في غياب حلّ حقيقي لمعالجة الإشكال

سلطات درب السلطان والحي المحمدي «تتقاذف» المهاجرين الأفارقة بطريق أولاد زيان

 

بعد أشهر من الشكايات ومن طرق أبواب مختلف الجهات والمسؤولين، تدخلت سلطات عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، أول أمس الخميس، في محاولة لفك الحصار عن زنقة بارزاك بحي لاجيروند وعن محيط خط السكة الحديدية، الذي تحول إلى «مخيم» يأوي حوالي 170 مهاجرا ينحدرون من دول جنوب الصحراء، الذين انتقلوا إلى هذا المكان للإيواء بعد أن التهمت النيران مخيمهم السابق الذي كان مقابلا للمحطة الطرقية اولاد زيان بجوار فضاء «بكار» الرياضي، الذي صُودر من الساكنة منذ سنوات.
تدخل السلطات المحلية والأمنية من أجل إخلاء زنقة بارزاك ومحيطها من المهاجرين الأفارقة لم يتسم بالسلاسة، إذ قاوم عدد من المعنيين خطوة «الترحيل» وواجهوا العناصر التي جاءت لتنفيذ الأمر، ورفضوا الإذعان للمسؤولين المحليين، وهو ما تطلّب صبرا كبيرا منهم ومفاوضات طويلة، انتهت بالدفع بهم نحو الجهة الأخرى من طريق اولاد زيان الذي يندرج ضمن النفوذ الترابي لسلطات عين السبع الحي المحمدي، هاته الأخيرة التي لم تقف مكتوفة الأيدي، وتدخلت هي الأخرى للحيلولة دون أن ينتقل إليها هذا الزحف البشري، ويتسبب لها في مشاكل عديدة، الكل على علم بتفاصيلها، فعملت على طردهم مما جعلهم يعودون إلى مكانهم الأول!
وضع دفع بمن حلوا بزنقة بارزاك إلى التعامل بهدوء ورويّة مع الأمر، بالمقابل تمت الاستعانة بعمال النظافة من أجل مصادرة كل الأغطية والمواد التي كان يستعملها المهاجرون في مبيتهم بهذا الفضاء وبمحيط السكة الحديدية، الذي تم إغلاق المنفذ المؤدي إلى داخله، وهو التدخل الذي جعل عددا من السكان يتنفسون الصعداء، وهم الذي أصيبوا بالصدمة في البداية بعد حلول المهاجرين بالمنطقة على إثر حادث الحريق المذكور، وعوض أن تتدخل السلطات في حينه وتحول دون خلق مشكل آخر، تركتهم يستحوذون على المكان، يقول أحد المتضررين في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي»، مضيفا بالقول «لم نعد في مأمن ولا نستطيع ترك زوجاتنا وبناتنا وأطفالنا يخرجون لوحدهم مخافة وقوع ما لاتحمد عقباه»، في حين أضاف آخر» الوضع كارثي بكل المقاييس، فالروائح نتنة تزكم الأنوف، وكثير من المشاهد الشائنة تصطدم بها أعيننا»، مبرزا «طرقنا كل الأبواب منذ شهر يونيو لإنقاذ المنطقة والساكنة المحاصرة التي اقتنت شققها بمبالغ ضخمة بحثا عن السكينة والهدوء لكن دون جدوى !».
ساعات من الترقب التي طبعها التوتر أحيانا، كانت كفيلة بتفريق المتجمعين الذين تكتلوا على شكل جماعات في أنحاء المنطقة وعند تقاطع طريق اولاد زيان مع إفني والنواحي، حيث تم مرة أخرى الدفع بهم نحو الجهة الأخرى، وظلوا طيلة اليوم وحتى الليل على هذا المنوال، ينتقلون من هذه الضفة إلى تلك، وعندما حاولوا العودة ليلا للمبيت بمحيط السكة الحديدية لم يتمكنوا من ذلك فعادوا أدراجهم إلى الجهة المقابلة، وانتشروا في أماكن متفرقة في انتظار حلّ فعلي لهذا الوضع، حلّ يضمن لهذه الفئة كرامتها وآدميتها ويحافظ على حقوق المواطنين في الهدوء والأمن، وليس باعتماد تدخلات عشوائية تعمل على نقل المشكل من حي إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 14/09/2019

أخبار مرتبطة

كتبت صحيفة «لوموندا» الإيفوارية أن مخيمات تندوف في جنوب غرب الجزائر تشكل «مصدر توتر وقنبلة موقوتة» تهدد أمن المنطقة. وأكد

الدعوة إلى نشر قوات أممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين دعم دور لجنة القدس برئاسة جلالة

بلغت المساحات الغابوية المتضررة من الحرائق سنة 2023 ما مجموعه 6426 هكتارا وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 70 بالمائة مقارنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *