لاعبو المنتخب الوطني يستعدون للبرازيل بمبادرات إنسانية

يواصل المنتخب الوطني المغربي تحضيراته لمباراته الودية، أمام منتخب البرازيل، يوم السبت المقبل، بداية من العاشرة ليلا، على أرضية الملعب الكبير لطنجة.
وخاضت العناصر الوطنية أمس الأربعاء ثالث حصصها التدريبية، بعدما انخرطت يوم الاثنين في التداريب بمركز محمد السادس لكرة القدم، وأجرت أول أمس الثلاثاء ثاني حصصها التدريبية.
ومن المنتظر أن يشد الفريق الوطني يومه الخميس رحاله صوب طنجة، التي سيخوض بها تداريب غد الجمعة.

المنتخب الوطني في سجن سلا

وكان يوم الثلاثاء استثنائيا بالنسبة لأعضاء الفريق الوطني، حيث قاموا في الفترة الصباحية بزيارة إلى السجن المحلي بسلا، بمناسبة افتتاح الدورة 12 للجامعة الربيعية برسم 2023.
وتسلم لاعبو المنتخب الوطني عدة هديا من النزلاء، واستمتعوا أيضا بأداء كورال غنائي متنوع من قبل نزيلات ونزلاء هذه المؤسسة السجنية، كما تم بهذه المناسبة تقديم لوحات تشكيلية، من طرف المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج محمد صالح التامك، للناخب الوطني وليد الركراكي، فيما تم تقديم هدايا رمزية لنزيلات ونزلاء السجن المحلي سلا، عبارة عن الزي الرسمي للمنتخب المغربي وعدة كرات.
وبهذه المناسبة، أكد مدير العمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، مولاي إدريس أكلمام، أن المندوبية العامة تتشرف باستقبال أعضاء الفريق الوطني والطاقم التقني لكرة القدم ضمن فعاليات الجامعة الربيعية في دورتها 12 التي تنظم تحت شعار «الرياضة بالمؤسسات السجنية إعلاء للقيم الوطنية ودعامة للتأهيل لإعادة الإدماج».
وأضاف أكلمام، في تصريح للصحافة، أن هذا اليوم سيبقى راسخا في ذاكرة نزلاء هذه المؤسسة السجنية، لما له من أثر إيجابي على المسار التأهيلي والإدماجي للسجناء، باعتباره التفاتة كريمة من النخبة الوطنية تكتسي طابعا إنسانيا واجتماعيا.
من جانبه، أكد الناخب الوطني وليد الركراكي، في تصريح مماثل، على أهمية العمل الاجتماعي للمنتخب، موضحا أنه فرصة لإعطاء روح إيجابية، وتمتين الروابط التي تعززت بين المنتخب المغربي وجمهوره في كأس العالم.
وعبر غانم سايس، عميد المنتخب الوطني، عن سعادته بهذه الزيارة، «لأننا ظهرنا بصفة أخرى غير لاعبين لكرة القدم، هذا يشير إلى بعض القيم في العمل التضامني»، مشددا، في تصريح لوسائل الأعلام، على أنه «بإمكاننا أن نكون مصدر إلهام للسجناء، وهذا أمر إيجابي جدا بالنسبة لنا، ونحاول أيضا أن نعطي صورة جيدة للمغرب وهذا ما فعلناه».

تداريب الثلاثاء بطابع إنساني

شهدت الحصة التدريبية، التي خاضها المنتخب الوطني مساء الثلاثاء بمركب محمد السادس لكرة القدم، حضور أشخاص في وضعية إعاقة، انخرطوا في تشجيع العناصر الوطنية، قبل أن يأخذوا صور تذكارية معهم.
وتدخل هذه المبادرة الإنسانية، حسب بلاغ للجامعة، في إطار المقاربة الاجتماعية التي تتبناها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لدمج هذه الفئة ضمن المجتمع، وانفتاحها على جميع الفئات.
وفضلا عن حضور هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كانت تداريب الثلاثاء مفتوحة في وجه رجال الصحافة، حيث جدد اللاعبون تواصلهم مع محبيهم عبر وسائل الإعلام.

