قناديل الحرف والقلب القمرية

“ ألف باء”_1974_
“ كتاب الليالي”_1991_
“ هديل الروح”_1998_
و “ سنابل الزمن “_2005_

واحات جمال وساحات نضال:
هذه المتوالية الشعرية تختزن تجربة الشاعر الصديق ورفيق الطريق القمريّ الجمال الحسينيّ النضال، ولكنها ليست إلا اختزالا لسيرته الذاتية والغيرية الثرية بجمال النضال ونضال الجمال، طوال عقود من العمل الإبداعي والاجتماعي الدؤوب والسخيّ العطاء والعناء، خلال تلك الملحمة الكونية، التي أطلق عليها اسم «الفتنة الكبرى» الباردة والساخنة الحروب، السرية والمعلنة والممتدة اللهيب، عبر شمال وجنوب الهلال المغربي الخصيب والجديب على جمر سواء.
وبتعبير الشاعر كانت “زمان القمع والبارود” مرحلة ملحمية دامية ودرامية رومانسية وحماسية وكابوسية الأحلام، المجهضة، والآلام، المجهدة قبائل وشعوبا، قال عنها سائلا ومجيبا في هذه الخاتمة الخائبة من “حديث الهدهد” إثر رحلة طويلة المآسي عبر تراث وتاريخ “أمة النكبات” الخرافية :

ورشفتُ من مأساتها
وسقيتُ أهلي
وانكسرتُ على انتكاسات العروبةِ،
أين ظل الله في صبرا وشاتيلا
وأين جنوده تسعى بأمر الوحي من أُحُدٍ؟
وسيف الله؟ هل صدق الرواةُ؟
أم انطوينا في خضم الفتنة الكبرى؟
سألتُ معابد الكهان في سبإٍ
فجاوبني الصدى
ورجعتُ أدراجي إلى بيروت منشطرا
وضاع العمر مني في مداخلها سدى.

وكذلك شعره قمريّ الضياء، يشعّ من نبض كل أرض، وحسينيّ الفداء، يَسَعُ كل فضاء، ينبع “ من قرية منسية في الريف” و “من بلدة شرقية النكبات” و”من ربوع سبو” يصبّ في دجلة والفرات والكانج والفولغا وبردى والنيل و”كل مرافئ الدنيا” التي لا يكاد الأطلسُ السيزيفي يرسو فيها حتى يبحر نحو أقصى الضفاف وأقسى المنافي، حاملا على عاتقه “صخرة أوزار” العالم والعصر والإنسان، الذين هم جميعا في خُسران مبين، كخاتمة هذا الإبحار عبر “جزر النسيان”:

ستحملني إلى جزر النسيانِ،
أحيا في مجاهلها
بعيدا عنك، سوف أغيب في سحبي
كنجم تائه أمضي
وأحمل جثة الدنيا على كتفي.

كأصحاب الطريقة وطلاب الحقيقة، لا يملّ من المشاهدة ولا يكلّ من المكابدة ولا يكفّ عن الشهادة والولادة واستعادة “ الذاكرة المفقودة” كالعنقاء:

لقد شاهدت بعض عجائب الدنيا
وما زالت بذاكرتي نجيمات هلامية
ما زال بي ميل إلى الإبحار
عبر تحولات الكون
منتفضا كعنقاء الأساطير القديمة
ما يزال الساحل المنسي..

ولا يخلع صاحبه مهما أتعبه اليومي والرسمي القناع والخداع :

تعبت وأدركتني حرفة اليومي
لم أخلع ثياب الوجد
لكني انخدعت بهذه الأسماء

ورغم أنه أمازيغي الهوى، بل لأنه كذلك فهو وجه واحد ومتعدد الهويات، كما يؤكد على لسان “الهدهد” السليماني الحكيم :

ها هنا وجهي بألف هوية

وهو يعني بذلك وحدة النضال والشعوب والحال والمآل، المتجلي فيها المحلي المتحلي بالوطني القومي والأممي، إذ يغني “قصائد عفوية إلى موسكو” ساكبا حبه “دهشة بدوية” في قلب ساحتها الحمراء:

