كيف يستعيد الكتاب اليوم تجربة كتابهم الأول؟

كيف يستعيد الكتاب اليوم تجربة كتابهم الأول؟ ما الذي تغير بعد مغادرة «المنازل الأولى» كما أطلق عليها كتاب أصدرته وزارة الثقافة في 2012؟
الكتاب الأول ..تأويل الدهشة ..اللهفة والقلق الممزوج بغير قليل من الثقة…الفكرة وقد اشتعلت فيها الحياة وتعرت أمام الناظرين، معلنة الخروج من عزلة صاحبها وزمنه الخاص إلى الفضاء العام حيث المولود ابن للجميع. هذا «الجميع» الذي يكون من حقه – لحظتها -تقمص دور الصيرفي الذي يقوم بفرز الفصوص وتنخيلها، مميزا بين الكتّاب والكتبة.
سحر الغلاف، دفء الورق، لمس النسخة الأولى..غواية الاسم وبريقه والتي تجعل الكاتب يقطع، حينها، مع كل انتساب بيولوجي أو عرقي كانه، مزهوا بالانتماء الى تلك القلة الهائلة التي تشيد عالمها على أنقاض الخيال: عالم الكتابة بعريه الإنساني ونبله الرمزي.
كثير من الكتاب من يقطعون الحبل السري مع كتبهم الأولى بعد الإصدار الثاني بدعوى عدم نضجها الإبداعي، متمردين على منجزهم الأول، طامرين إياه في «مقبرة الكتب المنسية « بتعبير الروائي الإسباني الراحل كارلوس زافون بعد أن تجاوزوا هذه العتبة، إبداعيا وجماليا. وقليل منهم من ظل وفيا لوقع الخطوة الأولى كفعل تأسيسي يستدعي، بالضرورة، انتقالا وتراكما يستجيب لشروط النضج والمعرفي الذي تكتسبه كل التجارب الإبداعية بعد امتدادها زمنيا.
في هذا الملف حكي يستعيد بنوع من النوستالجيا اللذيذة هذه التجربة، وكيف خرجت كتبهم الأولى من منطقة الظل إلى دائرة الضوء، متجاوزين قلقهم ومخاوف البداية ومصاعبها.

 

 


الكاتب : الملحق الثقافي

  

بتاريخ : 18/12/2020