لا حزن لي الآن

أيتها النفس اللامطمئنة
كنهر أيام تتكرر
تتدفقين عبثا
أو هروبا
لتحرير لحظات محجوزة
بين الرفض والتمني

لا وقت للتمني
حين في غبش الظلام
يخبو جمر الحماس
ويغرق الفجر
بين طفرة يأس..
وزفرة

هذا نبضكِ
متوترا
ينقر باب الروح
يتدفق صداه
كسوء فهم
على الشاطئ الموحش
حيث قطعان النوارس
ترعى الحزن العتيق

فضولكِ العارم
للحياة
يمتد الى ما وراءها

لا إشباع يرجى
قبل العبور
إلى الماوراء
عبثا تحاول المرآة
توحيد وجهي بوجهك
كأننا وجهان
لعملة واحدة
أيها الظل العاكس لظلمتي
أثرْتَ ما يكفي من الضيق
أما آن لأحدنا أن ينسحب ؟

سيحدث
في ذروة وعيي بكِ
انفصالي عنكِ
لا..
لن أكف عن الايمان بكِ
كي يستمر الذهول
استنفدت أوهامكِ
ولم يعد في الأفق
ما يدل على غد
لكِ فيه أفق
فترجلي أيها اللامطمئنة
قد يكون الخلاص
مما لا يطاق
في الذهاب بعيدا
في ما لا يطاق

هكذا هي الحياة
عودة دائرية إلى ما هجرناه
شوق لحبل سرة
خِلناه قيدا
فافتقدناه
فانهضي
واطو التفاصيل الرتيبة
هو ذا العالم تهاوى من حولكِ
غير آبه لما سيخلفه
من أثر
وما كل نفس ذائقة الحياة
فابتسمي
بخفة عابر
خبِرَ الطريق
لفرط ما تعثر بالحجارة
وأحبي الطريق
حد الاستغناء
أرى خلف الأفق ضياء
لا حزن لي الآن
لا حزن لي الآن.


الكاتب : فاتحة مرشيد

  

بتاريخ : 25/08/2023