يا راحلا إما عرضت فبلغن
عني الرباط بأن صوتي من حدود الصين
أو من ضفة الفولغا..
ويعود منها مشتعلا بشرارة هذه البشارة:
ولن ترضى مدينتنا الظلاما:
إني سأحمل من هنا مطر الشعوب
إلى سبو
حتى يزول السحر عنه فيدرك الكونغو
ويلتقيان بالنيل العظيم
إلى مسار واحد
يجتث أشباه الطغاة
ويملأ الدنيا رخاء واحتراما

و “مع الرفاق” يغني لغد هذا “الفرح المغربي” الطافح من النشيد الأممي:

باسم التحرر من فلول الأوصياء
يمتد جسر من ضياء
مستبشرا بسواعد الفقراء والمتنورين
بين الرفاق
يتدفق الإبداع ماء من معين
فترف أجنحة الرجاء:
أمل.. ونحتل السماء!!

و”مع التفاحة” في جنة التعساء “ المرشوشة بدم الهوى” يطرق أبواب “الغد المجهول” كأنه يتمثل قول بوشكين: “ربما في وسط بؤسي هذا كله وجدت السعادة” ويتشاءل منتظرا “حتى يزول السحر عنه” ب “زوال القيد والسجان” منذ الأب آدم والأم حواء:

تفاحتي – يا أيها الألم المبشر- في يدي
لم تغرني بقطافها محبوبتي
كلا، فلم يكن التقرب مقصدي
لكنني بحديقة التعساء،
أحمل مثلهم تفاحتي
متلفعا ببراءة الأنهار: أحيا عند أبواب الغدِ

ومع اتحاد الكتاب والشعراء، رئيسا رفيقا وصديقا أنيسا لهم في المؤتمرات والمهرجانات المؤتلقات بجمال النضال وأبهى الليالي..
عجبا ! من أين للريفي كل هذا العشق الصوفي للحرية، التي يؤثرها على الخبز الذي ليس به وحده يحيا الإنسان! من البحر؟ نغوص فيه على الدر إن كان هادئا ونحذره إذا كان مزبداً :

سيد هذه الآلام
لكني بعنف البحر..

أم من الجبل؟ الراسخ والشامخ والباذخ الجمال في أعالي كبرياء السماء:

كلا لست أهذي؟ هذه للعالمين بطاقتي:
رأس تدحرج من جبال الكبرياء..

ومن قلب الأم؟ المناضلة القائل عنها:

فقمت تناضلين الموت
راعية لشمل الأهل والخلانْ
لأنك أنت لن تنسي
وعندك سبحة الصوفيّ
واقية من البأساء والأحزانْ
وعندك قلب ضارعة
عليه ستزهر الأغصانْ

أم من حدب الأب؟ المقاوم حتى تحت الحجر والتراب:

كلمتني من وراء الضباب
قلت: لا
إنني هاهنا
وجهتي الشمس
مرتقبا أن أراك
بعيني الضريرة
لست أصالح فيك الغياب.

ومن” القلق الطفوليّ المسمى: ثورةً “ ؟ أمِ “الدمِ الشعبيّ في أنوال” ؟ يا للجمال ! إنه ابن تلك العناصر والمآثر والمفاخر كلها مفرد بصيغة منتهى الجموع الغفيرة والفقيرة والمغيرة بلسان عاشقها وترجمان أشواقها الشاعر الثائر والمغني الحزين المناضل والمقاوم بجنون الأمل والحلم بمثل هذه النهاية السعيدة لكل الناس في قصيدة “اليأس”:

أقول له : ما في الجبة إلا قدري
وهموم الناس، أعوذ بها منك فلا تقربني
إني أحمل في القلب قناديلي
وأتوق إلى أن تملأ ساحات الدنيا
فرحا وسلاما ومحبة.

