في دورته الخامسة و العشرين.. أفلام مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط بتاء التأنيث..

تتميز الدورة الخامسة و العشرون من مهرجان تطوان لسينما البحر الابيض المتوسط ببرمجة فيلمية متنوعة وراءها بصمات مخرجين أغلبهم يخوضون تجاربهم السينمائية الأولى أو الثانية…. في مشوارهم الفني في عالم الفن السابع..
و تطبع برمجة هاته السنة ثنائية – قد تكون عفوية أو مقصودة- على مستوى توقيعات الأفلام المختارة في المسابقتين الرسميتين، ذلك أن الأفلام الروائية الطويلة وقع على أغلبها مخرجون رجال، فيما الأفلام الوثائقية كانت جلها من «صنع» مخرجات..، فمن بين 12 فيلما روائيا طويلا في المنافسة توجد ثلاثة أفلام وراءها نساء مخرجات فقط، واحدة منهن أخرجت فيلما بشراكة مع مخرج، وهو فيلم التركي –الفرنسي «سيبل» (sibel) من إخراج غساكلا زنسرسي وغيوم جيوفاني، وعلى النقيض من ذلك فمن بين 11 فيلما وثائقيا مشاركا في المسابقة الرسمية توجد ستة أفلام خلفها ست نساء مخرجات، واحدة أنجزت فيلمها مع مخرج، وهو الفيلم الوثائقي الإسباني الامريكي « صمت الاخرين « للمخرجين ألمودينا كاراسيدو وروبير بهار، بينما الخمسة الافلام المتبقية من توقيع مخرجين..
ويظهر من هاته الإحصائية البسيطة أن اللمسة النسوية حاضرة بقوة في هاته الدورة ، خاصة على مستوى الفيلم الوثائقي، الذي يستأثر يوما بعد يوم باهتمام عشاق الفن السابع في اي مكان وفي أي مهرجان.. ، باعتبار أنه اضحى إبداعا قائم الذات، له خصوصياته و قواعدة المهنية التي لا محيد عنها ، يستهدف  توثيق بعض جوانب الواقع بعيدًا عن الخيال، بالإضافة إلى أنه يعد من مصادر التعليم الأساسية، عبر الصورة و الصوت.. .. كما هي حاضرة في اهتمامات هاته الدورة بتخصيص ندوة حول « السينما المتوسطية بصيغة المؤنت».. وعلى ضوء ذلك حضرت البرمجة الفيلمية أول أمس الثلاثاء كما الأربعاء بصيغة تأء التأنيت على المستويين، الفيلم الروائي و وب النسبة اكثر على المستوى الوثائقي
من بينها « سيبل» ( 2018- 95 دقيقة) للمخرجين كيوم جيوفانيتي وكاكلا زنسيرسي، بطولة داملا سونماز واركان كولتشاك كوستنديل كان أول عرض الثلاثاء الروائية الطويلة، ويستعرض مطاردة سيبل، المرأة القروية البكماء التي تعيش في جبال البحر الأسود في تركيا، ذئبا كبيرا شرسا يحمل نفس الاسم (Sibel) وكانت سيبل على وشك قتل الذئب حين وجدت ذئبا من نوع مختلف للتواصل معه . ويُعد «سيبل» هو نسخة من « لا لوبا «، الذئبة التي جسدتها الكاتبة كلاريسا بنكولا إيستس في كتابها النسائي الشهير المناصر لحقوق المرأة « نساء يركضن مع الذئاب: أساطير و قصص عن نموذج المرأة الوحشية «. وقد رُشح هذا الفيلم لجائزة الفهد الذهبي في مهرجان لوكارنو السينمائي العام الماضي، وفاز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين..
بينما « التقارير حول سارة و سليم» الفيلم الفلسطيني ( 2018 -108 دقيقة) للمخرج مؤيد عليان.. كان فيلم الاختتام اليومي في هذا الصنف المنافسة، وهو شريط يستند إلى دراما قوية «تزاوج» بين الإنساني والسياسي.. ، و يبدو أن المخرج مؤيد عليان، بمعية أبطاله ميساء عبد الهادي وأديب الصفدي وكامل الباشا ..، يحاول أن يقدم في هذا الفيلم، الذي أثار جدالا كبيرا ، ولازال بين متتبعيه، سينما فلسطينية مختلفة عن الشكل الذي عرف عنها..، طرح فيها تيمات الحب و الخيانة و المخابرات الإسرائيلية.. تجري أحداثها في القدس المحتلة.. ، وتروي قصة حب عاصفة خارج إطار الزواج، ولأن الممنوع مرغوب يدخل البطلان في سياق لعبة خطيرة. وقد اثار عرضه في تظاهرات سينمائية عاصفة من النقد والنقد المضاد، ورفعت في وجه صناعه تهمة التطبيع..
وعلى مستوى الوثائقي فقد تم عرض أولا شريط « بمشي وبعدّ» ( 2018- 86 دقيقة) للمخرجة اللبنانية سينتيا شقير، الذي اقيم عرضه الأول في مهرجان روتردام، ويتناول قضية اللاجئين في جزيرة لسبوس اليونانية، من خلال مهرجين، كانوا يحيون مهرجاناً للترفيه عن أطفال هؤلاء اللاجئين. وتستعيد المخرجة من خلال فيلمها الماضي اذ أن عائلتها كانت قد طلبت الأمان في اليونان خلال الحرب اللبنانية.
ثم ثانيا واخيرا الوثائقي اليوناني « لن نبيع مستقبنا « ( 2018 – 52 دقيقة ) للمخرج فيليساروبولونيكي، ويرصد فيه المخرج حياة مراهقتين ، دميترا و غاريفاليا، تعيشان في شمال اليونان في منطقة شالسيك. يهدد مشروع منجم ذهب في الهواء الطلق ، الذي ستطلقه شركة كندية منطقتها بكارثة بيئية مدمرة، مما سيقذف بهما في عالم الراشدين. انخرطا في النضال و في قلب الأزمة ببراءة وإصرار من أجل الدفاع عن مستقبلهما..


الكاتب : جمال الملحاني

  

بتاريخ : 29/03/2019