في ذكرى أربعينية ادريس الخوري.. قس المقالة وخوري القصة

 

وحدك با دريس تستحق أن تخلد

قليلة هي عبارات العزاء في حقك.. كم يكفينا يا با دريس منها لنعبر عن هول فجيعتنا وفقداننا ورزئنا الجلل بعدك..
أنت با دريس.. أب للجميع.. أب للقصة والمقالة.. وأب المهمشين من خلالهما.. أنت الذي نذرت عمرك لمحاكاة أنينهم والسخرية من الأقدار التي جعلت منهم بؤساء مقهورين.. أنت الذي كنت كل ذاك.. ورحلت في غفلة منا حتى أنك لم تسعفنا لقول شكرا لك وفي حضرتك.. شكرا لأنك كنت بيننا ولم ننتبه لشكرك.. شكرا لأنه فاتنا أن نعترف بك ولك.. شكرا لأنك كنت ذلك الرجل الذي عشته…
كعادتها، التي دأبت عليها في تكريم المثقفين والمبدعين، نظمت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مساء يوم السبت26 مارس الجاري، بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب، لقاء تكريميا بمناسبة ذكرى أربعينية الكاتب المغربي الكبير ادريس الخوري.. وفاء وعرفانا بما قدمه الرجل من عطاء وإبداع امتد لعقود خلت.. بين القصة والصحافة وما بينهما…
وقد استهل اللقاء التأبيني بتلاوة الفاتحة ترحما على روح الفقيد.. ثم تلا ذلك عرض مجموعة من الصور التي تؤرخ لمراحل عمرية ومهنية وإبداعية مختلفة ابتدأت ببادريس اليافع إلى بادريس القاص والصحفي والمبدع والواقف على نفس المسافة من كل هذه الأجناس الكبرى الفنية والإبداعية.
ثم عرضت المكتبة الوطنية بعد ذلك، روبورتاجا مصورا للقناة الثانية، الذي يعرض بدوره لمسارات الرجل المختلفة والمتعددة بين عوالم السرد والصحافة.. وقد ظهر في الروبورتاج بادريس وهو يحكي عن تجربته في تصوير الذات/ الآخر/ المجتمع، من خلال زواياه القصصية المفتوحة والمواربة معا.. فالكتابة لديه كما قال بلسانه «جسر رائع وشاسع نحو الخيال والرؤى والواقع في نفس الآن».

المكتبة الوطنية.. اعتراف وعرفان مؤسساتي

إن المكتبة الوطنية للمملكة المغربية كمؤسسة من المؤسسات التي تعنى بالشأن الثقافي بالوطن لم تقف عند حدود الإعداد المادي أو اللوجيستي لهذا اللقاء الإنساني الباذخ بمعية اتحاد كتاب المغرب، بل تعدت ذلك إلى المشاركة في أشغال هذه الذكرى بكلمة مؤثرة لمديرها الدكتور محمد الفران، الذي عبر عن عرفان المؤسسة بنجم هوى من سماء الإبداع بعد رحيل المحمدين زفزاف وشكري.. رفيقي الراحل في درب السرد الطويل.
وقد عدد د. الفران مناقب الفقيد، حيث وصفه بأنه صاحب سيرة عطرة وروح نقية وميراث كبير من الإبداع والخلق الرفيع، وأن العطاء في الحياة سر من أسرار الخلود، وهو سر عرفناه في بادريس.. وفاء لرجل يعز علينا فراقه في وقت نحتاج فيه رجالا صادقين مع أنفسهم أولا ومع الآخرين ثانيا.
كما أكد د. الفران، كذلك، على التزام بادريس اللا متناهي، فهو ملتزم بإنسانيته وعصاميته، وأنه حمل أمانة الكتابة باقتدار وإخلاص كبير، بقيم قل نظيرها في هذا الزمان المختلف..وقد خلص د. الفران إلى أنه مهما كتبنا من عبارات الرثاء ومهما دبجنا من ملفوظات الحزن التي تعكس رزأنا الفادح فلن نوفي الرجل حقه، ورغم أن الموت هو الحقيقة الوحيدة الثابتة إلا أن بادريس سيبقى حيا في قلوبنا حاضرا بأعماله حيا في دروب الرباط التي احتضنته بمزاجه ومزاحه ..
طوبى لك بادريس عاشقا للشغب والدعابة والمرح الطفولي معا…