الشاعر حقا الشاعر بهموم الناس، أو على الأقل ب” وجع الزمان المغربي” إن لم يضئ ب “قناديل الحرف والقلب” القمرية في كل مكان :

ما أغناك عن أوصافيَ الحمقاء،
إني عاشق متمرس بمواجع الأوطان.

ولكن، هيهات! الفرح لا يأتي بل نذهب إليه، بالعرق، وإلى السلام، بالدم، وإلى المحبة، بالدمع، وبكل الأيادي المضرجة يدق باب الحرية الحمراء. ولكننا لا نذهب إلى العدم أحيانا إلا إحساسا بالبؤس ويأسا من وجود لا يطاق، ومن سماسرة النضال وباعة الذكريات “المقامرين بالروح” (17) الذين لا يحتمل منهم نفاق ولا يستثنى رفاق، مثلهم، “يهجمون بآفة النسيان” إلى حد أنهم يجرّمون الناس حتى على المشاعر: تبا لهم! بالأمس قطع النفس واليوم قطع الحس؟ ولهم فيها نقدا مآرب أخرى. فافهم!
وقد أبدع الشاعر المحامي والمناضل الثقافي السياسي والحقوقي في كتابة تلك الحقبة “ المرعبة التفاصيل” وهذه الحملة التطهيرية الشاملة الفصول والعقول، ولاسيما في رائعة “الذاكرة المفقودة” غير المؤرخة إلا بديوان “كتاب الليالي” والموقعة باسمه وبحس جمالي وحدس نضالي، ورؤية استشرافية، قبل أن تغدو غدا والآن مسموعة ومطبوعة ومرئية حتى لدى الصم والبكم والعميان:

إنني القمريّ
ممنوع عليّ تسقط الأخبارِ
أو إلقاءُ بعض الأسئلة
أو حشرُ أنفي في أمور لا تهم سوى الكبارِ
من منزلي: حتى السماء
لست المخول كي أجادل أو أمانع أو أشاءْ
فأنا مجرد واقف بالباب ينتظر النداءْ
رقم أنا في حملة الإحصاءِ
أما ما عداه فإن أحوالي وأطواري
مسجلة على الكاسيت عند مكاتب البوليس..

وأكيد المراد منها، في كل آن، الصلحُ دون إنصاف، وفقدانُ الذاكرة ونسيانُ طوفان الدموع والنجيع، الذي سال طوال “دهر من الأحزان” كما قال الشاعر، الحسيني الشاهد عليها والشهيد فيها حيا من الماء إلى الصحراء:

.. ألعن قاتلي
ومعاونيه من المحيط إلى الخليج
ولا أقول فعلتُ شيئا
فالجميع يظن أني قد فقدت الذاكرة
وبأنني سأصالح المألوف
أو أتعود النسيان
يا أغصاني الصفراء قومي من قبور الذكريات
ويا نجومي استرجعي لمعانك الخلاق
يا أشواق قلبي العاتيات
تحملي جسدي النحيل
وساعديني كي أقوم من الر ماد
وأستردّ الذاكرة.

وهو بالتالي الشاعر الحسين الثائر الكربلائي الروح والشعر، الاحتفائي بالموت البطولي الأبقى ولادة والأنقى شهادة من الموت حتف الأنف العادي السريع النسيان. أليس كذلك الشهداء عند شعبهم أحياء؟
وهو الذي رأى وشرب نخب الشهادة وحب البطولة حد الثمالة والانتشاء وكتب “ آخر كلمات ميسوم” :

أحدث عنك من ثملوا
من العينين لما بالهوى همتا
وآخذ من شفاه الليل وعدا:
_ أين، كيف، متى ؟
أحدث عنك، والأهوال تقمعني، وصوت الناي قد سكتا
دخلتك عاشقا..
كأس الشهادة في يدي
منها الهوى نبتا..

