في ندوة بالخميسات من أجل أن تستعيد المخيمات دورها الحيوي في التربية على قيم المواطنة وحسن السلوك

 

احتضنت دار الشباب 20 غشت بالخميسات، ندوة من تنظيم فرع الخميسات للجمعية الوطنية للتربية والثقافة، تحت عنوان، «جميعا من أجل مخيمات بنكهة الحياة»، من تأطير مختصين في المجال التربوي، التكويني والتخييم، تحدثت من خلالها تدخلات عن موقع «إقليم الخميسات الشاسع والزاخر بالإمكانيات  الطبيعية  الكبيرة، لكنه لا يتوفر على مركز للتخييم»؟، لافتة الى «أن المخيمات التربوية عرفت تراجعا، علما بأن المخيم هو مؤسسة للتنشئة الإجتماعية، وتفاقم الوضع جراء تداعيات وباء كوفيد، حيث تم إغلاق المؤسسات ذات الصلة ، وأصبحت الفضاءات الخاصة بالشباب مكانا لتلقي  التلقيح». كما أن «إحصائيات أشارت إلى أن العديد من المغاربة يقضون وقتهم الحر في المقاهي والأنترنت وتتبع المواقع الاجتماعية»، وأوضحت دراسة رسمية «أن 50 في المائة من الأطفال واليافعين لم يمروا عبر المدرسة ومؤسسات التكوين والجمعيات». ولفتت دراسة أخرى قامت بها «اليونيسف» إلى «أن أغلب الأطفال تأثروا بالحجر الصحي، مما خلف لديهم آثارا  نفسية نتيجة المكوث بالبيت والدراسة عن بعد»، دون إغفال «خلاصة دراسة تشير إلى أن 50 في المائة من المغاربة يعانون من الإكتئاب».
وعن المخيم، أكدت مداخلات «أنه يعتبر نموذجا مصغرا للمجتمع، يجمع بين مجموعة من الأعراف والتقاليد، به إيقاع للحياة اليومية، بداية من الصباح، ويتضمن أنشطة متنوعة: ورشات، سهرات وغيرها، والطفل إذا مر بهذه التجربة لن يبقى منكبا  على الهاتف والإدمان عليه، والمخيم له دور بيداغوجي، تنشيطي، يأخذ منه الطفل أكثر مما يأخذه من المدرسة، ويجعله فاعلا ومشاركا، يطور سلوكاته، ويكون قادرا على التدبير ويكسب الجرأة ، يخلق لديه التوازن  النفسي والإجتماعي، وهو كذلك مجال يساهم في الإستقرار النفسي لدى الطفل وتحقيق ذاته. والمخيم  يجمع  أطفالا من مختلف الأعمار، وبه يلتقي الطفل مع يافعين من كافة المناطق، مما يمكنه من ربط علاقات  وخلق جسر للمحبة والتواصل. ويجمع المخيم بين مختلف الطبقات  الإجتماعية ومن مختلف المناطق ومن مستويات اقتصادية  متعددة. والمخيمات تشكل مناسبة لخلق أجواء من التساوي بين الأطفال، كما أنها فرصة لكي يخرج الطفل من تقوقعه ومن الثالوث المكون  من المدرسة، البيت والشارع، وما يتعلمه بالمخيم سيمارسه بالبيت بعد العودة، إلى جانب ما يتلقاه من تأكيد على أهمية الإجتهاد في الدراسة.»
هذا واستعرضت مداخلات أخرى، بعض المؤشرات السلبية بشأن «وضعية عدد من المخيمات المتردية وقلة الأطر»، لافتة إلى «أن أعدادا من الأطفال سيحرمون من التخييم بسبب عدم قدرة أولياء أمورهم على أداء واجب المشاركة، مما يستوجب على الجهات المسؤولة العمل على دعم الأسر المعوزة»، إلى جانب دعوة «المحسنين للمساهمة في جعل المخيمات فضاءات مفتوحة أمام جميع الأطفال دون أي تمييز أو إقصاء، من خلال تنظيم وتقنين مبادرات الدعم بكل شفافية ووضوح، خدمة للمصلحة الفضلى للطفل».


الكاتب : علي أورارى

  

بتاريخ : 13/06/2022