قصائد للشاعر بيير ريفيردي

بيير ريفيردي شاعر فرنسي ارتبط اسمه بالحركة السريالية وكذلك، وبشكل أساسي بالحركة التكعيبية التي أصبح منظرها الأساسي في تحولها إلى الأدب بعد موت أبولينير . ولد في نابورن يوم 13 سبتمبر 1889. وأسس رفقة أصدقائه ماكس جاكوب وأبولينير المجلة الطليعية شمال-جنوب Nord-Sud سنة 1917 . مجلة كانت تنشر أعمالا دادائية و سريالية .
ألف بيير ريفيردي العديد من الدراسات و الكتابات النظرية الأدبية .استلهمت إبداعاته و تأثرت بالحركات الفنية التحريضية في تلك المرحلة ، السريالية ، الدادائية و التكعيبية . نشر ، سنة 1915 ، مجموعته الشعرية الأولى «قصائد نثرية „ . وقد زينها برسوماته الفنان التكعيبي جان كريس . و في سنة 1924 نشر كتابه الثاني «حطام السماء „ الذي عرف به بشكل كبير .
توفي الشاعر بيير ريفيردي سنة 1960 . وقد كان صوتا شعريا متميزا في الشعرية الحديثة. وكانت قصائده، بشكل عام، نسيجا من الصور الملموسة والغامضة في آن واحد. بلغت أعماله الشعرية ثلاثا وعشرين مجموعة شعرية منها :
– ألواح السقف Les ardoises du toit ) 1928(- القيثارة النائمة La guitare endormie ) 1919 ( – منابع الريح Sourses du vent ) 1929 ( – أحجار بيض Pierre blanches ) 1930 (- نشيد الموتى ) Le chant des morts 1948( .
القصائد المترجمة هي من مجموعته الشعرية «منابع الريح «Sourses du vent. وقد تم اعتماد طبعة سنة 1971 الصادرة عن دار النشر غاليمار Gallimard
————

1 – سينما

المدينة حفرة
وأحب ألا أجد نفسي في القعر
حيث يوجد أناس أعرفهم
أذهب دائما نحو الذين لا أعرف
مرة أخرى واحد من الماضي
والذي يسرع الخطى
ألف قلب متشابه في العراء
دام ومخيف
السر الذي لا نعرف
والذي لا قيمة له
الوجوه تقول عنه الكثير
الأكتاف لافتة
بعض التجاعيد الإضافية حول العينين و حول الثغر
غمزة
وأذهب إلى مكان آخر
لأرى أناس لا أعرفهم
سوف أكوّمهم باضطراب
وفي الأعلى مثبت في الأخير
وحدي و من يعرفني بما فيه الكفاية
أنا
كل ما أحب من أجل أول قادم لن يعبر

2 – ربما لا أحد

الكأس تستدير
الشمس التي تنيرنا
السماء تنفتح
في ركن الأفق
الأوراق وهي تسقط تزلزل الأرض
والريح التي تهب حول البيت
تتكلم
أحد ما قادم
هل من الخلف
الليل شكل الخلفية
ونحن نلتفت إليه
الأشجار تحاكي أغنية
صلاة
كنا خائفين من أن نفاجأ
في الطريق تنحني الظلال
لانعرف ماذا يجري
ربما لا أحد هنا

3 – الدم المر

مصاريع الغروب
تصفقها الريح
ساحبة الأوراق والريش
لآلئ الشروق التي تحولت إلى لوز
العيون المثقوبة بالأشعة الحارقة
عبر سُمك اضطراب الظلمة
كأس الغابات حيث يتدفق الندى
المستنقعات الممزقة بسباق القطارات
احتضار النهار الذي أقام طويلا
هذا الحزن الذي سد الطريق
دونما كلام
دونما حركة
وسط العالم
لكن العزلة
توجد في لا شيء


الكاتب : ترجمة وتقديم : ابراهيم قازو

  

بتاريخ : 15/04/2022