لحظات من زمن التيه

ـــ 1 ـــ
حِينَمَا أَمْتَطِي لُغَتِي
تَذْبُلُ الْأَشْجَانُ رُوَيْدًا
فَأَعْشَقُ إِيقَاعَ قَصَائِدِي
أَسْتَضِيءُ بِجَذْوَةِ إِيمَانِي
وَأَنَا أَتْلُو فِي جَوْفِ اللَّيَالِي
وَحِيدًا آيَاتٍ مِنْ كِتَابِي.
ـــ 2 ـــ
مَرَّتْ سَنَوَاتُ الْعُمْرِ سَرِيعاً
دُونَ انْتِظَارْ
تُوخِزُنِي الذِّكْرَى حِيناً
وَتُوجِعُنِي آلَامُ الْفِرَاقْ.
سَأَلُونِي عَنْ أَيَّامِ الطُّفُولَةْ
وَعَنْ أَحْلَامِي
حِينَ اسْتَفَاقَ الحُلْمُ الْجَمِيلْ
لَمْ أَكُنْ أَمْلِكُ الاخْتِيَارْ
كَانَ الْحُلْمُ يَكْبُرُ بَعْدَ مُرُورِ السِّنِينْ
أَسْتَعِيدُهُ كَيْ أَحْيَا
كَيْ يَنْمُو بِلَا ضَجَرٍ
يُنْعِشُ فِي قَلْبِي حُبَّ الْحَيَاةْ
يَنْفُضُ عَنْ عَيْنَيَّ حُبَّ السُّبَاتْ

ـــ 3 ـــ
فِي صُبْحٍ شَجِي
كَانَتِ الْمَقْهَى قِبْلَتِي
كُنْتُ أَخْطُو سَرِيعًا
كَانَتْ زَوَايَاهَا تَبْدُو فِي بَهَاءْ
وَالنَّادِلُ فِي بِزَّةٍ بَيْضَا
يَتَفَقَّدُ كُرْسِيًّا
يَرْمُقُ الْغُرَبَاءْ
يُحْصِي الْأَرْبَاحَ وَأَعْدَادَ الزُّبَنَاءْ.
سِرْتُ إِلَى زَاوِيَّةٍ مُبْتَغِيًّا حُبَّ النَّغَمْ
نَادَيْتُ عَلَى قَهْوَةْ
وَصَلَتْنِي دُونَ عَنَاءْ
لَكِنْ حَاوَرَتْنِي بِاسْتِهْزَاءْ
قَبْلَ الاحْتِسَاءْ:
لِمَ وَجْهُكَ غَضْبَانٌ أَيُّهَا الْمُحْتَارْ
وَالنَّاسُ يُسَمُّونَكَ « الْمُخْتَارْ»؟
فَلِمَ الْآنَ يَبْدُو لِي وَجْهُكَ شَاحِبٌ؟
وَلِمَ الْآنَ تَبْدُو أَنَّكَ وَلْهَانْ؟
أَنْتَ الْبَطَلُ الْمِغْوَارُ وَبَوْصَلَةُ البَحَّارْ
أَنْتَ الْقُدْوَةُ فِي الصَّبْرِ عَلَى الْانْتِظَارْ.
نَظَرَتْ مُقْلَتِي فِي السَّوَادْ
حَضَرَتْنِي آلَامُ الْغُرْبَةْ
ذَرَفَتْ عَبْرَةً وَجَنَتْ عِبْرَةْ
تَاهَتْ نَفْسِي
غَابَ عَنِّي ذِهْنِي بَعِيدًا
وَبِدُونِ احْتِسَاءْ
عُدْتُ أَدْرَاجِي
وَدَّعْتُ الْجَلْسَةَ دُونَ انْتِظَارْ
تَارِكًا قَهْوَتِي
دُونَ وَدَاعٍ أَوْ أَدَاءْ.


الكاتب : الأشقر لمرابط محمد

  

بتاريخ : 24/12/2020