جدد التأكيد على موقف بلاده الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي … بلينكن: المغرب يعد شريكا قويا للولايات المتحدة على المستوى العالمي

بوريطة : الاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي يعد رسالة من أجل حل دائم وعادل بمنطقة الشرق الأوسط في إطار حل الدولتين

 

أنهى كاتب الدولة الأمريكي أنطوني بلينكن زيارته إلى المغرب متوجها إلى الجزائر، حيث أكد مجددا على موقف الولايات المتحدة الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي.
وأكد بلينكن في لقاء صحفي عقده رفقة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عقب محادثات أجرياها يوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تعتبر مبادرة المغرب للحكم الذاتي حلا جديا وواقعيا، يستجيب لتطلعات سكان الصحراء.
كما أشار إلى دعم بلاده للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، في قيادة العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، معربا عن تقديره لدعم المغرب لمهمة المبعوث الأممي.
كما أكد كاتب الدولة الأمريكي أن المغرب يعد شريكا قويا للولايات المتحدة على المستوى العالمي.
وأعرب بلينكن عن تقديره البالغ لهذه الشراكة التي «نتدارس اليوم سبل تعزيزها، ليس فقط على الصعيد الثنائي لكن بما يشمل مناطق أخرى من العالم، ولاسيما القارة الإفريقية».
وأبرز أن الولايات المتحدة تعتبر هذه الشراكة استراتيجية على اعتبار العلاقة الثنائية القوية التي تجمع بين البلدين، مضيفا «أننا نعمل سويا بشكل مباشر لما فيه صالح بلدينا وشعبينا» في عدة مجالات منها التعاون الأمني ومكافحة التغير المناخي وجائحة كورونا.
وأوضح في هذا الإطار أن الولايات المتحدة تعترف بالدور المهم الذي يضطلع به المغرب في حفظ الأمن والاستقرار الإقليميين والمساهمة في تحقيق السلام والرفاه في المنطقة، مبرزا أن الطرفين يتعاونان «بشكل وثيق في التعامل مع القضايا الإقليمية كالساحل وليبيا ومحاربة الإرهاب، حيث أبان المغرب عن ريادة مطردة ضمن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب والتحالف الدولي ضد داعش».
وعلى مستوى التعاون في مجال مكافحة التغير المناخي، أشار كاتب الدولة الأمريكي إلى أن تزايد موجات الجفاف في المغرب والولايات المتحدة وحول العالم يتطلب منا توحيد الجهود لمواجهة التغيرات المناخية.
وأكد أن المغرب يعتبر رائدا عالميا في هذا المجال من خلال وضعه هدفا طموحا يتمثل في بلوغ حصة الطاقات المتجددة في المزيج الكهربائي نسبة 63 في المائة بحلول عام 2035.
وقال إن المملكة في طريقها لتحقيق هذا الهدف بل وتجاوزه، مشيرا إلى أن 45 في المائة من الإنتاج المغربي للكهرباء يأتي اليوم من مصادر متجددة.
وبخصوص التصدي لجائحة كوفيد-19، أبرز بلينكن أن المغرب والولايات المتحدة يعملان جنبا إلى جنب من أجل محاربة الوباء. وأشاد بالجهود التي قامت بها المملكة في هذا الإطار تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، معربا عن تقدير بلاده لمساهمة المغرب في جهود القضاء على جائحة كورونا في بلدان أخرى.
من جهة أخرى، أكد كاتب الدولة الأمريكي أن بلاده ملتزمة بالعمل مع المغرب لتحقيق تقدم ملموس في مجالات ذات أولوية، منها النهوض بحرية التعبير وتكوين الجمعيات وإصلاح منظومة العدالة الجنائية وحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.
من جهته قال ناصر بوريطة، إن موقف الولايات المتحدة الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، هو موقف ثابت منذ إدارات أمريكية متتالية.
وشدد بوريطة على أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية هي الحل الوحيد الذي تدعمه الولايات المتحدة وبلدان أخرى (كإسبانيا مؤخرا وألمانيا وغيرهما من البلدان العربية والإفريقية).
وأشار الوزير، في هذا الصدد، إلى الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية مؤخرا إلى جلالة الملك والتي اعتبرت إسبانيا من خلالها أن مبادرة الحكم الذاتي «بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف» حول الصحراء. واعتبر أن هذا الموقف الإسباني يشكل «تطورا إيجابيا، نرحب به ونعتقد أنه سيفتح الباب أمام صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين».
