون المسؤول بمن فيهم الرئيس مؤتمنا، وخاضعا للمحاسبة، مشيرا إلى ضرورة الاتفاق والعودة إلى القيم والمبادئ المؤسسة لاتحاد كتاب المغرب.
وأثار بنسالم حميش مسألة اللغات وما تطرحه اليوم من تحديات ،وفي هذا الصدد، دعا إلى الانفتاح على اللغات الأخرى خاصة اللغة الانجليزية ،مضيفا أن الكل اليوم يتخلى عن اللغة الفرنسية، والتي تتراجع اليوم لصالح اللغة الانجليزية، معرجا في مداخلته على ضرورة تشخيص العوائق والإساءات التي ألحقها البعض،ودمروا اتحاد كتاب المغرب حسب وصفه.
وشدد بنسالم حميش على أن القيم الثقافية الوطنية والقومية،لم تعد حاضرة اليوم، داعيا اتحاد كتاب المغرب لأن يهتم بهذه القضايا، وتكون حاضرة، ولديه مواقف بشأنها.
دافع حميش في إطار الديبلوماسية الثقافية على تقوية العلاقة في هذا المجال مع تركيا، لأنها دولة وازنة، وستكون الاستفادة من ذلك أكثر وأقوى من العلاقة مع فرنسا وأوروبا.

زهور كرام

على الاتحاد طرح مشاريع جديدة تتماشى وطبيعة تحولات اليومي

أبدت الأكاديمية والروائية زهور كرام، مساندتها لمبادرة الملحق معبرة عن تقاسمها للكثير مما جاء في أرضية الندوة والنقاشات التفاعلية . وأكدت كرام أنها تابعت هذا المسار المتعثر منذ المؤتمر 18 للاتحاد، بسؤال شكل هاجسا لها يتعلق بطبيعة الاصطدام الذي وقع في المشاريع بين الأطراف ، لكنها خلصت في الاخير الى أن الأمر لا يتعلق بمشاريع بقدر ما يرتبط بصراعات شخصية.
اليوم، تقول كرام، جرت مياه كثيرة تحت جسر الثقافة وتدخلت وسائط أخرى في هذا المجال، وهو مايدفع الى القول بضرورة تغيير التفكير تبعا لتغير الوسائط لأن كل تفكير لا يستحضر العامل الرقمي سيكون متخلفا عن الواقع وكلما تأخرنا في الانخراط في الحامل الرقمي تخلفنا بسرعة الى الوراء. هذا الانخراط، ترى كرام، يجب أن يتم بسرعة واعية ووظيفية وتفاعلية مع القضايا والإشكالات الثقافية الراهنة وإلا سنعيش خللا، وهو ما حدث اليوم لاتحاد كتاب المغرب بتجميد عضويته داخل الاتحاد العام للأدباء العرب. فالاختراقات كانت دائما موجودة ويجب مناقتشها في إطار التحديات التي تطرحها التحولات الرقمية، ودمقرطة الشبكة العنكبوتية أمام الافراد منذ 2006 بالمغرب، وبالتالي لا ينبغي أن نستهلك نفس طرق التفكير التي أصبحت متجاوزة.
اليوم، كما ترى كرام، المطلوب من الاتحاد لعب أدوار كثيرة وأهمها المرافعة السياسية والاقتصادية (اقتصاد المعرفة) لأن فلسفة العصر الرقمي تتلخلص في الإدراكات الناتجة عن استعمال الأدوات الرقمية، والثقافة كطريقة في إنتاج المعرفة تغيرت وزمن الاقامة في الافتراضي يؤدي الى تغيير هذه الإدراكات.
وعن مستقبل الاتحاد، ترى كرام أنه علينا التفكير اليوم في اتحاد المستقبل وفي أدواره وفي مفهوم الكتابة في الافتراضي والواقعي ، حيث يجب على الاتحاد طرح مشاريع جديدة تتماشى وطبيعة تحولات اليومي.، وعليه أيضا تقديم مشروع قوي حول التحديات الراهنة ومنها تقرير التنمية المستدامة (2015-2030 )وضمنه النموذج التنموي الجديد الذي جعل الثقافة رافعة للتنمية، واذا لم تستحضر الثقافة كآلية لتنزيل معايير النموذج التنموي فستفشل جميع المشاريع، وهذا العمل مطلوب اليوم بشكل مستعجل القيام به.

