سبق أن أشرنا في مقالات سالفة، عدة مرات ، الى المشاكل والاكراهات المتسببة أحيانا في حوادث قاتلة لبعض مستعملي مختلف وسائل النقل العمومية والخاصة بالأقاليم الجنوبية ، بسبب انتشار الابل السّائبة المعروفة بتنقلاتها لأماكن بعيدة بهدف البحث عن العشب على مقربة من الطريق، والتي أصبحت تستأنس بضجيج المركبات وأضوائها ، وبالتحديد بين العيون وطرفاية وبين السمارة وطانطان التي وقعت بها مؤخرا حادثة خطيرة أودت بحياة ثلاثة أشخاص، و إصابة عدد آخر بجروح متفاوتة ، كان من أسبابها تواجد جمل بمحاذاة منعرج خطير . نفس المعاناة تلاحظ على مقربة من مدينة بوجدور وبين رأس أُمْليل وازْريويلة بإقليم كلميم ، حيث تترك الابل تسرح على قارعة الطريق في غفلة من أصحابها، حيث يطلق لها العنان ولا يتم العمل على إبعادها عن الطريق لتفادي ما قد ما قد تسببه من خطر على حياة المسافرين «، لكن ذلك لا يمكن أن يكون مبررا لبعض السائقين في ما يخص عدم التركيز والسرعة المفرطة» تقول مصادر من عين المكان، داعية الجهات المسؤولة إلى «الإسراع بوضع المزيد من اللوحات الإرشادية للسلامة وعلامات التشوير ، وحث أصحاب الإبل على مراقبتها وعدم إطلاقها على عواهنها، وتنبيه السائقين بتوخي الحيطة والحذر، لاسيما في الليل وفي المناطق المعروفة بوجود الرمال المتحركة وتحديدا ضواحي اخنيفيس وعبر الطريق الساحلية أمكريو – فم الواد التي تشهد حركة مستمرة للإبل في الليل كما في النهار، و ضرورة إلزامية الكسابة بتركيب أحزمة عاكسة لأشعة وأضواء وسائل النقل بأعناق وسيقان الابل ، والتي يمكن صناعتها باقل تكلفة و بأثمان بسيطة ، ولها إيجابيات عديدة من بينها تنبيه السائقين لتوخي الحذر والحيطة لتخفيض السرعة كلما اقتربوا من هذه الحيوانات الحاملة لتلك الأطواق المضيئة.»
فهل ستتحرك الجهات المسؤولة للحد من أسباب وقوع حوادث خطيرة أزهقت العشرات من أرواح المواطنين الابرياء وتسببت في خسائر مادية جسيمة ؟