لأول مرة بالوسط القروي بسوس : «إنشاء مركز ثقافي»تاوسنا» للأبحاث والدراسات بقرية أولاد ميمون باشتوكة أيت باها

في مبادرة ثقافية وفكرية وعلمية هي الأولى من نوعها بالعالم القروي بمنطقة أولاد ميمون بجماعة سيدي بيبي التابعة ترابيا لإقليم اشتوكة أيت باها، أعلن زوال الأحد 18 يونيو 2023، الدكتور خالد العيوض عن تأسيس مركز ثقافي جديد بمنطقة رائدة محليا وجهويا ووطنيا في مبادرات تنموية وجمعوية يحمل إسم»تاوسنا» للأبحاث والدراسات.
وينفرد هذا المركز الثقافي الجديد بكونه يضم في مكتبه التنفيذي عدة كفاءات علمية وفكرية وثقافية من أبناء المنطقة ممن بصموا على حضور متميز في مجالات تخصصهم، ليكون بذلك إضافة نوعية للمنطقة والإقليم والجهة، بغية إثارة النقاش حول موضوعات راهنية تستأثر باهتمام الرأي العام المحلي والإقليمي وهي موضوعات متنوعة ذات طبيعة مجالية وقطاعية وجمعوية وتربوية وفكرية ورياضية… هذا وبالرغم من كون المركز يتقاطع في أهدافه العامة مع قانون الجمعيات المرتكز على مبدأين أساسيين هما التطوع والاستقلالية، زيادة على تقديم خدمات للمصلحة العامة بالمجان، إلا أنه يبقى مغايرا بتناوله للقضايا المطروحة بنضج وبحث فكري وعلمي والرفع من مستوى النقاش من خلال انتقاله من الفعل المطلبي إلى الاقتراح والمساهمة في إيجال الحلول على المدى القريب والبعيد.
وذكر خالد العيوض في تقديمه لأهم معالم وأهداف هذا المركز ومشاريعه، أن غيرة المؤسسين لهذا الصرح الثقافي والفكري الجديد،على المنطقة وما تعانيه من تهميش هي التي دفعتهم إلى الخوض في هذا المغامرة الجديدة بالرغم من أن الفكرة تولدت لديهم منذ انخراطهم في أول مبادرة جمعوية وتربوية كانت منذ 20 سنة خلت وهم آنذاك تلاميذ بالسلك الثانوي بمدينة بيوكرى. وأضاف أن تلاميذ الأمس بقوا إلى يومنا هذا على تواصل دائم بالرغم من ظروف العمل والاشتغال التي فرقت بينهم بعد تخرجهم من الكليات والمدارس والمعاهد العليا داخل الوطن وخارجه، حيث أصروا على مواصلة العمل لما بدأوه منذ عقدين من الزمن، وهذا ما جعل هذا المركز يمتاز بلمسة مغايرة وخاصية استثنائية لأنه أنشئ أولا بالوسط القروي وانبثق ثانيا عن رغبة جامحة وأكيدة وعن وعي جمعي يسكن دواخل مؤسسيه بهدف استكمال مشروعهم الثقافي والتنموي بالمنطقة .
وفي حديثه عن المركز الجديد كإطار قانوني مهيكل، أشار العيوض إلى أنه بعد نضج الفكرة وتوسعها تحول من اسمه السابق»صالون العيوض الثقافي» ذي الطبيعة النخبوية الضيقة بحمولته المشرقية إلى إسم»زاويت ن تاوسنا» بطبيعته الصوفية المنغلقة على مريديها، إلى مركز ثقافي وعلمي وفكري منفتح على المحيط الخارجي وعلى مجالات وتخصصات كثيرة. ونظرا لانفتاح المركز على أبحاث ودراسات وعلى قطاعات وتخصصات ومجالات، فكر مؤسسوه في وضع خارطة طريق للاشتغال بمنطق احترافي مبني على مشاريع ثقافية تهتم في مجملها بالإشكالات الكبرى التي تعرفها المنطقة وهي عبارة عن تكوينات وورشات موضوعاتية تفرض نفسها راهنيا وتحتاج إلى بحث ونقاش من أجل الخروج بتوصيات وحلول لمختلف الظواهر التي تعرفها المنطقة والإقليم والجهة على اختلاف القطاعات والمجالات حسب طبيعة كل تخصص.والمركز بهذا المفهوم سوف لا يحصر مهام اشتغاله في نوع معين بل هو فضاء مفتوح على مختلف التخصصات التي لها علاقة بالوسط القروي خاصة وبالإشكالات الكبرى التي يعرفها اقليم اشتوكة أيت باها وبجهة سوس ماسة.
وأكد المتحدث أن تأسيس المركز في إطار قانوني يخول لمكتبه التنفيذي عقد شراكات مع مكونات المجتمع المدني والهيئات المنتخبة بالإقليم والجهة، وتوسيع أنشطته وتنظيمها بهذا الفضاء الذي يعد الأول من نوعه بسوس . وتبقى في النهاية هذه المبادرة حدثا ثقافيا بامتياز في وسط قروي بقرية أولاد ميمون باشتوكة أيت باها وهي فكرة انبثقت من وحي الدكتور خالد العيوض الذي حول منزل جده إلى فضاء ثقافي وفني مفتوح وبالمجان لجميع المثقفين والفنانين والموسيقيين والمفكرين والطلبة والأساتذة الجامعيين. وبالموازاة مع الإعلان عن انطلاق المركز الثقافي الخاص والجديد تم توقيع اتفاقية شراكة بين رئيس مركز تاوسنا للدراسات والأبحاث ومدير مؤسسة أنتاك ميديا الإعلامية الإعلامي الحسن باكريم، وذلك بحضور عدد من الفعاليات الثقافية والفنية والجمعوية والإعلامية والأطر الجامعية، بهدف خلق نموذج للشراكة لتنفيذ البرامج والأنشطة ثقافيا وإعلاميا وفنيا. كما شهد فضاء المركز في ذات اليوم أمسية موسيقية أمازيغية أدتها بعض المجموعات الغنائية الملتزمة والتي اعتادت منذ سنوات القيام بأداء وصلات غنائية أمازيغية للروايس والمجموعات المعروفة بسوس.


الكاتب : عبداللطيف الكامل

  

بتاريخ : 26/06/2023