وأوضح بوريطة، في هذا الصدد، أن موقف إسبانيا «ليس معزولا»، ولكنه يندرج في إطار دينامية دولية لدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل واقعي موثوق للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مضيفا أن هذا «هو موقف الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وموقف مجموعة من البلدان العربية والإفريقية».
ولفت بوريطة إلى أنه قد آن الآوان بالنسبة لأوروبا للخروج من «منطقة الراحة» في ما يتعلق بهذا النزاع، لأن «دعم عملية لإيجاد حل لنزاع ما لا يعني دعم حل لهذا النزاع»، موضحا أنه من «السهل القول بأننا ندعم هذه العملية لكن هذه الأخيرة قد تستمر لعقود من الزمن».
وخلص إلى أن «الأهم في هذه المرحلة هو الانتقال إلى مجهودات موجهة لدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية تحت السيادة المغربية».
كما أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن العلاقات المغربية – الأمريكية قائمة على شراكة قوية وطموحة ومتنوعة، وفق الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس.
وأبرز بوريطة أن هذه العلاقات تتجسد أيضا من خلال العلاقة الشخصية بين جلالة الملك والرئيس جو بايدن منذ لقائهما في مراكش في عام 2016.
وأشار بوريطة إلى بعض أوجه هذه الشراكة التي تجمع بين البلدين، ومنها على الخصوص التحالف الدولي ضد (داعش) ودعم المجهود المشترك لمكافحة الإرهاب والتطرف، والتمرين العسكري «الأسد الإفريقي» المشترك، والذي سيقام في يونيو المقبل، واحتضان المغرب للمنتدى الاقتصادي الأمريكي الإفريقي بمراكش في يوليوز القادم، «وهو ما يدل»، يتابع المسؤول الحكومي، «على ثراء مضمون هذه الشراكة وغناها وتنوعها».
وبعد أن أكد الوزير أن العلاقات بين البلدين تتجاوز الإطار الثنائي لتشمل منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والعديد من المناطق بالعالم، لاحظ أن الشراكة المغربية الأمريكية قائمة على قيم ومصالح مشتركة ورؤىة متطابقة حول مجموعة من القضايا الدولية والإقليمية، مشددا، في السياق ذاته، على حرص جلالة الملك القوي على أن تتطور هذه العلاقات في إطار الآليات المهمة التي يتوفر عليها البلدان.
وتطرق، في هذا الصدد، إلى الحوار الاستراتيجي الذي انطلق منذ أسبوعين والحوار حول حقوق الإنسان، واتفاق التبادل الحر الذي يعد الوحيد من نوعه الذي يجمع دولة إفريقية بالولايات المتحدة، والذي أعطى نتائج إيجابية على مستوى تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية، معربا عن أمله في أن يكون لهذا الاتفاق دور أهم في الدفع بالاستثمارات الأمريكية في المغرب.
كما أكد على أهمية ميثاق الألفية الذي ساهم في المجهود التنموي بالمملكة، وآليات التعاون الأمني والعسكري القوية والمنتجة لمبادرات متعددة بين المغرب والولايات المتحدة، معربا عن تطلعه لأن تصبح الشراكة الثنائية شراكة نموذجية قوية بعلاقاتها التاريخية، وقادرة على التأقلم مع التحديات الدولية والإقليمية الراهنة.
من جهة أخرى، أشاد بوريطة بوجود الولايات المتحدة كطرف في الاتفاق الثلاثي الموقع أمام جلالة الملك في دجنبر 2020، والذي أعادت بموجبه المملكة المغربية علاقاتها مع إسرائيل، معتبرا أن هذا الاتفاق كانت له نتائج إيجابية ويمكن أن تتعزز أكثر في إطار مشاريع ملموسة ومفيدة لشعوب المنطقة وللشعبين المغربي والإسرائلي.
وأضاف بوريطة أن الاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي يعد رسالة من أجل حل دائم وعادل بمنطقة الشرق الأوسط في إطار حل الدولتين.
وأكد بوريطة أن هذا الحل يتمثل في إقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، مضيفا أن ذلك يتماشى مع رؤية جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، لمدينة يعمها الحوار والتعايش وتحتضن كل الديانات.


بتاريخ : 31/03/2022