كريم الفحل» فيلسوف» الفنتازيا المسرحية في ضيافة شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب

استضافت شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، بتنسيق مع المقهى الثقافي «لوسافير بلاص»بمدينة القنيطرة حفل تقديم وتوقيع النص المسرحي «في حضرة الشيخ القوقل» للمبدع المغربي كريم الفحل الشرقاوي مؤخرا بمدينة القنيطرة.
قام بتأطير أشغال هذا الحفل الثقافي الفنان حسن ضاوي بمشاركة الموسيقي عز الدين علاء الدين، وبحضور ثلة من الفعاليات الثقافية والفنية والإعلامية الوازنة التي أغنت هذا اللقاء الباذخ بمداخلات ونقاشات مستفيضة تصب في صلب الموضوع الإشكالي الذي يطرحه النص الدرامي . وللإشارة فإن المتن الدرامي «في حضرة الشيخ القوقل» (غوغل google) يستمد دلالاته العميقة من معمعان الهيمنة الكاسحة للثورة المعلوماتية التي اجتاحت كل الفضاءات العامة والخاصة والحميمية . وصارت تشكل من خلال وسائطها الرقمية المذهلة الشريان الرئيسي المغذي لكل التداولات التي ينتجها الجنس البشري الذي ولج رغم أنفه عصرا جديدا موسوما بالعصر الرقمي الذي فجر ثورة سوسيوتقنية رهيبة نحتت تحولات بنيوية عميقة خلخلت الكثيرمن العلائق السائدة وهددت العديد من البنيات السوسيوثقافية العتيقة إما بالإنكماش أو بالتواري أو بالزوال . بل وسيذهب المتن الدرامي أبعد من ذلك ليستحضر عوالم ما بعد انقراض الزمن الورقي و سيادة الزمن الرقمي حيث ستختفي الكتب و كل المنشورات الورقية الأمر الذي سيدفع بالشيخ القوقل )غوغل google ( إلى محاولة إبرام عقد احتكاري مع آخر بائع للكتب في كل الأزمنة المدعو مسرور بن عاشور الكتبي بن دهشور المطبعي بن منشور الناشر بن شحرور الخطاط بن بعرور الناسخ بن قنطرور الوراق بن الفهرستاني الكبير.
داخل هذا السياق سيحاول خط الفعل الدرامي المدجج بنفس فنتازي ساخر نحت مساره من خلال رصد شخصية «مسرور» خاتم الكتبيين أجمعين الذي وجد نفسه بعد أفول الزمن الورقي فاقدا لهويته وكينونته المتمثلة في مهنته التي توارثها أبا عن جد . فما كان منه إلا أن فتح ملفه ونثر أرشيفه بين يدي الشيخ القوقل ) غوغل ( ممارسا بوحا مفتوحا … استعاد من خلاله شريط ذكرياته مع زوجته « شبشوبة « التي هجرته بسبب تشبثه بمهنته المنقرضة … وذكرياته مع والده «عاشور « أشهر بائع للكتب المستعملة والملقب لدى الخاص والعام بالفهرستاني لقوة ذاكرته ونبوغه في حفظ و فهرسة عناوين المئات من أمهات الكتب والمجلدات .. الذي مات مقهورا بحسرته بعد أن أفلس وبارت بضاعته بسبب شريحة رقمية رهيبة لم يستطع مجاراة ذاكرتها الجبارة القادرة على ابتلاع وفهرسة جدولة أعداد لا تحصى من الكتب والمصنفات المنشورات الورقية.
ومع توالي وتواتر الأحداث الساخرة يقترح الشيخ القوقل على مسرور التوقيع على عقد احتكاري أبدي يلزم هذا الأخير بالإقامة بشكل دائم داخل بيت زجاجي بمتحف غوغل الكبير مع كتبه ومجلداته البائدة حتى يصبح مزارا لزوار المتحف الراغبين في التمتع برؤية خاتم الكتبيين أجمعين .. بل وسيصبح أيضا مزارا للأجيال القادمة بعد موته و تحنيط جثته .
وللإشارة فإن المؤلف والناقد والمخرج المغربي كريم الفحل الشرقاوي يعتبر رائدا من رواد المسرح التجريبي في المغرب والعالم العربي ويكفي التأشير على أنه صاحب العمل المسرحي الأكثر تتويجا في تاريخ المسرح المغربي حيث سبق لمسرحيته التجريبية «التمثال» التي قدمها بثلاث معالجات درامية وثلاث رؤى إخراجية أن حصدت 31جائزة في الموسم الواحد . كما سبق لكريم الفحل الشرقاوي أيضا أن حاز على جائزة التأليف عن مسرحية « الهاتف الأحمر» في المهرجان الدولي للمسرح الاحترافي بمدينة فاس . و حاز على جائزة الإخراج في مهرجان حسان بالرباط عن مسرحية «الفأر الرمادي» . وفاز بجائزة أحسن نص في المهرجان الوطني الثالث للمسرح المغربي عن مسرحية «الحجاب» . كما حاز على جائزة الإخراج والجائزة الكبرى عن مسرحية « تاماتارت» في المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي بأكادير . و حاز على جائزة البحث المختبري عن مسرحية «الرجل الذي باع الشمس» و الجائزة الكبرى للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عن مسرحية «أركاز إزنزن تافوكت» . و حاز أيضا على الجائزة الأولى في المهرجان الوطني الثاني للابداع الساخر بالرباط بعرضه الفني الساخر «بالأبيض والأسود» . كما حاز على الجائزة الثانية في مسابقة النصوص المسرحية المغاربية التي نظمها اتحاد الفنانين المغاربيين عن نص «أهل المخابئ» التي مثلت المغرب كعرض مسرحي في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي . أما في مجال المسرح المدرسي فقد حصد أربع جوائز في المهرجان الجهوي للمسرح المدرسي بطنجة . . كما تم انتخاب كريم الفحل الشرقاوي المبدع المسرحي الأفضل عربيا خلال الاستفتاء الذي نظمته بمصر الجمعية العربية والدولية للإعلام و السينما والذي شمل 31 دولة عربية حيث تم التصويت على المبدعين و الفنانين الأفضل عربيا خلال موسم 2021.


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 28/04/2022