كُــــلُّ مَا يَفــِيــضُ عــَنَّا يَخْـــذُلُهُ الْــوَجَع

الأضواء الثاقبة التي أمنحها ثقتي،
مغرورة ومستحيلة الهوى ..
لهذا أراني مناجيا كومة السحر، التي تزور منامي كل شتاء..
أقلبها ذات اليمين
ترتد ..
وتسبح في الذكرى ؟
أجرب ذات الشمال ..
فلا أجد ما أقوله ..
غير أن السكتة المهيبة تستحيل إلى فراشة ..
ويستحيل معها الفراغ والشك المسرف
….
وأعادل غضب النهار بالليل،
والمعدن الصفي باللوذعي ..
والكآبة الشديدة بالفرح الشقي ..
كل ذلك، لا يقصر عن جفوة مهدارة
أو سحابة آيلة للوقوع ..
أو أغنية قديمة،
تداوي جروح الروح
وآمال الأتقياء ..
……..
يهون اللقاء ولا تهون الذاكرة ..
فهي، لها صنو البأس وكشف النوايا..
وهي الماضي،
لما يتنقب بالترويع والإغفال المنفر ..
فهل نكون ملء الغوامض من الجبال الشم الراسيات؟
جراد السنين المرهقات ..
مآوي الفكر المجنونات ..

كل ما يفيض عنا يخذله الوجع
وتنثني في أغلاله الرزايا ..
لا نملك ما نملك ..
ولا نسعى مثل ما هو السعي ..
ولا غبطة في شساعة مهدرة.
عندما تكون الدنيا الدنية،
وصمة في غابة ..
أو عطفة سر،
في منية ..
نخب قصي ..
سكرة عركتها مباهج الجمال ..
نخال كأن لاشيء يأتي.
كأن لا مطر يرحم،
كأن لا طلل يطمر آثار الغابرين ..
ساعة يشرد الموت،
لا يسمع الآذان غير سماء
ونبتة في قصائد مبرمة ..
ثم نصيب ترقوة الليل
وننام
في عماء مستديم ..


الكاتب : مصطفى غلمان

  

بتاريخ : 04/02/2022