قصيدتان

 

ليس أقذر من صوت وقع السياط

لا أنام على حزن، ولا أذهب إلى المجهول ،
دون أن أفكر في مآل غزة ..
ذلك الحزن في قصيدة معزولة،
في أقصى زاوية خوف، من عالم مخصي ..
كيف أبدو هنا، رجاء، ومن غير اعتذار، أو تجن..؟
كيف أبدو، في صورة لا وجه لها ،
لا دما محتوما ..
رماة يقصفون السماء والأرض والتاريخ
كل أثر وحجر وهواء ..
أما الجيوش النائمة،
العار الشنار الحقارة الذلول ..
فليس أقذر من صوت وقع السياط،
رقاة دجالون لاَ يُحَرِّكُون سَاكِناً ولا قطميرا ..
كذا حزننا، دواة مدماة ونهر دموع لا تنتهي سواقيها ..
هل تقصر هذه الضعة من آكام السراب؟
أو تشحذنا صدمة الموت البطيء،
في عتمة الغرم والانتحار ؟؟.

يا أمة، ليس لي بعد هذا من كلام ...

كل الأشياء التي نحبت عريها، وانثالت إلى وميض الذكرى ..
لم تعد لي،
فاستعرت وجهها السائب، على درج مكتبي..
أو ليس الأمل قطيفة فاخرة،
في جسد هش لا يعذر الحياة!
……
حصار في حصار في حصار ،
وشطر هذا الموات البليد..
حزن وسراب.
وفي غواية الحرب،
ملوك من ورق ..
وعروش من سحاب..
فلماذا نحن باقون هاهنا؟
لولا أننا لا نملك مصيرنا؟!
……
وعندما يأفل الغضب،
وتنجلي ثورة الحيارى..
يئز النطع فوق الرؤوس،
والاحلاف ..
وتدور المواجع،
وتدور ..
إلى جنابها السخيم ..
كأن لم يكن من عاصم،
ولا قوة إلا بهذا الجنون ..
…..
ثم ماذا بعد،
أيها الشعب الخانع الراكع الجائع،
الموجع ..
أأنصاب أم خيول قاعدة،
والسيوف في أغمادها العهر ..
صدوعها وضلوعها ..
…..
يا أمة لم تضحك لها سنن، بعد جهل مستدام ..
يا أمتي،
ها أنا مزحوم في ذرى القبح،
سديم فطام ..
يا أمة، ليس لي بعد هذا من كلام …


الكاتب : لالة مالكة العلوي

  

بتاريخ : 10/05/2024