كشف عن المجموعة التي سيخوض بها مباريات يونيو … الناخب الوطني يعيد مزراوي وحاريث وتعرابت ويبقي الباب مفتوحا في وجه زياش

كشف الناخب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، صباح أمس الأربعاء، في لقاء إعلامي بالمركز الوطني محمد السادس بالمعمورة، عن قائمة مشكلة من 27 لاعبا، سيخوض بهم المباريات الثلاث المقبلة، أمام الولايات المتحدة الأمريكية وديا يوم 01 يونيو بسينسيناتي، ويوم 09 من الشهر ذاته بمجمع الأمير مولاي عبد لله بالرباط أمام جنوب إفريقيا ويوم 13 منه في مواجهة ليبيريا بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم إفريقيا 2023 بالكوت ديفوار.
وسجلت قائمة المدرب البوسني عودة الثلاثي، عادل تاعرابت، لاعب بنفيكيا البرتغالي، بعدما غاب لفترة طويلة، بفعل تراجع مستواه بعض الشيء، لكن الإصابات والعمليات الجراحية، التي خضع لها بعض لاعبي الفريق الوطني، فرضت إعادته إلى الفريق الوطني، الذي سيكون محروما من خدمات الثنائي، سفيان بوفال وعمران لوزا، بعدما خضعا لعملية جراحية عقب الإصابة التي تعرضا لها في نهاية الموسم، كما يغيب أيضا ريان مايي، الذي أكد وحيد أنه حاول الاتصال به قبل شهرين، على إثر الإصابة التي تعرض لها، لكنه لم يرد عليه.
وعاد الناخب الوطني، خلال هذا الموعد الإعلامي، إلى الحديث عن العمل الذي قام به على مدار الثلاثين شهرا التي قضاها على رأس الفريق الوطني، مشيرا إلى أنه حقق التأهل إلى المونديال رفقة ثلاثة منتخبات، ورابعها هو الفريق الوطني، لكنه رافق فقط المنتخب الجزائري إلى المونديال، وقاده إلى ثمن نهائي نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل، لكنه مع ذلك لم يسلم من الانتقادات، والتي يجهل سببها.
وأشار الناخب الوطني إلى أن العناصر الوطنية قدمت مباراة كبيرة أمام الكونغو الديمقراطية، خلال الملحق المؤهل إلى كأس العالم، ولاسيما في لقاء الإياب. مشددا على أن العمل الذي قام به طيلة هذه الفترة بدأ يعطي ثماره، لأن المنتخب الوطني حينما تسلم مقاليد الإشراف عليه كان يتواجد في الرتبة الأربعين، وتقدم إلى أن وصل حاليا إلى المركز 24 عالميا.
وعاد وحيد إلى التطرق إلى ميثاق المنتخب الوطني، والذي أنجز بأربع لغات، حتى يسهل على كافة اللاعبين الاطلاع عليه، وهو يتضمن الشروط والأهداف والحدود والالتزامات، حيث لاحظ الجميع كيف تطور الفريق الوطني، الذي شهد تغييرا جذريا، «بعدما عملنا على التخلص من كافة السلبيات، وضغطنا على بعض الأشخاص كي يغادروا محيط المنتخب».

لقد بلغنا مرحلة متقدمة

وصف خاليلوزيتش الجو العام داخل الفريق الوطني بالرائع، لأن كافة اللاعبين أصبحوا يتكلمون لغة واحدة، ولم تعد هناك أية حزازات بين لاعبي الدوري المحلي أو أولئك القادمين من المهجر، كما لم نعد نسجل انقساما بين لاعبي هولندا وإسبانيا أو فرنسا، وهذا أعطى ثمارا جيدة. وقد لاحظ الجميع كيف أن الفريق وطيلة مقامه بالكاميرون، حين شارك في نهائيات أمم إفريقيا، والذي امتد لأربعين يوما، لم يسجل أي مشكل. مؤكدا على أن الفريق الوطني حقق تأهلا رائعا إلى المونديال، بفضل مواهب شابة وواعدة، بعضها لم يكن معروفا لدى الجماهير المغربية، «لكن علينا بداية من هذه اللحظة أن ننخرط في التحضير، وبكل جدية، لنهائيات كأس العام بقطر، لأننا نتواجد في مجموعة صعبة، تضم بالإضافة إلى بلجيكا، الغنية بمواهبها، كرواتيا التي أعرفها جيدا، وأيضا منتخب كندا، الذي يعد من أحسن منتخبات أمريكا الشمالية، ومن أجله اخترنا مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، الذي سيكون محكا حقيقيا للعناصر الوطنية، لأنه يضم لاعبين جيدين، ويتقدم علينا في التصنيف العالمي».