 

عزالدين العلام

رهانات الاتحاد اليوم غير رهانات السبعينيات والثمانينيات

دعا الأكاديمي والباحث في العلوم السياسية عزالدين العلام، في تدخله، إلى إيجاد ما أسماه بالتخريجية القانونية لتجاوز الأزمة التي يتخبط فيها اتحاد كتاب المغرب منذ سنوات. هذه التخريجة، يقول عزالدين العلام ، تبقى مرتبطة بالإجابة عن سؤال الأدوار الجديدة الموكولة لاتحاد كتاب المغرب، في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم مقارنة مع مرحلة السبعينيات والثمانينيات، سواء وطنيا أو دوليا.
وكشف عزالدين العلام، أن التقنيات اليوم هي المهيمنة، مما يطرح سؤالا كبيرا على دور المثقف، مشددا على ضرورة الاستعانة بهذه التقنيات من أجل مقاومة هذا المد التقنوي والاقتصادي ،الذي جعل أيضا التربية والتعليم عبارة عن كفاءات مهنية على حساب كفاءات وجودية، مستشهدا في هذا الإطار بما تعيشه الجامعة المغربية على سبيل المثال، مضيفا أن دور الاتحاد اليوم هو كذلك الدفاع عن الأدب والفلسفة والفكر النقدي المولد للأسئلة والمحرض على التفكير.

محمد عرش

ما يحدث يعمق جراح كل من واكبوا الاتحاد منذ نشأته

لفت الناقد والشاعر محمد عرش في تدخله الى أن المستجدات الجديدة التي يعيشها اتحاد كتاب المغرب والتي ظل يراقبها في صمت، لم يعد مجديا اليوم السكوت عنها لأن ( الأمر وصل إلى العظم ) .فكل ما يعيشه اتحاد كتاب المغرب الآن من أزمة ، حسب عرش، يعمق جراح كل من واكبوا الاتحاد منذ نشأته وإلى الآن .
وأشار عرش الى أنه بالعودة إلى التقرير الأدبي لاتحاد كتاب المغرب في 2018 فقد أصر على تنظيم المناظرة الوطنية حول الثقافة المغربية ، بما أسفرت عن ورشاتها 13 من نتائج وتوصيات مهمة وإحياء اتحاد الكتاب المغاربيين ، واستضافة المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وفعاليات موازية وعلى رأسها ندوة تنظيمية عربية كبرى حول تجديد الخطاب إلى جانب مهرجان المتوسطي، متسائلا عما تحقق من هذه المناظرة الآن، لافتا الى أن كل ما اقترح ذهب أدراج الرياح .
واعتبر عرش مشكل اتحاد كتاب المغرب، يكمن في تغيير مفهوم المثقف العضوي، ولذا عليه أن يواكب التطوارات التي يعرفها العالم وأن يحرص على قيم الحوار والاختلاف المغيبة بين الكتاب .
واقترح عرش أن يعود الاتحاد الى ساحة الفعل الثقافي بعد حل أزمته قويا ليساير التطورات ، مع الحرص على تكوين المثقفين وعدم قطع الصلة مع الفروع.

 

وداد بنموسى

 

الأخوات العزيزات، الإخوة الأعزاء

تحية طيبة لكم جميعا

 

أقدم لكم اعتذاري لعدم حضوري بينكم نظرا لتواجدي بعيدا عن مقر انعقاد لقائكم الذي أتمنى أن يسفر عن مخرجات تساهم في تجاوز منظمتنا لهذا النفق، وتخطي هذه العقبات حتى يستعيد اتحاد كتاب المغرب قوته ومكتسابه الاعتبارية الرفيعة التي  راكمت حصيلة غنية عبر تاريخه الزاخر بالمحطات، والتي شهدت انخراطه في الشأن الثقافي والمجتمعي بشكل طليعي، وهو ما يضع على عاتقنا جميعا مسؤولية صون هذا التاريخ وحماية هذا البيت الثقافي بتخطي الخلافات الجانبية ونلتف حول هدف واحد يجمعنا جميعا ألا وهو وحدة اتحاد كتاب المغرب

 

 

 


بتاريخ : 28/02/2023