في ذكرى ميلاد فنان السينما الفارس أحمد مظهر

 

في مثل هذا اليوم 8 أكتوبر من عام 1917، رأى النور بحي العباسية أحمد مظهر، شخصية ستعيش بعد ذلك في كنف الحياة بعشق حافل للفن وولع شديد برياضة الفروسية لا يقاوم، حتى اشتهر بين زملائه بأخلاق الفرسان والأمراء. ويسجل المهتمون بتاريخ وحياة الفارس والفنان أحمد مظهر المتعدد المواهب صداقاته النبيلة مع عدد من النخب في مختلف المجالات، وعلى نحو خاص صداقته القوية مع الروائي العالمي نجيب محفوظ بداية من سنة 1943، الذي قال عنه أحمد مظهر»هو صديقي الأول ولا يعلو عليه أحد في قلبي».
وشكلت علاقتهما، مظهر ومحفوظ، مع عدد من عمالقة الأدب والفن مجموعة أصدقاء أطلقوا على أنفسهم شلة «الحرافيش»ومنهم: مصطفى محمود وصلاح جاهين وتوفيق صالح وعادل كامل، وغيرهم، ولم يكن صاحب ومبدع هذا اللقب سوى أحمد مظهر»نفسه» وامتدت علاقاته واتسعت دائرة صداقاته لتشمل عددا من رموز الموسيقى والأدب والجيش المصري» واعتادت شلة الحرافيش أن تجتمع دائما بمقهى الفيشاوي بالحسين، ومقهى على بابا.
ولعل الباحث في تقلبات حياة هذا الفنان النبيل سيصدم بعدد من المواقف الصعبة والحرجة ومنها ما نشرته «اليوم السابع» المصرية حين نسى أحمد مظهر مسدسه الميري وبه طلقات رصاص حية، وجاء صديقه ليلعب مع ابنه، فأخذ ابنه السلاح وأطلق عدة طلقات على صديق الفنان أحمد مظهر ما أدى لوفاته في الحال.» وفي نفس المصدر نجد «تعرض الفنان الكبير لأزمة نفسية كبيرة في نهاية حياته عندما تم اقتصاص نصف الفيلا الخاصة به والتي يعيش فيها مع أحفاده، لتدخل ضمن الطريق الدائري، فظهر الفنان الكبير في أحد البرامج التليفزيونية باكيا من شدة التأثر، مشيرا إلى أنه يزرع في حديقة الفيلا مجموعة من النباتات النادرة، ورغم تعاطف الناس معه ومحاولات التدخل لحل هذه المشكلة، إلا أنها لم تحل، وبالفعل تم أخذ نصف مساحة الفيلا، ورفض الفنان الكبير الحصول على أي تعويض، وكان هذا الموقف من أصعب المواقف التي واجهته».
تقول المراجع والكتابات المواكبة لحياة الفنان أحمد مظهر أنه التحق في بداياته بالكلية الحربية عام 1938، وكان من دفعته جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وثروت عكاشة، وكمال الدين حسين، وعبد الحكيم عامر، وشارك أحمد مظهر في الحرب العالمية الثانية، كما أنه اشترك في حرب فلسطين عام 1948، وانتقل إلى سلاح الفرسان، وكان ضمن الفريق المصري للفروسية، وتم تعيينه في منصب قائد مدرسة الفروسية بعد الثورة المصرية، وتضيف المصادر ذاتها أن أحمد مظهر كان متواجدا بفنلندا للمشاركة في مسابقة دولية للألعاب الأوليمبية حين تم استدعاؤه بشكل عاجل وسريع للمشاركة في ثورة 1952.»
وكانت البداية في المجال الفني عندما قدمه زكى طليمات في مسرحية «الوطن» عام 1948، ثم دخل عالم الفن السينمائي من بوابة الفروسية، حينما اختاره المخرج إبراهيم عز الدين ليقوم بدور في فيلم ظهور الإسلام عام 1951 م، وبعدها رشحه يوسف السباعي لبطولة فيلم «رد قلبي» عام 1952، وحقق هذا الفيلم نجاحا كبيرا، وبعدها بدأت شهرة أحمد مظهر ونجوميته.» –
ولعل نجاحه الفني وأدواره الناجحة عجلت بفكرة التفرغ للسينما والعمل بمهنية في الحقل الفني، حيث استقال أحمد مظهر من الجيش سنة 1956 برتبة عقيد «كولونيل» وعمل سكرتيراً عاماً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.
ومن الأدوار السينمائية وعلى الشاشة الفضية التي برع أحمد مظهر في تجسيدها، الأدوار التراجيدية، حيث جسد شخصية صلاح الدين الأيوبي، كما حقق نجاحا كبيرا في فيلم»دعاء الكروان» الذى رشح لتمثيل مصر في الأوسكار، ورغم شخصية أحمد مظهر الجادة فقد برع أيضا في تجسيد الأدوار الكوميدية، ومنها أدواره في أفلام، الجريمة الضاحكة ولصوص لكن ظرفاء، والأيدي الناعمة. كما شارك في العديد من المسلسلات التليفزيونية التاريخية والدينية والاجتماعية وله 10 مسرحيات.»اليوم السابع»
أحمد مظهر أخرج أيضا للسينما فيلمين كتبهما بنفسه هما نفوس حائرة 1968، وحبيبة غيرى 1976، ومن أشهر أعماله التليفزيونية ضد التيار، ضمير أبلة حكمت، العرضحالجي، عصر الفرسان، وحصل على عدد من الجوائز الفنية.»
توفي الفنان أحمد مظهر 8 ماي 2002


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 14/10/2020