قرار الرئيس الروسي هو العامل الأكثر أهمية لإنهاء هذه الحرب

أردوغان مصمم على عقد لقاء قمة
يجمع بوتين وزيلينسكي والجيش الروسي أطلق 1370 صاروخا على أوكرانيا

 

أول أمس الخميس، أجرى الرئيس أردوغان اتصالا هاتفيا بنظيره الأوكراني زيلينسكي، جدد فيه مقترحه بشأن عقد لقاء يجمع بينه وبين بوتين.
وفي مفاوضات إسطنبول التي عقد بين الوفدين الروسي والأوكراني، أبدت كييف استعدادها عن التخلي عن طموح الانضمام إلى «الناتو»، وتبني وضع «عدم الدخول في تحالفات» مقابل ضمانات دولية لحمايتها من التعرض لهجوم، إلى جانب تخليها عن الأسلحة النووية، لكنها طالبت بمفاوضات مدتها 15 عاما مع روسيا بشأن شبه جزيرة القرم.

 

يصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عقد لقاء قمة يجمع فيه الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تركيا.
ورغم المقاربات التي حدثت بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول مؤخرا، لكنْ هناك مسألتان مازالتا عالقتين، وهما قضية شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس.
وأول أمس الخميس، أجرى الرئيس أردوغان اتصالا هاتفيا بنظيره الأوكراني زيلينسكي، جدد فيه مقترحه بشأن عقد لقاء يجمع بينه وبين بوتين.
وفي مفاوضات إسطنبول التي عقد بين الوفدين الروسي والأوكراني، أبدت كييف استعدادها عن التخلي عن طموح الانضمام إلى «الناتو»، وتبني وضع «عدم الدخول في تحالفات» مقابل ضمانات دولية لحمايتها من التعرض لهجوم، إلى جانب تخليها عن الأسلحة النووية، لكنها طالبت بمفاوضات مدتها 15 عاما مع روسيا بشأن شبه جزيرة القرم.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الخميس؛ إنه من المحتمل أن يلتقي نظيريه الروسي سيرغي لافروف، والأوكراني دميترو كوليبا خلال أسبوعين لإجراء محادثات في تركيا.
الكاتب التركي برهان الدين دوران في تقرير على صحيفة «صباح»، قال إنه ليس من الصواب توقع نتائج سريعة من مباحثات إسطنبول، وبعد بعض المقاربات في البنود بين الوفدين، ولقاء محتمل لوزراء خارجية البلدين، تأتي المرحلة الثانية بعقد لقاء يجمع بوتين وزيلينسكي، حيث يبذل الرئيس أردوغان جهودا من أجل ذلك، وإقناع الرئيس الروسي الذي سيزور تركيا قريبا.
وأضاف أن روسيا التي أعلنت أنها ستقلص عملياتها في كييف وتشيرنيهيف، ثم عادت لتواصل عملياتها يعد مظهرا من مظاهر الطبيعة المتقلبة لهذه العملية، ومن المعلوم أن إنهاء الحرب أصعب من البدء بها.
ومن ناحية، سيستمر الجانبان في اتخاذ خطوات لدفع الآخر للخلف على أرض الميدان، ومن ناحية أخرى ستكون هناك مفاوضات صعبة على الطاولة، بحسب الكاتب الذي أوضح أن الجانب الروسي سيقوم بإطالة أمد المفاوضات لتحقيق نتائج ميدانية على خط المواجهة أو اختبار إمكانية تفكك التضامن بين التحالف الغربي. كما سيستمر الجانب الأوكراني في تلقي المساعدة العسكرية من الغرب، سعيا منه لصد القوات الروسية وتراجعها ميدانيا.
وأعلن رئيس وزراء بريطانيا جونسون عن إرسال أسلحة «أكثر فتكا» إلى أوكرانيا، فيما ينشغل الرئيس جو بايدن بتصريحات بشأن تغيير النظام والأزمة التي ستستمر لعقود، ومن ناحية أخرى تبتعد روسيا بشكل متزايد عن تقسيم أوكرانيا إلى شرق وغرب، وتعطي الأولوية الآن لخط دونباس وشبه جزيرة القرم.
ورأى دوران، أنه ليس من المتوقع أن يتبدد تصميم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا على إضعاف روسيا، ويقود هذا المسار ببوتين إلى عدم توسيع الحرب، والحد منها.
وأضاف أن مقترح تركيا بـ»خروج مشرف بالدلوماسية» في نهاية المطاف، قد يصبح السبيل الوحيد لبوتين، والمهم الآن استمرار الأطراف بالمفاوضات.
أردوغان مصمم