عبد الرحيم العلام.. بادريس غصة في القلب والحلق

لم يتمالك الدكتور عبد الرحيم العلام نفسه وهو صديق الراحل ورئيس اتحاد كتاب المغرب، الذي غلبه الحزن والشجن فاستوطنت وراء نبرات صوته بحة تكاد تخنق أنفاسه، هي بحة الشوق والألم لفقدان كاتب وصديق لن يتكرر مرتين…
فبادريس ترك حسب د. العلام، غصة أبدية وفراقا إنسانيا كبيرا.. فهو الذي علمنا أن نعيش الحياة كما فاته أن يعلمنا كيف نعيشها بعد رحيله.. منتقلا إلى سرد مساره من خلال حوار أجراه العلام سابقا مع بادريس سنة 2012 بركن وجها لوجه في مجلة العربي الكويتية والتي صرح فيها الراحل بأنه ابتدأ بالخاطرة قبل أن يلتحق بالشعر الحر نظرا لتأثره الشديد بكتاب وشعراء المهجر الذين استفزوا دهشة الشاعر الذي كانه بادريس والذي كان يتابعهم بنهم شديد بأعداد مجلة الأديب اللبنانية في أواخر خمسينيات القرن الماضي.
لكن سرعان ما انتقل با دريس حسب د. العلام، إلى كتابة المقالة الأسبوعية بجريدة العلم التي احتضنت أولى خربشاته، رغم أنه واظب عليها إلا أن القصة اقتنصته قنصا واختارته رغما عنه نظرا لقدرته الهائلة على دقة الوصف، دون أن يغلب أحداهما عن الأخرى، عكس الرواية التي لم تغره يوما لأنه وجد في القصة ضالته وملاذه الآمن باعتبارها لقطة مهمة من الحياة ومقتنصة منها بدقة شديدة.
ويؤكد د. العلام، أن بادريس طلق كلا من الخاطرة والشعر من البداية ليعتنق القصة والمقالة وأن يرتبط بهما ارتباطا كاثوليكيا معا رغم أن الكاثوليك يجرمون التعدد.
وقد ظل بادريس وفيا لذلك الرجل الذي ساره منذ طفولته والذي ظل صامدا أمام كماشة الأزمنة والأمكنة لأن الحياة هي مدرسة الخوري الدائمة، كيف لا وهو الذي أعاد ترتيب الواقع والكلمات في علاقة بالذاكرة المكتنزة بقضايا الشعب والهامش بكل تشكيل وانتشاء.
ويضيف د. العلام في حق الراحل بادريس الذي وضع أبوته لنا جميعا ووهبها لكل محبيه الذين وجدوا فيه أباهم المفترض، الغائب، واللاموجود…
إن تجربتي بادريس القصصية والصحفية، تضعنا أمام عالم جميل ومختلف سنظل نستظل به وبرحابته في أحلامنا ويقظتنا بسخريته الوصفية المعهودة بالنظر لكونها تجربة رائعة من خلال تأمل ذاتي ومعرفي بعيد وممتد في الواقع وفي المحسوس.

بادريس.. صديق أبنائه وابن كبير لعائلته

بدوره، أدلى ابن الراحل ادريس الخوري، الشاب يوسف بشكره العميق لكل من قدم التعازي في رحيل والده الذي وصفه بالإنسان الاستثنائي الذي لم يكن أبا بالنسبة إليه فقط، بل كان صديقا حقيقيا رغم أنه كان سريع الغضب والرضا معه فإنه كان عاشقا للحياة مقبلا عليها بقلب مفتوح.
ويصعب حديث الابن عن أبيه، دون أن تختلط عليه المشاعر، واصفا إياه بصاحب السهل الممتنع، المتفرد في اللغة والحياة، رحل بغتة قبل أن ينشر»قفطان ربى» وهو آخر نص للرجل، عن الحفيدة التي فرح لفرحها وحزن لبكائها…

