لصوص محترفون  يضاعفون معاناة  ساكنة جماعات قروية بدائرة إيغرم

 

يستغلون خلو بعض المنازل من أصحابها المهاجرين

 

 

أشرنا في مقالات سابقة إلى معاناة ساكنة العالم القروي بالأطلس الصغير عامة وفي دائرة إيغرم إقليم تارودانت خاصة،  مع الخنزير البري والرعي الجائر، اللذين حالا بين الساكنة وحرث ما تركه حراس المياه والغابة من بقع أرضية ملتصقة بالدواوير، بمن في ذلك من اعتادوا زرع الخضر ممن لديهم مياه جوفية وهم قلة، كجوانب نهر اداوليميت بجماعة امي نتيارت و”أسيف نايت ابرايم” بجماعة والقاضي … مناسبة التذكير بهذه المعاناة ، التي قادت إلى الهجرة الكلية بعد الجزئية، ظهور عنصر جديد  – خطير يتمثل  في لصوص محترفين يستغلون هجرة السكان وترك أمتعتهم في منازلهم، للقيام بأفعالهم الإجرامية. في هذا السياق ، على سبيل المثال لا الحصر، ليلة الجمعة 27/11/2020  ، على بعد ثلاثة كيلومترات من جماعة والقاضي، وحوالي خمسة كيلو مترات من القيادة، تم السطو على بناية داخلها مطحنة تم إغلاقها بعد وفاة مالكها، وهجرة ابنيه،  والتي تقع بجانب الطريق الرئيسي الرابط بين تارودانت وإيغرم فطاطا،  حيث أحدث اللصوص ثقبا كبيرا في أعلى الجدار، “الياجور”  ، واستولوا على 8 أبواب جديدة من الخشب وبابين من الحديد وميزان كبير لوزن أكياس الطحين، و أربعين قنينة غازية، علما بأن المرحوم صاحب المطحنة كان بصدد إتمام طابق علوي ليتخذه سكنا له، بدل مسكنه المتواجد في قرية الدير القريبة.

وقد زار أفراد من  الدرك الملكي من مركز دائرة إيغرم، البناية المنهوبة، واستمعوا إلى أقرباء المرحوم مالك المطحنة والبناية التي طالتها السرقة، ووجدوا   قفازين لأحد اللصوص، حسب ما توفر لدينا من معلومات.

وتجدر الإشارة  إلى أن دائرة إيغرم تتواجد فيها ست  عشرة  جماعة قروية، وبلدية واحدة بدواويرها المتعددة، كل جماعة تتكون من عشرين إلى ثلاثين دوارا فأكثر، منها المعلقة أعلى الجبال لم تصلها الطرق بعد، ما  يصعب من مهام  دركيي إيغرم القليلي العدد  ، مع العلم أن المركز الوحيد للدرك الملكي هو مركز إيغرم، ولن تجد مركزا بين إيغرم وتارودانت، أكثر من ثمانين كيلومترا، مما يستوجب إعادة النظر في توفير العنصر البشري لرجال الدرك، مع توفير وسائل النقل الكافية من أجل  تأدية واجبهم بشكل سلس في ما يتعلق بتوفير الأمن للمواطنين.

” إن الشاحنة الكبيرة أو الصغيرة المستعملة من طرف لصوص العملية السالف ذكرها ،   لو توفرت نقط المراقبة بين والقاضي وتارودانت، لتم التعرف عليهم بسهولة” يقول بعض أبناء المنطقة ، داعين إلى “إجراء بحث عميق وشامل ، بالمنطقة وغيرها، كما هو حال  تارودانت واولاد تايمة وانزكان… حيث تتواجد وتتعدد محلات صناعة الأبواب ،  وذلك في أفق الوصول إلى المتورطين في العملية”  ،  مشيرين إلى ” استعجالية  التصدي  لعمليات اللصوصية بالمنطقة ، وذلك حماية لمنازل عدد من المهاجرين ، داخل الوطن وخارجه، الباحثين عن لقمة عيش لأسرهم الفقيرة “،  لافتين إلى “أهمية الدور الذي  يمكن أن يلعبه  عدد من الشيوخ والمقدمين بالجماعات القروية ، والذين زودتهم الداخلية بدراجات نارية، حيث يمكن تنظيم وتنسيق عمليات الحراسة  بشكل ناجع ، دون إغفال  إشراك الجمعيات المحلية  في  تقديم مقترحات  بشأن كيفية تدبير حراسة الدواوير الأكثر عرضة ل” زيارة ” اللصوص”  غير المعتادة  بين أهالي المنطقة “؟

 


الكاتب :  محمد مستاوي

  

بتاريخ : 09/12/2020

أخبار مرتبطة

الأساتذة يتعهّدون بالمساهمة في الإصلاح وإعادة الهدوء إلى الساحة الجامعية   أكد مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان

كشفت  مصادر مطلعة، أن «بلوكاج»  تعيين رئيس جامعة محمد الخامس، سيتم وضع حد له، حيث سيحدد في شهر يونيو تاريخ

    ظهر، في الآونة الأخيرة، وفي قطاع النقل لدى أصحاب سيارات الأجرة المتجهة من الصخيرات إلى تمارة، أسلوب جديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *