قرارات حكومية جديدة لمواجهة الجائحة الوبائية تربك حسابات الأسر المغربية

 

نزلت القرارات الجديدة التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الجائحة الوبائية، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الثلاثاء 3 غشت 2021، كالماء البارد على أجسام العديد من المغاربة، وساد الارتباك مجموعة كبيرة من الأسر المغربية التي كانت تعد العدة لقضاء العطلة الصيفية انطلاقا من الأسبوع المقبل والتي رتبت أمورها على هذا الأساس، لكون القرارات الجديدة جاءت غامضة ومبهمة ولا تقدم الأجوبة عن الكثير من التساؤلات.
قرارات من قبيل منع التنقل من وإلى ثلاث مدن تعرف حركية كبيرة، خاصة في فصل الصيف، ويتعلق الأمر بكل من الدارالبيضاء ومراكش وأكادير، الذي لن يكون متاحا إلا لظروف مهنية محددة، أو في حالات مرضية، أو بالنسبة للأشخاص الذين يتوفرون على جواز التلقيح، في حين أن الكثير من الأسر تعيش إشكالية كبرى، تتمثل في أن أحد الزوجين يتوفر على الجواز والثاني ليس بعد، أي أنه استفاد فقط من جرعة أولى، بحكم التأخر في فسح المجال أمام شرائح عمرية معينة، وبالتالي فالتأخر لا يتحمل فيه الشخص أية مسؤولية، لكنه ورغم ذلك بات اليوم «ممنوعا» من السفر بحكم البلاغ الحكومي، الذي غيّب مرة أخرى عددا من المعطيات الاجتماعية والإنسانية، وساهم في نشر القلق والغموض عوض التوضيح والطمأنة.
وعبُر عدد من الأزواج في تصريحات للجريدة عن قلقهم وعن مصير العطلة التي لطالما انتظروها وأعدوا لها العدة، وحلم بها الأبناء، معربين عن تخوفهم من عراقيل قد تعترض سفرهم أثناء عبور السدود المختلفة، مطالبين الحكومة استحضار هذا الوضع وفسح المجال أمام الأسر المعنية للسفر والاستجمام ولو للحظات معدودة، بما أن البلاغ الحكومي جاء بقرار صعب هو الآخر، حيث نص على حظر التنقل وإغلاق العديد من المرافق والفضاءات في التاسعة ليلا، والحال أن العطلة لها مجموعة من الطقوس الخاصة بها، ومنها السهر والتجوال ليلا، وهو ما لم يعد متاحا اليوم.
وأكد عدد من الغاضبين أن الحرص على التقيد بالتدابير الوقائية لمنع انتشار العدوى، كان يجب أن يكون على امتداد زمن الجائحة، لا أن يتم التعامل معها بنوع من التراخي طيلة السنة والتشديد على المواطنات والمواطنين خلال عطلة الصيف، الأمر الذي تكرر لسنتين متعاقبتين، مما جعل فئات تسافر وتستفيد من عطلتها في وقت سابق، وفئات أخرى تحرم من جديد، فقط لأن جدولة عطلتها تزامنت مع ارتفاع أرقام الحصيلة الوبائية!
وضعية جديدة، تطالب أمامها العديد من الأسر الحكومة المغربية التعامل معها بنوع من المرونة، حتى لا يزداد وقع الجائحة النفسي خصوصا على المتضررين منها، وأن يتم استحضار الإكراهات التي قد يعيشها عدد مهم من المواطنين والمواطنات، وتفادي الرفع من منسوب الضغط الذي يرخي بظلاله على الجميع منذ دخول كوفيد 19 ومتحوراته إلى المغرب في 20 من السنة الفارطة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 05/08/2021