شهادات مؤثرة
في حق بادريس من عمان واليمن وواشنطن

من المؤكد جدا أن لبادريس صدى هنا وهناك أو شرق المتوسط بحسب تعبير منيف، وهذا ما أكده جميع ضيوف الأربعينية، في شهادات معبرة اثنتين مسجلتين وأخرى ثالثة مباشرة. حيث بعث الشاعر والناقد سيف الرحبي مدير مجلة نزوى الثقافية، والتي تصدر من مسقط، معددا بدوره مناقب الراحل، وواصفا إياه بأنه ظاهرة متفردة بنسج مشترك مع كل من زفزاف وشكري، فهو ظاهرة أدبية فريدة مختلفة،.. لأن الثلاثة، قد شكلوا معا قطب المعاناة وثقافة المعيش المضني التي تخترق نسيج إبداعهم كتيمة وكهاجس محوري في كتاباتهم كما حيواتهم.
عرض الشاعر سيف الرحبي لذكرياته مع الفقيد التي تخرجنا من إطار المؤلم والحزين إلى رحاب النكتة والسخرية من العالم وما آل إليه وضع العرب عموما.
قدم الإعلامي المغربي محمد العلمي المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي تربطه علاقة صداقة قوية بالفقيد، شهادة مختلفة في حق بادريس، فهو ترك لأهل الاختصاص نقاش أعماله وانزوى إلى الحديث عن بادريس الإنسان الذي اتسم بالبراءة، بحيث كان برأيه، طفلا في حبه للناس.. لم يحمل ضغينة لأحد رغم ظاهر سرعة غضبه، لكنه كان ابنا للشعب بكل ما في الكلمة من معنى ومن بساطة وعمق.. وفيا لطبقاته الشعبية، فهو لا يجد نفسه إلا في تلك الفضاءات التي عاش فيها وبين تلك الوجوه التي ألفها.
كانت تغمره سعادة عارمة بحسب الإعلامي العلمي، حينما يخرج من الفضاءات المصنفة والنكيفة والرسمية حتى يستعيد إشراقه وبهاءه.. كان يحب الناس العاديين الذين وجد دوما معهم تجاوبا روحيا دون استئذان مسبق.. كما كانت له قدرة خارقة على خلق النكتة من اللاشيء.. لتملكه سرعة الإجابة والبديهة.. فعلا إنه أكبر من أن ينسى أو يطويه الزمن في رفوف النسيان.
في نفس السياق، قدم سفير دولة اليمن الشقيق عز الدين سعيد، شهادته في حق الراحل، الذي لفته اسمه للوهلة الأولى، ذلك الخوري الذي علق في الذهن منذ أول طلقة سردية…
مؤكدا أن أسماء الخوري وزفزاف وشكري، صنعت جسرا حقيقيا للتواصل بين طرفي الأمة أو قوسيها بحسب تعبير السفير، وهي أسماء ردمت الفجوة وحلقت عاليا في سماء السرد مكسرة احتكارية عواصم الشرق بيروت دمشق القاهرة للإبداع، معيدة النصاب لمكانه الطبيعي، وفارضة لنهجها السردي بقوة، متسائلا: هل مثل ادريس يموت؟
با ادريس أنت صخبنا الجميل
أنت الهامش الأصل في المتن الذي لن يسقط أبدا من رصيف الذاكرة..

نجيب العوفي.. ادريس الخوري سمة أسلوبية مميزة

عبر الناقد نجيب العوفي عن اسم ادريس الخوري الذي ملأ مشهدنا الصحفي والأدبي لأكثر من ستة عقود بلغة غامزة لامزة أضحت حسب تعبير العوفي، سمة أسلوبية مميزة وملازمة لقلمه السيال.. لغة ساخنة رشيقة يتلقاها القارئ كالبهار.. من ثم كان حضوره وعبوره أشبه بعاصفة حركت مياه السرد الراكدة، لأن له قيمة أدبية اعتبارية نقشها بعصاميته الفذة والمنفردة.
اسم الخوري.. حسب الناقد العوفي، اسم شامي له دلالات متعددة مرتبطة برتبة ومكانة بالكنيسة، كأنه يقدم نفسه قديسا للعنة الكتابة، حيث كان يوقع مقالاته في البدايات باسم ادريس الخوري في طلائع الستينيات… مسكون ومغمور بالقراءات الأدبية المشرقية التي استنسخ منها اسما قصصيا لازمه طيلة حياته.
وعودة إلى مذكراته الأولى التي كان ينشرها تحت عنوان «مذكرات تحت الشمس» بجريدة العلم حينها، يذكر أن عبد الكريم غلاب قد نقل إليه عتابا من علال الفاسي الذي استهجن اسم الخوري لما له من دلالات دينية مسيحية دخيلة على أسمائنا وألقابنا.
ويعتبر ادريس الخوري، إضافة إلى المحمدين «زفزاف وشكري» من أوائل الكتاب المغاربة الذين فتحوا كوة ضوء في الكتابة السردية بالمغرب، وأن الخوري خريج نفسه وجامعته التي صنعها لنفسه دون أن يلج مدرجاتها أو أن يناقش بحلقياتها أو أن يدخن في مقاصفها.
هو بحق حك بظفره جلده واختار بحرية وأريحية كلا من أساتذته وخلانه وأفكاره..
هو كذلك باخوسي الهوى، ضاحك ساخر حسب الكوميديا البشرية بلغة بالزاك، لكنه في العمق والطوية، شاعر عميق وحزين.. إنه جريح وجارح في نفس الآن… كان يلعق جراحه في صمت.. بأنفة مغربية تنضح من نصوصه وقصصه كما تنضح من سلوكه وعوائده.
بادريس أسمى تجليات تامغربيت.. حتى كان وفيا لسيجارة كازا سبور التي يتبرأ منها كل المدخنون البرجوازيون منهم والفقراء.

