كوب 23.. تحديات التكيف مع التغيرات المناخية في إفريقيا في صلب لقاءات الرواق المغربي

شكلت تحديات التكيف مع التغيرات المناخية في إفريقيا محور اللقاءات التي نظمها الرواق المغربي، أول أمس الخميس، في إطار الدورة ال23 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية المنعقدة في مدينة بون الألمانية (6-17 نونبر). وقارب المتدخلون المغاربة والدوليون خلال جلسة النقاشات التي أتاحها الرواق المغربي في إطار أنشطته الموازية، إشكالية التكيف مع التغيرات المناخية في إفريقيا بمختلف أبعادها من حيث تقييم الانعكاسات والاستباقية والعمل.
وافتتحت اللقاءات باجتماع للجنة العلمية لكوب 22 حيث تم عرض نتائج عملها حول «قياسات التكيف بالنسبة لقطاعي الماء والفلاحة»، بحضور صلاح الدين مزوار رئيس كوب 22 المنتهية ولايته وخلفه الوزير الأول الفيجي فرانك باينمارانا، رئيس كوب 23.
وقال مزوار إن قضية التكيف محورية بالنسبة للبلدان النامية مما استوجب العمل في إطار الرئاسة المغربية للكوب على عناصر قياسية من أجل تمكين المشاريع التي تطورها البلدان من الحصول على التمويل.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن الرئاسة المغربية تعهدت بتحقيق تقدم في معالجة هذه المواضيع، مشيدا بعمل اللجنة العلمية والتي مكنت من تحديد «الأسس المثالية اليوم لقياس التكيف».
واعتبر مزوار أنه من المهم أن يترك مؤتمر كوب 22 رصيدا من خلال «الشبكة التي أنشأناها» بهذا الخصوص.
وأوضح أن الشبكة ستكون مبنية على أرضية معلوماتية تكون تابعة لجامعة محمد السادس بابن جرير والتي ستمكن من مواصلة العمل وخلق قاعدة للمعرفة لفائدة الشباب المغربي.
وفي سياق قياس وتقييم آثار التغيرات المناخية، سلط لقاء آخر الضوء على دور المصالح المناخية في دعم تدبير المخاطر المناخية المرتبطة بالجفاف لاسيما في مجال الفلاحة.
وقال فيليب دومينغوس فرايرس لوسيو من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية خلال افتتاح هذا اللقاء، إن تأثير الظواهر الطبيعية الشديدة على الفلاحة لم يعد بحاجة إلى دليل، مما يستوجب فهما أكبر لمخاطر المناخ بهدف التخفيف من هشاشة القطاع، خاصة في إفريقيا الأكثر عرضة لهذه الظواهر، لاسيما الجفاف.
وبعدما أكد على ضرورة العمل على نشر المعلومات المتعلقة بالأرصاد الجوية على نطاق واسع، أشاد بالجهود التي يبذلها المغرب في هذا المجال.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لإبراز التقدم الذي حققه المغرب من أجل تطوير نظام للإنذار فعال وتقييم آثار التغيرات المناخية في ضوء تجربة مديرية الأرصاد الجوية الوطنية والمعهد الوطني للبحث الزراعي.
لكن أقوى لحظة ميزت هذا اللقاء، تمثلت في تقديم مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية التي أطلقت خلال كوب22 بمراكش بهدف تخفيف هشاشة إفريقيا وفلاحتها أمام التغيرات المناخية.
وتمكن الحضور من تتبع إنجازات المغرب وبلدان افريقية أخرى في إطار هذه المبادرة التي تمكن من تعزيز بلورة مشاريع ملموسة لتحسين تدبير التربة والمخاطر المناخية والحلول المالية.
ونوه المتدخلون والمستفيدون وممثلو المؤسسات الشريكة من بينها البنك العالمي والوكالة الفرنسية للتنمية بإسهام هذه المبادرة ليس فقط كحل للتغيرات المناخية ولكن أيضا لانعدام الأمن الغذائي.


الكاتب : و م ع

  

بتاريخ : 11/11/2017