ولفت الكاتب إلى أن أردوغان مصمم على بذل قصارى جهده للتوصل إلى وقف إطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية، ولذلك هو يصر على السعي للجمع بين بوتين وزيلينسكي، وهناك انعكاس لعشرين عاما من الخبرة في هذا الإصرار.
وأوضح أن أردوغان لديه ثقة في إمكانيات دبلوماسيته تجاه بوتين وزيلينسكي، فلم تأت مفاوضات إسطنبول فجأة.
ومنذ بداية الأزمة الأوكرانية، سعى أردوغان جاهدا لجمع الزعيمين الروسي والأوكراني، ولا يزال قرار بوتين هو العامل الأكثر أهمية لإنهاء هذه الحرب، وأشار الكاتب إلى أن العملية العسكرية دخلت في منعطف يتسبب في زيادة الخسائر الاقتصادية والعسكرية والاستراتيجية لروسيا، وستكون التكلفة التي سيتكبدها بوتين أكبر إذا تأخر، وعليه فإن عرض أردوغان لبوتين «الالتقاء مع زيلينسكي» ذات أهمية.
وأشار دوران، إلى أن أردوغان يعلم بأنه يمكن إنهاء الأزمة من خلال اجتماع زعماء البلدين، ومن المعتاد في الدبلوماسية الروسية أن يتبع المفاوض الروسي صورة صارمة لا هوادة فيها في المباحثات، وعلى الرغم من أنها مختلفة جدا، إلا أن المفاوضات حول الأجندة السورية بين تركيا وروسيا واجهت صعوبات مماثلة، لكن نقل المحادثات من زعيم إلى زعيم ساهمت في اتخاذ خطوات حاسمة.
وتابع بأن أردوغان يريد أن يجمع بين بوتين وزيلينسكي معا لخلق «تأثير القائد» في حل الأزمة، ولهذا يحتاج بوتين إلى الاقتناع بأن الوقت قد حان لوقف الحرب أو إنهائها، كما أن زيلينسكي يحتاج أيضا إلى أن يكون قادرا على الجلوس على الطاولة وإظهار الحسم لتطبيق ما سيخرج عن الطاولة، فالسلام يلزم الطرفين بالتخلي عن بعض مطالبهما.
وأضاف أن التحدي الحقيقي لزيلينسكي سيبدأ بعد لقائه مع بوتين، حيث إنه من الصعب للغاية التوصل إلى حل وسط، وإخبار الناس بالشروط المتفق عليها، وكذلك إقناع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بها.
هل تراوغ روسيا؟

الكاتب التركي كورشات زورلو، في تقرير على صحيفة «خبر ترك»، قال؛ إن محادثات إسطنبول شكلت أهم مرحلة بهدف التوصل إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وعلى الرغم من أن خارطة الطريق إلى وقف شامل لإطلاق النار لم توضح بعد، يمكن القول إن الأطراف أحرزت تقدما بشأن بعض البنود.
وحول مسألة الدول الضامنة، قال زورلو؛ إن المفاوضات بشأن نوعيتها ستتواصل، والموقف التركي غير واضح بعد بهذا الشأن، كما أن أوكرانيا لديها الرغبة بإضافة «إسرائيل» لمجموعة الدول الضامنة.
وأضاف أن تركيا تتوقع بأن هذا النظام (الضمانة) لن يعمل تلقائيا، ولن يكون هناك نشر للقوات في أوكرانيا، وهو قريب من النموذج النمساوي.
وقال مندوب أوكرانيا الدائم لدى الأمم المتحدة؛ «إن توقيع اتفاق بشأن الضمانات الأمنية لن يكون ممكنا إلا بعد عودة جميع الوحدات المسلحة الروسية إلى مواقعها قبل 23 فبراير الماضي».
وفقا لكييف، يجب أن تجعل الاتفاقية الجديدة بريطانيا والصين والولايات المتحدة وتركيا وفرنسا وكندا وإيطاليا وبولندا وإسرائيل الدول الضامنة لأمن أوكرانيا. ونوه الأكاديمي التركي إلى الادعاءات الغربية بشأن عدم جدية روسيا الانسحاب من أوكرانيا، مشيرا إلى تصريحات بريطانيا حول زيادة التعزيزات الروسية في شرق وغرب أوكرانيا، والتقديرات الأمريكية التي قالت إن ما يجري إعادة تموضع وليس انسحابا.
وأضاف أن الأوساط الغربية ترى أن روسيا تريد إعطاء انطباع بأنها مهتمة بالدبلوماسية من أجل كسب الوقت، وتجنب المزيد من العقوبات الغربية.
ورأى أن هذا الاتجاه وحالة التوازن الجديدة التي سيتم تشكيلها الأساس النفسي لكل من مستوى ثقة الأطراف بعضها ببعض، ودعم الدول الغربية لحراك تركيا ومفاوضات إسطنبول.
دولة ضامنة

أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، عن امتنانه لتركيا على استعدادها لتكون إحدى «الدول الضامنة» لأمن بلاده، في حين تستمر المعارك لليوم الـ37، وسط تطورات سياسية على صعيد المفاوضات التي تستأنف اليوم، ولكن عبر الفيديو.
وتطرق في مقطع مصور بثه زيلينسكي عبر «تلغرام»، فجر الجمعة، إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس.
وأفاد بأنه بحث مع الرئيس أردوغان المفاوضات التي استضافتها إسطنبول الثلاثاء الماضي، بين الوفدين الأوكراني والروسي.
وأضاف: «ممتنون لتركيا على استعدادها لتكون ضامنة لأمن أوكرانيا».
والخميس، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو؛ إن الدول الضامنة في الحل المرتقب للأزمة الأوكرانية الروسية، ستعمل معا لمنع نشوء أي تهديدات ضد أوكرانيا.
وأشار إلى أن إدراج أوكرانيا لتركيا ضمن الدول الضامنة، وموافقة روسيا على ذلك، ينبع من رؤية البلدين لها كدولة موضوعية ومتوازنة وبناءة تريد السلام.
وقال زيلينسكي؛ إن بلاده «أبدت صمودا أكثر بأضعاف مما كان يتصوره العدو»، مضيفا: «كانوا يعتقدون أن الحرب ستستغرق فقط 3 أو 5 أيام، وأن هذه المدة ستكون كافية للاستيلاء على بلادنا، لكننا صامدون وسنواصل القتال».
ومن المقرر استئناف المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أسابيع، حتى مع تأهب أوكرانيا لمزيد من الهجمات في الجنوب والشرق.
ومن المقرر أن تستأنف مفاوضات السلام عبر الإنترنت، أمس الجمعة.
وأعلنت رئيسة البرلمان الأوروبي، المالطية، روبرتا ميتسولا، مساء الخميس، أنها «في طريقها إلى كييف». وكتبت على «تويتر» باللغتين الإنكليزية والأوكرانية: «أنا في طريقي إلى كييف»، مرفقة جملتها بهاشتاغ لدعم أوكرانيا، من دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل.
وانتُخبت ميتسولا رئيسة للبرلمان الأوروبي في 18 يناير، وهي ستكون أول مسؤول عن مؤسسة أوروبية يزور العاصمة الأوكرانية منذ بداية الغزو الروسي.
وقبلها، كان رؤساء وزراء بولندا وتشيكيا وسلوفينيا سافروا إلى كييف في 15 مارس، لإظهار تضامنهم مع أوكرانيا.
وأعلنت وكالة الطاقة النووية الأوكرانية «إنرغواتوم»، الخميس، انسحاب القوات الروسية من موقع تشيرنوبل النووي.
وقالت الوكالة في بيان؛ إن «قوات الاحتلال الروسي غادرت محطة تشيرنوبل النووية، ولا يوجد أجنبي في المحطة».
وأفادت بأن « القوات الروسية اقتادت معها عناصر الحرس الوطني الأوكراني الذين أسرتهم، لدى مغادرتها المحطة».
وتبعد محطة تشيرنوبل حوالي 130 كيلومترا عن العاصمة الأوكرانية كييف.
وفي اليوم الأول للتدخل العسكري الروسي ضد أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، سيطرت روسيا على تشيرنوبل، التي شهدت في 1986 أسوأ حادث نووي بتاريخ البشرية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، فتح ممر إنساني غدا، في مدينة ماريوبول الأوكرانية بهدف إجلاء المدنيين منها.
جاء ذلك في تصريح أدلى به ميخائيل ميزينتسيف، رئيس مركز المراقبة الوطنية بوزارة الدفاع الروسية.
وذكر ميزينتسيف أن الممرات الإنسانية تفتح كل يوم في اتجاه العاصمة كييف وتشيرنيجيف وسومي وخاركيف وماريوبول.
وأضاف أن الجيش الروسي يمتثل لوقف إطلاق النار في هذه النقاط.
وقال ميزينتسيف؛ إنه تم إجلاء أكثر من 18 ألف شخص، بينهم 3400 طفل إلى روسيا من المناطق الخطرة في أوكرانيا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية دمرت 15 مطارا في البلاد منذ بدء الهجمات.
وأفادت الوزارة في بيان، أمس الجمعة، بأن الجيش الروسي أطلق 1370 صاروخا على أوكرانيا منذ بدء التدخل العسكري.
وذكرت أن الهجمات الروسية أدت إلى مقتل 148 طفلا، فيما نزح 10 ملايين شخص عن منازلهم بسبب الحرب.
الدفع بالروبل

نقلت وكالة الإعلام الروسية، الجمعة، عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية القول؛ إن روسيا سترد على عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقال نيكولاي كوبرينيتس لوكالة الأنباء الروسية: «لن تظل أفعال الاتحاد الأوروبي بدون رد… العقوبات غير المسؤولة التي تفرضها بروكسل تؤثر سلبا بالفعل على حياة الأوروبيين العاديين اليومية».
وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس، مشتري الطاقة الأوروبيين بالدفع بالروبل، اعتبارا من اليوم الجمعة، أو مواجهة وقف العقود الحالية.
ورفضت الحكومات الأوروبية إنذار بوتين، ووصفته ألمانيا؛ أكبر متلق للغاز الروسي في القارة، بأنه «ابتزاز».
ولهذه المواجهة المتعلقة بالطاقة تداعيات جسيمة على أوروبا، بينما يجوب المسؤولون الأمريكيون العالم لإبقاء الضغوط على بوتين حتى يوقف الغزو الذي أدى إلى نزوح ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة.


الكاتب : n وكالات

  

بتاريخ : 02/04/2022