حسن بحراوي.. مسافات ممتدة للحديث عن بادريس

إن الحديث عن بادريس يحتاج لمسافات طويلة وممتدة، تجمع جميعها على تجربته الصحفية والقصصية التي خاضها بكثير من الإصرار، فالأمر يتعلق بحسب الناقد حسن بحراوي، بعصامية مطلقة لبادريس القادم من كيسر بتخوم الشاوية ثم حل بدرب غلف لكي يتم دراسته الابتدائية والإعدادية.
وقد نشأت علاقة بادريس بالأدب والثقافة بتلاوة لبنان التي كانت تنوب عن القراءة المغربية التي لم تكن موجودة حينذاك، حيث تأثر كما أسلفنا باتجاه شعراء وكتاب المهجر الذين شرب من معينهم حتى رغب في أن يصبح شاعرا مثلهم لولا لعنة كتابة القصة التي سرقت منه ذلك الأمل الصغير.
كان يحضر بالدار البيضاء كل اللقاءات الشعرية والثقافية أواخر الخمسينيات حيث كان قارئا وفيا لمجلتي المشاهد والأطلس، كما ساعده عمله كمكتبي هناك في التهام الكتب ما ولد لديه قدرة هائلة على وصف الأمكنة بدقة لا متناهية.
وكانت مدينة الرباط تلك المنطقة الملتبسة في تفجير إبداعاته على مستوى التشكيل والنقد المسرحي التي تشهد عليها مقالاته بجريدتي المحرر ثم الاتحاد الاشتراكي التي ظل وفيا لها حتى تقاعده وما تلاه.
نجح ادريس الخوري حسب الناقد حسن بحراوي، في نقل مواضيع القصة مما هو فني وحالم وخيالي إلى زاوية اليومي والمعيشي في المجتمع المغربي، حيث كان أول من عرفنا على البار بأدق تفاصيله والمقاهي الشعبية التي كان ينقل من خلال مجالسهما معاناة الشباب المغربي الذي يرتاد هذه الفضاءات الهامشية.. حتى كان يسخر منها ومن كل شيء، ويقيم كتابته كلها على السخرية السوداء بلغة وسطى وهي مزيج حسب د. بحراوي من اللغة المقعرة واللغة العامية التي يوظف كلماتها داخل نصوصه العربية دون أن نصطدم بغرابتها.. حتى كان يقرأ له الجميع من النخبة إلى العامة من الناس، كان الكل يقرأ له والكل يشهد بميلاد ومسار قاص لا يشبه غيره أبدا.
حق لنا أن نقول إن الخوري قد أسس مع شكري وزفزاف، وآخرين لأدب مغربي جديد مرتبط بحياتنا اليومية مسكون بقضاياها وملم بتفاصيلها.

الشاعر محمود عبد الغني.. بادريس زمالة فرفاقية

من جانبه، أكد الشاعر والناقد محمود عبد الغني، رفيق الراحل وزميله سابقا في جريدة الاتحاد الاشتراكي، أن فكرة الموت تجربة جذابة جدا، فنحن حين نموت نعرف كل شيء.. نعرف من يحبنا ومن يكرهنا ومن سيحس بالخسارة بعدنا وعند غيابنا الأبدي الطويل.. لقد حزن الجميع لرحيل بادريس ومن كل الأجيال المتعاقبة، لفقدان رجل لن يكرره الوجود.
وقد أسر الشاعر عبد الغني لحضور هذا اليوم الاستثنائي، بسر من أسرار بادريس، الذي طلق الرواية قبل البناء، وأن له محاولة روائية سابقة اسمها الجمجمة، لكنه عدل عن فكرة كتابتها لأنها بحسب بادريس، تحتاج إلى وقت طويل وعمل مركب، لذلك فضل الوفاء للقصة متنصلا من قيود الرواية التي تفرض عليك قيودها وطقوسها. لهذا، اعتبر بادريس أن القصة فن وأن الصحافة وسيلة للتواصل وليست إلا فاصلا بينهما رغم أنه مارسهما معا في نفس التوقيت، وأن القصة لديه وصفة جاهزة تطبع كتاباته بالواقعية وأنها تجمع حسب رأيه، بين الإنسان والوجود دون التخلي عن الحلم.
كل هذه الإضاءات وتلك، تخبرنا بأننا فقدنا صحفيا وقاصا ومبدعا أكبر من أن يطويه النسيان وأننا أمام إرث إبداعي يحتاج إلى إعادة القراءة والتمحيص لعل القراءات المستقبلية ربما، قد تشي بالكثير مما لم يكتبه السابقون عن ادريس الخوري.
هل نحتاج لأن نموت حتى يعترف بنا ولنا الآخرون.. لماذا لا نخبرهم وهم أحياء بحبنا وتقديرنا وأن ما يقدموه سيظل ملهما لكل الأجيال اللاحقة التي عاصرتنا أم لم تعاصرنا.. رحم الله الفقيد قس لعنة الكتابة وبابا القصة بدون منازع.. وحده بادريس… يستحق أن يخلد.


الكاتب : أيمان الرازي

  

بتاريخ : 28/03/2022