في زمن الكورونا تعيش الغرابيب السود، جماعة بني جرفط نموذجا

في الوقت الذي أعلن فيه المغرب عن حالة الطوارئ الصحية وأرادها تعبئة وطنية شاملة بانخراط الجميع في المجهودات الوقائية و الاحترازية للحد من تفشي وباء كورونا المستجد، ظهر بعض « الخوارج « بجماعة بني جرفط التابعة ترابيا لإقليم العرائش، مستغلين الاهتمام الكامل للمواطن بوطنه، وذلك من أجل تحقيق مكاسب خارج القانون وبعيدا عن منظومة الأخلاق والقيم الحميدة التي تحكمت في التفرد بهويتنا المغربية.

ربما فيكتور هيجو من قال « إذا قامت الثورات، فانتبهوا للمعاجم « في إشارة صريحة إلى ضرورة الانتباه إلى جميع تفاصيل الحياة العادية خلال وضع الحياة غير العادية؛ وربما هو مؤشر الطبيعة في الأطماع واستغلال الفرص حتى في أخطر الأوقات، ولذلك كانت معاجمنا غنية بمفاهيم الانتهازية وما يحيط بها رغم الحس الوطني العالي لعامة الناس.
مناسبة القول ترجع إلى استغلال حقير لموقع رئيس جماعة من أجل القيام بأشغال الحفر وشق الطرقات والمسالك من الطريق الرئيسية إلى المسكن الخاص، في تناف مع اللحظة التاريخية الحرجة والحساسة التي نعيش، ومع تاريخ يحتاج من نظافة اليدين ونمط التفكير السليم الكثير، ومن الضمير والأخلاق مساحة كبيرة ومحترمة، حتى يتسنى لنا جميعا الخروج بمجتمع يتوفر على الحد الأدنى من منسوب التوافق والانسجام في وطن يتسع للجميع.
مناسبته، ترجع إلى انتهازية «الغرابيب السود» الذين يشتغلون في الليل و الظلام بعيدا عن الأنظار والعيون، خلسة وتسللا عن الضمير الجماعي، وخارجا عن التوجه العام الذي صنعه جيل اليوم، خلافا لما تمت صناعته من طرف أصحاب النفوذ والسلطة بجماعة بني جرفط.
أن يقوم أب لرئيس جماعة ينتمي لحزب العدالة والتنمية، وبنفس الجماعة، بفتح مسلك من الطريق العمومي إلى غاية منزله ومحل مسكنه، بواسطة المال العام وضد القانون وبدون أي وجه حق في استغلال فاضح للنفوذ والموقع الاعتباري كأب لرئيس جماعة، فذلك تعبير حقيقي عن طبيعة النموذج التربوي الذي يقدمه أب لابنه، لأسرته ولعائلته، للساكنة، لجيل اليوم، للشعب وللوطن، وعن الشخصية النموذجية التي يريدها « هذا الأب « مستقبلا وكيف يتعامل مع مفهوم المواطنة والخدمة العمومية.
« الخوارج «، عادة ما يختارون بسبق تفكير وقت التمرد، وينتهزون الفرصة متى سكن الليل، أو بمرور أمواج قد تحجب الرؤية عن مسلك طرقي بآلية ضخمة « تراكس» تحتاج الكثير من الأوراق الثبوتية وأعمال الصيانة والمساطر القانونية، قبل ركوبها وسياقتها نحو ممرات ومسالك خاصة بأب أراد بابنه استغلال النفوذ والسلطة والاستيلاء على أراضي الجموع.
«أشقاء الكورونا « يستحقون حربا من الجميع كتلك التي تشن على الكورونا نفسها، يستحقون نعتا بالغرابيب السود والخوارج عن الوطن بل وكأنهم تجسيد واقعي ل « فيروس كورونا المستجد» .


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 06/05/2020