قفز الأرنب يبحث عن ضوء

 

كنتُ عدماً
كنتُ من خيَال
وكان الجسد وسيلتي لأتجلى وأُرى.
تبدأُ الحياةُ بقُبلةٍ موصولة الأطراف الأربعة
من الفم
من الحزام
من كشفِ اليدِ المبسوطةِ/المعقودة
من جديلة على الصّهوة.
أكونُ كشبح / كدخان / كالكونِ أكونُ
تمرّ من خلالي الأجرامُ، وطحينُ الأشياء.
أبدأُ في تحريكِ يدي
دلالة على إحداثِ زوبَعة.
يتزوْبَعُ الحيّزُ لمجرّدِ أنّي فكّرت.
أرى على حافّةِ البصر
تخريمات
مُحْدثة
بالقوّة/الفِعل.
أرى مطراً يصبُّ إلى أعلى.
لا شيء في الأعلى.
أغمضُ عيني. يتوقّفُ المطر.
أفتحهما،
يتّفِقُ السّيْلُ في ممرّاتٍ منتظمةٍ، ويعبرُ إلى داخلِ قناةٍ.
آخرُ قطرةٍ
رأيتُ وجهي فيها
فَاغرا
باتّساع ما يسمحُ به الكونُ.
مددتُ عنقي وانغمرتُ في حزمة أضواء
أتّبعُ غريزتي.
فهمتُ أنّي أنجذبُ إلى الضّوء
أكثر من الماء
فَرُحْتُ أطلبُ المزيدَ.

وأنا ككرة كبيرة من البريق والطّاقة
أحرقتُ ما بدا لي أرنبَ قشّ.

مثير هذا الانفجارُ الرّمادُ.
هذا ما حدستُه من ابتسامته الرائحةِ على مُحيّاه.

كنتُ بقوّةِ الضّوء والحريق
أعدّ العتادَ لصرخةٍ طويلة/لصخرةٍ ثقيلة.
للإصَابةِ والإدْمَاء.

أحشد نسخا منّي، في طابور أمام مِعَضَّةٍ
تُطبقُ عليّ/علينا
بالمدى البليغ.

وأبلغُ
القَسْوَةَ القُصْوى
كبيرا.

وصغيرا أُخْمَدُ وأختفي
في
أوّلِ
تلويحةٍ من جسدْ
وأغمضُ بعد فوْرَةٍ كأنّي رَمَدْ.


الكاتب : كمال الادريسي

  

بتاريخ : 29/10/2021