كتاب «الثقافة رافعة حاسمة للتنمية الجهوية».. أصدقاء غوتنبرغ / المغرب يرافعون من أجل جهوية تسندها الثقافة

 

أصدرت جمعية أصدقاء غوتنبرغ (فرع المغرب) مجمل أشغال ندوتها الوطنية حول «الثقافة وللتنمية الجهوية» التي عقدتها بالرباط منتصف أبريل الماضي، في كتاب ضم جميع المداخلات التي تقدم بها للنقاش والمطارحة، المتدخلون والمساهمون الذين يؤمنون بأن البعد الجهوي للثقافة حاسم وضروري في كل الاستراتيجيات التي تروم التنمية والدفع بالاقتصاد.
الكتاب الذي يحمل عنوان «الثقافة رافعة حاسمة للتنمية الجهوية» والذي صدر باللغتين ( العربية والفرنسية)، اعتبره رئيس جمعية «أصدقاء غوتنبرغ» (فرع المغرب )خليل الهاشمي الادريسي، جزءا من القناعات الراسخة لأصدقاء غوتنبرغ بدروهم الاقتراحي من خلال المشاريع والمبادرات السوسيو ثقافية التي يقدمونها من أجل جعل الثقافة أولوية في كل المشاريع والاستراتيجيات التنموية، خاصة في ظل تدبير لا يعطي أية أهمية للثقافة عند التفكير في الأرواش الكبرى المرتبطة بالبنى التحتية والمخططات، وهو أحد أسباب فشل التنمية الجهوية التي تغفل المعطى الثقافي بل تجعله في آخر اهتماماتها أو تتعامل معه بشكل فلكلوري مناسباتي، بعيدا عن امتلاك رؤية وسياسة ثقافية واضحة، تجعل من أولوياتها سن تشريعات ملائمة وميزانية سنوية كافية لتحرير الطاقات وخلق دينامية جهوية تعزز صورة الجهة وهويتها وتزيد من فرص جاذبيتها الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما لن يتحقق دون إحداث «ثورة ثقافية» من أجل عكس المكانة التي تحتلها الثقافة في المخيال الهرمي للمسؤولين الجهويين ، ووضعها على رأس الأولويات.
من جهته اعتبر عبد الحميد جماهري أن لا جهوية بدون قاعدة ثقافية، مؤكدا أنه في جميع السياسات العمومية السابقة لم تدرج الثقافة كأولوية وطنية، وهو ما يترجمه ضعف الميزانية المخصصة لها وكل هذا في بلد اختار منذ دستور 2011 أن يقوي القاعدة الثقافية للدولة، وهو ما يتعارض مع نص القانون المنظم للجهة (111.14) الذي كان بخيلا للغاية في المهام المنوطة بالجهة في مايتعلق بالعلاقة بين التنمية والثقافة، حيث لم يذكر الثقافة سوى مرتين وليحصر مهام الجهة حولها في جملتين هما:
– الإسهام في المحافظة على المواقع الأثرية والترويج لها.
– تنظيم المهرجانات الثقافية والترفيهية.
الكتاب يتضمن مداخلات كل من: الرئيس الشرفي للجمعية محمد برادة بعنوان «من أجل جهوية ثقافية تعزز التنمية»، المحلل النفسي جليل بناني بعنوان «التنمية من خلال التعددية الثقافية»، عبد الحميد جماهري مدير نشر جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بعنوان «الجهوية، التنمية ودور الثقافة: النص والواقع»، محمد المباركي المدير العام لوكالة تنمية أقاليم جهة الشرق حول « الثقافة والتنمية الجهوية: من المفاهيم الى تطبيقاتها العملية»، الصديق معنينو الكاتب والصحفي: «الواقع والآفاق»، محمد الفران مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية حول « الثقافة رافعة للتنمية وحاضنة لجودة العيش والحياة».
الكتاب تضمن أيضا مشاركة كل من نائلة التازي، رئيسة فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، عبد القادر الرتناني مدير دار نشر «ملتقى الطرق»، الحبيب بلكوش رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، إدريس الكراوي عضو الأكاديمية الملكية الأوربية،  جان بيير إلونغ مباسي رئيس اللجنة المنظمة لعواصم الثقافة الإفريقية، ومحمد برادة الرئيس الشرفي لجمعية أصدقاء غوتنبرغ المغرب.
يشار الى أن جمعية أصدقاء غوتنبرغ المغرب، هي جمعية مغربية تضم مهنيي الكتابة، وتهدف إلى نشر وتطوير القراءة والثقافة في المغرب، عبر المساهمة في بناء عالم يسوده العدل والإخاء واحترام جميع الثقافات.
ومنذ أن رأى النور في أبريل من سنة 2010، انكب الفرع المغربي لجمعية أصدقاء غوتنبرغ على إنجاز بعض التدابير التي تتماشى مع انشغالاته. ويظل الدفاع عن الكتابة والنهوض بالقراءة وتشجيع الكتابة والنشر أبرز الأهداف الرئيسية الطموحة والواقعية في آن لهذه الجمعية الفتية التي تضم مناضلين على قناعة راسخة بضرورة خدمة قضية الثقافة بجميع أشكالها.
تجدر الإشارة إلى أن جمعية أصدقاء غوتنبورغ، أنشئت بفرنسا سنة 1979، قبل أن يتوسع مجالها من خلال عمليات توأمة على المستوى العالمي.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 25/05/2022