في لقاء تحسيسي بمقريصات حول أهمية الكشف المبكر عن الداء :مريضات يبُحن بتفاصيل تسلّحهن بالصبر والأمل خلال رحلتهن بحثا عن العلاج من سرطان الثدي

 

شهدت، مؤخرا، دار الصانعة بمقريصات تنظيم لقاء تحسيسي، بمبادرة من جمعية أجيال للتنمية، وبتنسيق مع المركز الصحي للمنطقة، وذلك حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، تحت شعار «الكشف المبكر وقاية ولصحتك حماية».
وتابع اللقاء، الذي تم تنظيمه بهدف التعريف بهذا المرض، الذي يعتبر السبب الرئيسي لوفيات السرطان في صفوف النساء، أكثر من خمسين امرأة ، كما عرف مشاركة عدد من الرجال. وجرى خلال هذا الحدث التحسيسي والتوعوي تقديم ثلاثة عروض، استهلها البروفسيور مصطفى السويح، الأخصائي في جراحة السرطان، بالتذكير ببعض الأرقام والإحصائيات الخاصة بالمرض في المغرب والعالم، لافتا إلى «أهمية اهتمام المرأة بصحتها عن طريق العناية بنظامها الغذائي، وأهمية استشارة الطبيب المختص عند ملاحظة أي أعراض يمكن أن تكون مؤشرا للإصابة بالسرطان»، معززا ذلك برسومات وصور توضيحية في الموضوع حتى يتسنّى للحاضرين والحاضرات فهم الموضوع بشكل أوضح، مشددا في نفس الوقت على «أهمية الكشف المبكر عن هذا المرض، لأن من شأن ذلك أن يجعل العلاج ممكنا ويسيرا».
وفي معرض رده على أسئلة الحاضرين، قدم البروفيسور السويح مجموعة من النصائح الثمينة لنساء ورجال مقريصات «حول سبل الوقاية من هذا المرض وكيفية التعامل معه في حالة الإصابة به»، منبها إلى « أن الرجال هم أيضا معنيون بهذا المرض وإن كانوا بشكل أقل حسب الإحصائيات المتوفرة».
من جهتها شرحت الدكتورة ضياء محسن المتخصصة في الأشعة، من خلال عرضها، مختلف عمليات الكشف بالأشعة اللازمة لتشخيص الإصابة بالسرطان، بالنظر إلى أن هناك أوراما سرطانية وأخرى حميدة، مؤكدة على أن هذه الفحوصات تمكّن من الكشف المبكر عن سرطان الثدي وبالتالي يمكن علاجه، مشددة على أهمية اتباع أسلوب حياة صحي مع ممارسة الأنشطة الرياضية.
وعرف اللقاء تقديم مداخلة للسيدة فردوس محسن رئيسة مركز التكوينات بالمديرية الجهوية للضرائب بمراكش، التي خصصت للحكي وتقاسم تفاصيل معاناتها مع مرض سرطان الثدي، والتي كانت عبارة عن شهادة مؤثرة من امرأة قاومت وهزمت المرض اللعين. وعرفت الشهادة سردا مفصلا لمختلف اللحظات الصعبة التي واجهتها المتحدثة، مع عرض مختلف الحلول والتدابير التي سلكتها من أجل تجاوزها، حيث حثت النساء على أهمية التحلي بالتفكير الإيجابي والارتقاء بنظرتهن الإيجابية لأنفسهن، لما للجانب النفسي من تأثير كبير في العلاج والخروج من دوامة المرض الخبيث. وإضافة إلى ما سبق، فقد سلّطت الشهادة الضوء على عدد من التمثلات المتعلقة بالمرض وطرق مواجهتها وتجاوزها، فتحولت المداخلة بذلك إلى حصة للتأطير التي تفاعل معها الجميع.
وفي السياق ذاته، شهد اللقاء تقديم شهادة سيدة من الحاضرات بالقاعة للحديث عن تجربتها مع المرض، خاصة وأن مختلف المستشفيات والمختبرات التي تستقبل مرضى السرطان متواجدة بالمدن الكبرى فقط، وروت للحاضرين معاناتها مع السفر والبحث عن المبيت بالرباط من أجل تلقي حصص العلاج الكيميائي وكيف استطاعت تجاوز كل ذلك بقوة وعزيمة ، لتقدم بذلك مثالا يحتذى به في المقاومة والصمود.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 07/11/2022