حكيمي آخر الواصلين

خاض الفريق الوطني تداريب يوم الثلاثاء بصفوف شبه مكتملة، باستثناء الظهير الأيمن أشرف حكيمي، الذي كان آخر الملتحقين بالتجمع التدريبي للفريق الوطني.
وخاض لاعب باريس سان جيرمان حصة تدريبية بعيدا عن المجموعة، لكونه مازال يعاني من آثار الإصابة التي حرمته من مجاورة فريقه في الدوري الفرنسي، علما بأنه كان حاضرا رفقة العناصر الوطنية، صباح الثلاثاء، بسجن سلا، في زيارة لهم لنزلائه.

الوافدون الجدد بمعنويات عالية

أعرب شادي رياض، مدافع برشلونة الإسباني، وأيوب عمراوي، لاعب نيس الفرنسي، وبنيامين بوشواري، المحترف بسانت إيتيان الفرنسي، عن سعادتهم بحمل القميص الوطني، خاصة في ظل روعة الأجواء داخل التجمع التدريبي للفريق الوطني. وأشاروا في تصريح لموقع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلى أن اللعب للمنتخب الوطني يعد فخرا كبيرا بالنسبة لهم.
وكان لاعب رين الفرنسي، إبراهيم صلاح، قد أظهر هو الآخر سعادته بالتواجد رفقة المنتخب الوطني للمرة الأولى، بعد استدعائه لوديتي البرازيل والبيرو.
وقال صلاح، في تصريح لموقع الجامعة، إن الأجواء الرائعة لم تجعله يشعر بأي صعوبات، الأمر الذي يحفزه على العمل أكثر، بغاية مواصلة ارتداء القميص الوطني لأطول فترة ممكنة. مبديا جاهزيته لتقديم كل ما يتوفر عليه من إمكانيات، وأن يكون قيمة مضافة داخل المجموعة الوطنية.
وبنفس الشعور، جاء تصريح الوافد الجديد الآخر، ياسين كشطا، لاعب لوهافر الفرنسي، حيث قال إن المنتخب الوطني سيخوض مباراة قوية أمام البرازيل، الذي يضم لاعبين كبار، ما يجعل مواجهة السبت تاريخية له ولزملائه.
وأكد كشطا على أنه سعيد للغاية بتواجده في معسكر المنتخب، سيما أنه حقق حلما راوده منذ طفولته.

السحر البرازيلي بطنجة

نشر الموقع الرسمي للاتحاد البرازيلي لكرة القدم صورة للاعبين رودريغو، نجم ريال مدريد، ولاعب توتنهام الانجليزي، إيمرسون، وهما بأحد ممرات ملعب طنجة الكبير، قبل أن تصادفهما صورة للراحل بيليه.
وكان نجوم السيليساو قد بدأوا في التوافد على عاصمة البوغاز منذ يوم الاثنين، حيث أجروا مرانهم الأول تحت قيادة رامون مينيزيس، المدرب المؤقت إلى حين تعيين بديل لتيتي.
وكان الاتحاد البرازيلي لكرة القدم قد أعلن غياب الثنائي ماركينيوس وريشارليسون عن مواجهة الفريق الوطني بسبب الإصابة، لينضما إلى نجم باريس سان جيرمان نيمار، الذي تعذر عليه خوض اللقاء.
وتركت الإصابتان الجديدتان أبطال العالم خمس مرات من دون ثلة من كبار اللاعبين، وسط الاستعداد للمواجهة المنتظرة في طنجة مع أسود الأطلس، الذين احتلوا المركز الرابع في مونديال قطر 2022.
وقال الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في بيان ليلة السبت «اتصل طبيب الفريق الوطني رودريغو لاسمار بنادي ريشارليسون، وأكد أن اللاعب لن يكون جاهزا للعب المباراة الودية».
وأضاف أن ماركينيوس (28 عاما) مازال يتعافى من إصابة عضلية في بطنه ولن يكون لائقا في الوقت المناسب.
ولفت الاتحاد البرازيلي إلى أن المدر ب المؤقت للبرازيل رامون مينيزيس استدعى يوري ألبرتو البالغ من العمر 22 عاما من كورينثيانس في ساو باولو ليحل بدلا من ريشارليسون، ولاعب يوفنتوس بريمر البالغ 26 عاما، بدلا من ماركينيوس.
واستدعى مينيزيس الذي أشرف على منتخب البرازيل تحت 20 عاما في بطولة أميركا الجنوبية الشهر الماضي دون أن يخسر أي مباراة، فريقا شابا يضم عشرة لاعبين ممن شاركوا في المونديال القطري.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 23/03/2023