أنا متضامن مع الشعب المغربي

قال وحيد خاليلوزيتش إنه تعرض في الآونة الأخيرة لتحامل كبير، «آلمني مثلما آلم عائلتي وأسرتي». مضيفا أنه يعلم جيدا أن الانتقادات تطال حتى الناجحين، لكنه يرفض أن تكون هدامة.
وأكد الناخب الوطني على أنه يعلم جيدا أنه غير محبوب من طرف كافة المغاربة، لكنه لم يتجاوز حدود اللباقة معهم، مشيرا إلى أنه يرفض بشكل قاطع أن يتم اتهامه من قبل البعض بكونه أهان الشعب المغربي أو قام بسبه وشتمه، لأن علاقته مع المغرب تمتد لأكثر من 25 سنة، كانت بدايتها رائعة مع فريق الرجاء البيضاوي، وكون عدة صادقات مع مغاربة مازالت مستمرة إلى الآن، ويحرص بشكل دائم على زيارة المغرب رفقة عائلته، التي تعشق هي الأخرى هذا البلد، وتعتبره موطنها الثاني، لأن منزله حاليا يتواجد بالمملكة المغربية، التيي تبقى بلدا جميلا ورائعا، قبل أن يعلن عن تقدمه قبل سنة ونصف بمساهمة مالية بقيمة 100 مليون سنتيم في صندوق مكافحة كورونا، وهو فخور بذلك، مبديا تضامنه المطلق مع الشعب المغربي، الذي يكن له كل الاحترام والتقدير. «لكن اتهامي بالكذب والباطل آلمني كثيرا، كما آلم أسرتي وأصدقائي.»

ندمت على إبقاء حجي بجانبي

عاد وحيد خاليلوزيتش في هذا اللقاء الإعلامي إلى الحديث عن إبعاد مساعده، مصطفى حجي، عن الفريق الوطني، مشيرا إلى أنه كان يثق فيه بشكل كبير، و»كثيرا ما دافعت عنه وحميته، وكان عليه أن يكون قدوة ومثاليا في رد الجميل، لأنني سعيت قدر إمكاني إلى خلق جو عائلي داخل الفريق الوطني، ونجحنا في ذلك إلى حد ما، لكنه في نهائيات أمم إفريقيا أظهر سلوكا معاكسا لم يعجبني، ولن أدخل في تفاصيل أكثر.»
وختم وحيد بالتأكيد على أنه ربما يكون قد أخطأ حينما احتفظ بمصطفى حجي إلى جانبه، لأنه بدأ يروج لأشياء غير صحيحة، من قبيل أنني شخت وأصبحت عجوزا غير صالح للتدريب.

باب المنتخب الوطني مفتوح

لم يعط الناخب الوطني مسألة رفض حكيم زياش، لاعب تشيلسي الانجليزي، حيزا كبيرا، واكتفى بالقول إن باب المنتخب الوطني لن يغلق في وجه أي لاعب أظهر جاهزية وقدرة على منح الإضافة للفريق الوطني، الذي يجب أن يذهب إلى المونديال بروح قوية وجاهزية تامة.
وأضاف أن التنافس بين اللاعبين من أجل حمل القميص الوطني يبقى شيئا محمودا ومفيدا، لأنه سيتيح للناخب الوطني هامشا اختيارات أكبر. مشددا على أن المصلحة العليا يجب أن تكون للفريق الوطني.
وبخصوص الحديث الذي جمعه بالثنائي العائد نصير المزراوي، المنتقل حديثا إلى بايرن ميونيخ الألماني، وأمين حاريث، الذي قدم موسما استثنائيا مع مرسيليا الفرنسي، فقد أوضح خاليلوزيتش، أن محور أي نقاش أو حديث مع أي لاعب يتمحور حول الميثاق، الذي تم إعداده قبل سنتين، «وأنا فخور بهذه المجموعة التي أشتغل معها، والتي تستحق أن ترتقي نحو الأحسن.»
وأضاف أنه خلال المدة التي أشرف فيها على الفريق الوطني عاين بعض التصرفات غير المقبولة من طرف بعض اللاعبين، لكنه عالجها في حينها بالطريقة التي تقتضيها، وهو ما انعكس إيجابيا على الفريق الوطني، حيث تم تجاوز كل المشاكل، مشيرا إلى أن المنتخبات والفرق العالمية قد تشهد أحيانا تواجد بعض اللاعبين الذين يخرجون عن الخط المستقيم، وهو أمر عادي، و»أنا شخصيا عاينت كيف أن منتخب كرواتيا تخلى عن ثلاثة من نجومه، يلعبون على أعلى مستوى، لأنهم خرجوا عن الضوابط».


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 26/05/2022