وإلى “مكرمة الشهادة” يتوسل برموز شهيرة وشهيدة من كنوز التراث المعاصر، كسميّه الحسين الثائر قتيل كربلاء، الذي حيّا ذكراه المجيدة جريا على العادة الشعبية المغربية في الاحتفال بإشعال نار عاشوراء:

يا أبناء يَعرب
جئتكم من بلدة شرقية النكبات
أحمل طلقتي أو شارتي
فلقد وجدت بها الحسين يفاوض الأعداء
كيف يكون مصرعه الأخير
وحوله الأعراب يغتالون آل البيت..

الحسين المغربي، أَوْرَبي أو يَعْرُبي، من آل كل البيوت والمدن والأوطان. وفي ديوان “ كتاب الليالي” وحده جامعة عربية فاجعة موزعة على خارطة الموت اليومي الشهادة حدّ الإبادة حتى ليقال بلسان الشاعر:

إنه زمن القيامة!!

بل “ إنه زمن الفجيعة” واغتيال النضال واستئصال الجمال، انتهاء “ من عمر إلى المهدي” وابتداء من “ محنة الحلاج “ إلى “محنة الأحياء” ومن مواجع الذكرى” إلى “ مواجع الأوطان” ومن “ أوجاع الثورة” الدائمة إلى حين “ لم تعد تحيا العروبة في عواصمنا “ إلا على “عاداتنا العربية المثلى” التي تمجد القتل وتسوّد الموت إلى حد الاتفاق علي وحدة عربية:

اتفقنا على قسمة الموت (13)

الموت الجامع المشترك بين كل المدن الفاجرة والعواصم القاتلة :

ثم تقذفني العواصم خلسة
وأموت فيها

ولا يزال “الموت يغرس جوعه فينا” ويقعي كأبي الهول “موتا جائعا “ يتربص بأهالي الوطن والمدن ويتلصص على كل البيوت:

صارت تصدّ الموت من باب
ونافذة ومن أخرى يعود

وفي الجملة، الموت، تتعدّد أسبابه ولكنه واحد، ومن لم يمت بالسيف مات بغيره، وهو في ديوان ولسان العرب الطويل و”كتاب الليالي” تيمة كبرى تتناسل حولها تيمات صغرى وحكمة قمرية وقدرية السؤال والجواب:

لكن الغرابة في نظام الموت
أن الطير يبني عشه في قبضة الصياد

وبرؤية استشرافية، صوفية، استشعر الموت الظلامي المعمّم وحذر منه قبل أن يخيم ويجثم بأثافيه الثقيلة المتأججة والمدججة بثقافة الدمار الشامل:

رأسي كعبة الخبراء
والسفراء فوق العادة- الدخلاء والأمراء
والوعاظ والنبلاء
فاحترسي إذا جاؤوك منتحلين صوت الله
إني في مدينتكم سلخت العمر بين الحبس والمرحاض
مجذوبا ألوك نبوءتي..

ولكن، هيهات، لا حياة لمن تنادي حتى في “الناظور: صباح الجوع والأحذية الثقيلة والبكاء” :

يا أيها الصبيان لا تتعجلوا الموت المقنع بالعمامة
يا أيها الصبيان لا تتعجلوا الموت المدجج
باللباس الأصفر الكاكي
وأرصدة البنوك الأجنبية
يا أيها الصبيان سيروا في شوارع
هذه المدن الرديئة
تعثروا بالكنز مختبئا وراء اليتم والأحزان..

فهل ولّى زمان النبوءة والوصايا العشر وديوان الشعر ولم يعد المجذوب يتبعه أحد من الصغار أو الكبار، المنصرفين عن شهادة الحياة والولادة إلى شهادة الوفاة وعبادة كل عجل مكلل ومتوج بطلا بميداليات الذهب والفضة والنحاس:

واحذروا
فالموت قد خلع العمامة واللباس
وأتى إلى زمن الفجيعة يمتطي عجل النحاس

ومن يبحث عن تلك الكنوز المختبئة خلف شوارع المدن الرديئة غير أبطال الأساطير القديمة والجديدة، الشهداء الأحياء، “كعنقاء” القصيدة الأخيرة من “ كتاب الليالي” حيث يلتقي هرقل والأطلس عاشقين متعانقين، متبارزين ومتنابزين بالألقاب:

لأني العاشق والمعشوق
على كتفي تخضر الصحراء، وتنفجر الغدران

مثلما يلتقي السارق بروميثيوس بالحارق طارق ابن زياد مهاجرين من البلاد:

هل جئتِ تعترفين لي بالرعب
حين سرقت نار الآلهة
واجتزتُ خط الرجعة الأقصى
وأحرقتُ المراكب ؟

وتهيم بها طيور الصدى عشقا صريعا:

كم هامة لهجت بعشق الأرض
كان الموت موئلها المقدّرْ ؟

ولا يكفُّ سيزيفُ عن التيه في الظلمات فرارا:

من هاربٌ في التيه يحمل صخرة الأوزار؟
من يهوي إلى ظلماته
متوحدا كالموت..

ولا يبقى حيا إلا كل عنقاء مُغْرِبَةٍ باحثا عبثا عن كنز ذاكرته المفقود فيها:

ساعديني كي أقوم من الرماد
وأستردَّ الذاكرة.

وبالتالي “كتاب الليالي” حقا “ ملتقى الموت والمولد” على حد قول الشاعر الرائي والكاتب:

أرى بعيني الموت والميلاد

وإذا كانت تيمة الشهادة قد عمرت طويلا وشاخت فإنها خلفت من نسلها تيمات أخرى يتيمات، كالحزن والمدينة، التي اتسعت فيها “مساحات الحزن” حتى غدا “الحزن مهنتي” لدى الشاعر المغني لمدن طافحة الأحزان، جريحة الفؤاد ومتشحة بكل ألوان الحداد. وقد خصّ منها وجدة بقصيدتين : “تحليق في سماء وجدة” و”في وجدة: توهج قصير” حلّق فيهما مثلما تألق على منابر مهرجاناتها الشعرية :

أفديك يا معشوقة الشعراء،
فاشتعلي وإن تعب المغني.

أما شقيقتها “الناظور: صباح الجوع والأحذية الثقيلة والبكاء” فهي أيضا رائعة مثلها وفاجعة بصور الانتفاض المرير الشهادة والمخاض العسير الولادة :

الشمس تلتهم الوجوه السمر
والأسواق والسلع الدخيلة والمنارة:
ها هنا تقف النساء المثقلات بعريهن
وخلفهن تقرفص القطط الشريدة والرجال
وتهب عاصفة من الكلمات
تختطف السكينة والسلام
ويلتقي روث البهائم والذباب

وكلتاهما “ملتقى الأحباب” وجدة “الأرض اليباب” والناظور”سوق القرية” لعبد الوهاب البياتي القائل فيها:

الشمس والحُمُرُ الهزيلة والذباب
وحذاء جندي قديم
يتداول الأيدي
وفلاح يحدق في الفراغ.

وفي ضيق ذلك الفراغ الفسيح والجريح يُجلّي بواطن صورتهما الدرامية ومكامن سيرتهما اليومية:

هل قلت إن شوارع الناظور موحشة
وإن هواءها متلوث بمقاولات الزور
والبؤس المعتق في كؤوس الشاي
فاشرب يا رفيقي في مقاهيها المرارة سلسبيلا
اشرب وحدق في بواطنها طويلا
هل قلت حتى لا يفوت الوقت
إن الناس يهترئون فيها
بين مرحاض ومقهى
ثم يكتشفون فيها كيف يزني الرأسمال..

وسواء أكانت جميع عواصم الألم والحلم مدنا فاضلة أم فاجرة، فالشعراء، حزانى، لا يسعدون إلا بالمكان الذي لا يوجدون فيه، ومتى وصلوا إليه قالوا مع الشاعر الحسين القمري : .. ما أقسى التّغرّب في المكان !..


الكاتب : إدريس الملياني

  

بتاريخ : 11/03/2022