كمين حبٍّ

 

مرّات كثيرة
ومثل شاعر مهم)
افتُرشَ الورد في طريقه
وصُفَّت من أجل
حذائه الركيك زرابٍ حُمْرٌ
لا يزال دم أصابع عاملات النسيج
ينضح من صوفها
المنزوع من جلد نعجة فلاح فقير
في قرية نائية.
مرات كثيرة أغرتني فكرة تغيير العالم
كأن أعجن القارات الخمس
بعطر الحب:
صحاريها بمروجها
جبالها بسهولها
أمدَّ الأنهار في كل اتجاه
مثل خيوط كهرباء
وأجعل الشمس
قطَع حلوى بمقابض خشبية
يمتصها الأطفال العراة نكاية بالبرد
أزود القمر بسلم أطول من لحظة ألم
ينزله خلسة بشبشبه القطني
ليبارك قبلةَ حبيبين في زقاقٍ ضيقٍ
خلف جدار المدرسة
أو في مرحاض قطار متهالك.
ومن أجل سعادة الأطفال
الذين يزعجون قيلولتي
أجعل من السَّاسة الموهوبين والفاشلين على السواء
رغم ربطات أعناقهم الصارمة
وحساباتهم البنكية العريضة
لعبا بلاستيكية هشة
تتكسر بمجرد النظر إليها
أو كرات ثلج يتقاذفونها
دون شفقة يوم الأحد.
مرات كثيرة
وضعت يدي لصق ذقني
مداعبا شاربي الوهمي
وقلت: ماذا لو رتبت لقافلة العصافير
التي تجوب شوارع قلبي
كمين حَبِّ محكم
ونزعْتُ أناشيدها الخفيفة
وجعلتُها حباتِ هواء ملونة
بين حروف كلماتي؟


الكاتب : أحمد هلالي

  

بتاريخ : 25/08/2023