في ذكرى رحيل الشاعر اﻷصيل وأحد أعمدة الزجل الغنائي.. علي الحداني

 

يعد الزجال الغنائي الراحل علي الحداني، الذي حلت ذكرى رحيله 11، إحدى الركائز اﻷساسية  والفاعلة في مساراﻷغنية المغربية، خاصة خلال عقد السبعينيات من القرن الماضي، حين كانت تعيش أزهى فتراتها، ورغم ذلك كانت الحاجة ملحة ﻹنتاج أعمال غنائية  نوعية.
ويعد الحداني من بين أكبر الزجالين المنتجين للشعر المغنى إلى جانب أحمد الطيب لعلج، فتح الله لمغاري، حسن المفتي، حمادي التونسي، الطاهر سباطة، عبد الرحمن العلمي، المهدي زريوح وآخرين..
كتابات الحداني كانت تلامس هموم وقضايا اﻹنسان المغربي، على جميع اﻷصعدة، وخاصة الجانب  اﻹجتماعي، ساهم بواسطتها في صنع تألق اﻷغنية  المغربية، وكانت بمثابة رسالة، وكانت قريبة من نبض المجتمع، كتب في جميع  ظروف وأشكال اﻷغنية، أعماله كان لها سر خاص، كانت تنبع من العمق ومن الفؤاد، تفاعل معها الملحن والمطرب الذي يؤديها والمتلقي، أشعاره تنفذ بسرعة وتلقائية إلى اﻷعماق، كان شاعرا كبيرا، يكتب قصائده لحسابه الخاص ولا يكتب تحت الطلب، يكتب بصوته وو   جدانه، يبذل مجهودات مضنية كي يجد كلمات لائقة، أثرى رصيد اﻷغنية المغربية ، قصائده كان لها عمق وقوة، وكان من بين أعظم مبدعي الكلمات  الغنائية.
المعروف أن مجموعة من كتاب الشعر الغنائي الزجلي كانوا في البداية ممثلين خاصة في الميدان المسرحي، كاﻷساتدة أحمد الطيب لعلج، عبدالسلام العمراني، صاحب رائعة سولت عليك العود والناي التي أداها إسماعيل أحمد، حمادي التونسي..
الراحل الحداني،كذلك، كان مستهل مشواره بالمسرح، حيث كان في مطلع اﻹستقلال يعطي الدروس  للشباب في هدا المجال بمدينة فاس، (فن اﻹلقاء، الديكور، الملابس..) واشتغل كممثل بالمسرح  العمالي مع الطيب الصديقي سنة 1957، وعمره 21 سنة، في تلك الفترة اﻹنتقالية بين عهدي  الحماية واﻹستقلال،وإضافة إلى أنه كان مسرحيا كبيرا، كذلك كان فنانا تشكيليا (الرسم) كما كانت له دراية كبيرة بالموسيقى.
في الميدان الغنائي تعامل مع العديد من المطربين وخاصة الرواد، أذكر من بينهم محمد من الحياني وعبد الهادي بلخياط، ومجموعة ملحنين، فبالنسبة للأول غنى له رائعة بارد وسخون (أغنية موسم 1972) التي لحنها حسن القدميري، كما أدى له قطع، ياك الجرح برا، أنا حر، يادموعي أغلى ماعندي.. وبالنسبة لبلخياط، نذكرعلى سبيل المثال، راحة الروح من تلحين عبد القادر الراشدي، الصبر تقاضى، كن على بال، عوام، الله يهديك، يابنت الناس التي لحنها عبد القادر وهبي، دمعة  لفراق،  عبد الرفيق الشنكيطي، ماتاقشي بيا، حسن القدميري، قطار الحياة، عبدالرحيم السقاط،.. وهذا مطلع قطعة الله يهديك
– كيف  يدير أسيدي  اللي  قلبه  كيبغيك
وليله  ونهارو أسيدي  سهران  يفكر فيك
حارث  بيا لدهان ما عرفت نعيش  بلا بك
أنت  قمر  وأنا  بشر  واجا  ماوصلني  ليك، ،،،،
رحل علي الحداني إلى دار البقاء يوم اﻷربعاء 28 نونبر 2007، وعمره 71 سنة. رحمه لله.


الكاتب :  أورارى علي

  

بتاريخ : 31/12/2018