في وداع المناضل محمد الهبطي بشفشاون : فاتحي: مارس السياسة بالأخلاق الرفيعة ودافع عن قضايا الوطن والمغاربة والطبقة العاملة

 

ودعت مدينة شفشاون إبنها البار المناضل السي محمد الهبطي، النقابي والسياسي والثقافي والجمعوي، في موكب حاشد يتقدمه مصطفى عجاب وعبد الحميد فاتحي، عضوا المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والكاتب الجهوي بالشمال وكذا أعضاء الكتابات الإقليمية والفروع بنفس المنطقة، إلى جانب العديد من الفعاليات السياسية والحقوقية والنقابية والجمعوية، وذلك عصر أول أمس بمقبرة مولاي علي ابن راشد بشفشاون.
وباسم المكتب السياسي والفيدرالية الديمقراطية للشغل أبرز عبد الحميد فاتحي، في الكلمة التأبينية التي ألقاها، مناقب المرحوم وعلاقته به حيث قال: « كان المرحوم أستاذا ومربيا ومعلما وله طريقته الخاصة في تلقين الدروس للتلاميذ، علمهم العلم وحبب إليهم الرياضيات والفيزياء بطريقته السلسة، وهم الآن أطر في بلادنا «.
وأضاف الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل: « السي محمد هو رجل الثقافة المتعدد، ساهم في هذه المدينة (شفشاون) في كل شيء، ساهم في العمل الجمعوي وكان هو ذلك الحصن الذي دافع يوم كانت السلطة تحرم كل شيء في هذا البلد. هو الذي دافع عن الجمعية العتيدة في هذه المدينة « جمعية المعتمد بن عباد «. وبنى أجيالا من المسرحيين والمسرحيات، هم ممثلون وممثلات ومخرجون ومخرجات. وكان السي محمد قارئا كبيرا، اطلع على الأدب الكلاسيكي كله وعلى المعرفة الإنسانية وعلى الفلسفة اليونانية وكان واسع المعرفة، واسع الباع في هذا المجال « .
وعن جوانب المرحوم في السياسة قال فاتحي : « السي محمد هو رجل السياسة بامتياز، السياسة بالأخلاق الرفيعة، هو الذي يجادل محاوريه، بالمعرفة والحجة والموضوعية، ويعترف لهم بالاحترام وفي حقهم في الاختلاف» .
السي محمد رجل السياسة من منبر المؤسسة التشريعية، عاشرته لسنوات، وكان ذلك الرجل عندما يدافع عن قضايا الوطن والمغاربة والطبقة العاملة المغربية، كان يطرح مقترحاته بعد أن يمحصها ويؤسس لها ويجعل مستمعيه ومحاوريه غير قادرين على قول لا، لأنه يطرح الأشياء بالموضوعية التي يجب وبالأسس التي تصنع من مقترحاته القابلة للتطبيق ولا يمكن لأي أحد أن يعارضه «.
وشدد عضو المكتب السياسي على أن « السي محمد كان نقابيا شرسا، ليست شراسة الصياح والاعتداء باللفظ، لكن شراسة الإقناع والإسهام، شراسة ذلك الرجل الذي يخلق التوازن الضروري بين المطالب المشروعة وبين الواجبات الضرورية التي على كل طالب حق أن يقوم بها.
كان سي محمد هو العارف بخبايا المدينة، التي كانت عزيزة على قلبه وأحبها وتكلم لغتها ولهجتها، وكان دائما يذهب ويعود إليها، وكان يحملها أينما رحل، وحملها في قلبه مع روحه الطاهرة التي سلمها إلى باريها «.
وختم عبد الحميد فاتحي أمام جموع المشيعين: « فرحمة عليه، على هذا الرجل الشهم والطيب، مهما قلنا في حق هذا الرجل لن نوفيه إياه، وكان رحمه الله يتقن اللغة العربية بفصاحة واللغة القشتالية كذلك، كان رجل العطاء والكرم، ولم يكن يوما ينتظر مقابلا على عمله، لا في السياسة ولا في النقابة ولا في العمل الجمعوي ولا في العمل الثقافي، لقد فجعنا فيه وخسارتنا فيه كبيرة، لأنه كان ركنا أساسيا في مؤسساتنا وفي مدينته وأسرته، ونتوجه إلى إخوته صادقين أن يحفظوا صورة هذا الرجل، وكذلك نحن في الحزب والنقابة نعدكم أننا سنحفظ صورة هذا الرجل نقية طاهرة خلاقة، رجل الخلق والتربية والعلم والثقافة وما بدل تبديلا «.
رحم الله الفقيد وإنا لله وإنا إليه راجعون .


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 27/12/2019